..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

استهداف نقطة المراقبة التركية: رسالة روسية قبل لقاء أردوغان - بوتين

أمين العاصي، جابر عمر

٢٨ ٢٠١٩ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2605

استهداف نقطة المراقبة التركية: رسالة روسية قبل لقاء أردوغان - بوتين

شـــــارك المادة

لم تثنِ تحذيرات تركيا قوات النظام السوري عن معاودة استهداف نقطة عسكرية للجيش التركي في ريف حماة الشمالي، أخيراً. ولم يردّ الأتراك على القصف، في محاولة منهم لعدم الانسياق وراء استفزازات قوات النظام، الساعية إلى خلط أوراق الصراع بين الجانبين التركي والروسي حيال مصير شمال غربي سورية. ولكن اللافت أن الاستهداف يأتي قبل لقاء يجمع الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، على هامش قمة العشرين في اليابان، التي تبدأ أعمالها اليوم، الجمعة، وتنتهي غداً السبت. وجددت قوات النظام السوري قصفها لنقطة المراقبة التركية في منطقة شير المغار في ريف حماة الغربي، رغم التحذيرات التي أطلقتها تركيا إثر استهداف أكثر من نقطة تركية خلال الشهر الحالي من قبل هذه القوات. وأكدت مصادر محلية في ريف حماة الشمالي أن "نقطة المراقبة في شير المغار بجبل شحشبو تعرضت، صباح الخميس، لقصف بالمدفعية الثقيلة من جانب قوات النظام، أثناء دخول تعزيزات تركية إلى النقطة المذكورة".

ونشر ناشطون محليون صوراً تظهر لحظة سقوط القذائف على التعزيزات العسكرية التي وصلت إلى نقطة شير المغار بريف حماة الغربي. وكشفت مصادر أن "النقطة التركية في شير المغار تضم أكثر من 100 جندي من الجيش التركي، بينهم ضباط وقوات خاصة (كوماندوز)، إضافةً إلى عتاد عسكري وعشرات الآليات المصفحة ودبابات". وذكرت وكالة "الأناضول" التركية الرسمية للأنباء أن "قوات النظام السوري استهدفت، الخميس، محيط نقطة المراقبة التركية رقم (10)"، مشيرة إلى أن "الهجوم أسفر عن أضرار مادية". وذكر "مركز حماة الإعلامي" أنه "سقطت حوالي 12 قذيفة مدفعية من حواجز النظام المتمركزة في تمانعة الغاب والكريم، على رتل للقوات التركية أثناء خروجها من النقطة التركية بعد تبديل العناصر والآليات"، لافتاً إلى أنه "لم تحدث أضرار بالآليات العسكرية التي تابعت خروجها من النقطة باتجاه الشمال".

واستهداف أمس هو الرابع الذي طاول النقطة المذكورة، إذ سبق لقوات النظام أن قصفت هذه النقطة في إبريل/ نيسان، ومايو/ أيار الماضيين، ويونيو/ حزيران الحالي، في خضمّ تصعيد كبير بدأته وسيطرت من خلاله على نحو 18 بلدة وقرية وموقعاً، إلا أنها تعرضت بعد ذلك لخسائر فادحة في أكثر من هجوم معاكس قامت به فصائل المعارضة السورية.

في السياق، اعتبرت مصادر عسكرية ودبلوماسية تركية، وأخرى دبلوماسية، أن "القصف هو بمثابة استمرار للرسائل الروسية لتركيا حول ضرورة تقديم تنازلات في منطقة جنوب إدلب، وشمال حماة، التي تعرضت للقصف". وشدّدت على أن "تركيا ستواصل سياسة ضبط النفس وعدم الانجرار إلى مواجهة مباشرة مع النظام من أجل استيعاب الأمر، خصوصاً أن المفاوضات حالياً بين روسيا وتركيا لم تصل لتوافق، وتنتظر لقاء أردوغان ـ بوتين". وأشارت المصادر التركية إلى أن "التفاهم في هذه المنطقة بحاجة لتنازلات مشتركة"، لم تكشف عنها، ولكنها لمّحت إلى إمكانية عقد صفقة ما بين جنوب إدلب وتل رفعت، في ظلّ الإصرار الروسي على إبقاء مطاري حماة وحميميم بعيدين عن مرمى نيران فصائل المعارضة. وهو سبب استمرار الخروق الروسية.

واستغربت المصادر التركية "إصرار الجانب الروسي على ممارسة الضغوط على تركيا في هذه الفترة التي تشهد مواجهة أنقرة للغرب على خلفية شراء صواريخ أس 400 وما ينطوي عليه ذلك من تقارب تركي روسي، ما يتطلب من موسكو مراعاة هذا الظرف وعدم استغلاله للضغط أكثر على أنقرة في إدلب".

ويأتي استهداف النقطة التركية قبل أيام من لقاء قمة يجمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، على هامش قمة مجموعة العشرين بمدينة أوساكا اليابانية. وفي تصريحات صحافية أدلى بها الرئيس التركي قبيل القمة، أشار إلى أن "النظام السوري يتصرف بلا رحمة في إدلب، وأن نقاط المراقبة التركية الـ12 هناك تتعرض بين الحين والآخر إلى تحرشات". وأضاف: "لا نريد أن يحدث أي أمر لتلك النقاط، ولكن نرغب في أن تسير الأمور كما هو مخطط لها ووفقاً للوعود المقطوعة، فمحاوِرنا هو روسيا، وننسق معها عبر التشاور، سواء على مستوى وزارتي الدفاع أو الخارجية أو الاستخبارات". وعلى الرغم من أن شمال غربي سورية لا يزال محكوماً باتفاق سوتشي المبرم بين الجانبين التركي والروسي في سبتمبر/ أيلول الماضي، وأُقيمت من خلاله منطقة منزوعة السلاح الثقيل في محيط إدلب، إلا أن التصعيد الكبير الذي بدأه النظام أواخر إبريل الماضي بمساعدة الطيران الروسي، باعد بين الروس والأتراك. ورفضت تركيا أكثر من مرة طلباً روسياً بتعديل الخرائط المتفق عليها سابقاً، بحيث تبقى المناطق الجديدة التي سيطر عليها النظام خلال التصعيد الأخير تحت سلطته. وأصرّت أنقرة على انسحاب قوات النظام إلى النقاط المحددة وفق اتفاق خفض التصعيد، قبل التحدث باتفاق جديد لوقف إطلاق النار. ولم يتجاوب الأتراك مع مسعى روسي لوقف إطلاق النار في منتصف الشهر الحالي وفق خارطة السيطرة الراهنة. واعتبرت فصائل المعارضة السورية المرتبطة بالجيش التركي إعلان الهدنة من جانب واحد "خديعة روسية لتجميع القوات والاستعداد لشن هجمات جديدة".
من جهته، أكد المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسن، أمس، أنه يسعى "لتحقيق تفاهم أعمق بين روسيا والولايات المتحدة لدفع عملية السلام السورية". وأضاف في تصريحات صحافية في مدينة جنيف السويسرية، أنه يريد "جمع مجموعة من الدول المؤثرة لدعم عملية السلام، منها الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ومجموعتان من الدول النشطة سياسياً في سورية".

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع