أحمد أرسلان
تصدير المادة
المشاهدات : 2929
شـــــارك المادة
كان النظام الذي كان يقوده حافظ الأسد علمانيّاً، يتغنى فيه الحزب الحاكم حزب البعث بشعارات الأيديولوجيا القومية، وينشد وحدة عربية، وكانت إيران ترفع شعار الوحدة الإسلامية، وعلى الرغم من هذا الاختلاف الجوهري في هوية الدولتين ورؤيتهما للعالم من حولهما، إلا أن التحالف بين إيران وحافظ الأسد كان وثيقاً، بل ويعدّ الأسد أهم حليف لإيران. اعتبر البعض أن العامل المذهبي هو الأهم في هذه الصلة، وقلل منه آخرون باعتبار أن الشيعة يرونَ النصيرية (العلوية) كفاراً، فيما رأى آخرون أن ما يجمعهما هو المصالح التي يسعى لها كلا النظامين كنظامي حكم ديكتاتوري شمولي، إضافة لكرههما للمحيط السني.
في عام 1980 اندلعت بين العراق وإيران – بعد الثورة الخمينية – حربٌ هي الأطول في القرن العشرين، استمرت ثماني سنوات (1980 – 1988)، كلفت الطرفين مليون قتيل وخسائر مالية قدرت بمئات ملايين الدولارات. ساند حافظ الأسد في هذه المعركة إيران ضد الجار العربي العراق، وكان موقفه متماشياً مع أمريكا وإسرائيل في هذه المعركة، كما كان متماشياً مع الموقف الغربي في الحرب الأهلية اللبنانية، حينما تدخل الجيش السوري ضد الفصائل الفلسطينية. في حرب العراق وإيران حدثت فضيحة (إيران جيت) أو قضية إيران – كونترا، والتي انفضح فيها الموقف الأمريكي الذي عادى إيران في العلن، لكنه وافق على صفقة سرية معها، وكان لإسرائيل دور بارز فيها، حيث سلمت خلالها أمريكا لإيران عشرات الصواريخ المضادة للدروع والطائرات، وشحنت الأسلحة لإيران عن طريق إسرائيل، مقابل إفراج إيران عن خمسة أمريكيين احتجزتهم في لبنان، كما باعت بريطانيا قطع غيار للدبابات الإيرانية. وعلى الرغم مما سبق، إلا أن العلاقة بين حافظ الأسد وإيران كانت تقوم على مبدأ الندية، وهذا ما تجاوزته إيران في عهد حكم بشار الأسد، حيث استطاعت أن تمد رجليها في سوريا، وتزيد من نفوذها الثقافي والديني والسياسي، حتى جاءت الثورة السورية التي سعى من خلالها السوريون إلى الحصول على حريتهم وكرامتهم، واقتربوا من إسقاط نظام الأسد، فتحركت الميلشيات الشيعية العابرة للحدود من لبنان والعراق، وساندت بشار الأسد حتى استطاع أن يقف على رجليه من جديد، وتحول التدخل العسكري الإيراني إلى نفوذ عسكري واجتماعي واسع، أنشأت إيران من خلاله المزيد من المزارات الشيعية، والقواعد والمصانع العسكرية، واستطاعت أن تجعل من سوريا ممراً لها إلى لبنان وحزب الله وموانئ البحر الأبيض المتوسط، كما استكملت حلمها في تدشين خط إمداد بري يمتد من طهران فبغداد حتى دمشق وبيروت. وكان لحزب الله اللبناني التابع لإيران والحرس الثوري الإيراني دور كبير في التغيير الديمغرافي في سوريا، حيث قام حزب الله بإخراج مئة ألف من أهالي بلدة القصير بريف حمص عام 2013 بعد حصار طويل، كما قام باستكمال عمله من خلال حصار أحياء حمص المحررة لمدة اثنين وعشرين شهراً حتى اضطر أهلها للخروج منها. أما في العاصمة دمشق وريفها، فقد ساهمت الميليشيات الشيعية في عمليات الحصار والتهجير القسري للأهالي من أحياء دمشق كبرزة والقابون وتشرين، إضافة لبلدات التل وخان الشيح، وقبلها إخراج سبعين ألفاً من أهالي معضمية الشام وربع مليون سوري من داريا أيقونة الثورة، كل هذا التغيير على حساب الوافدين الجدد!
لتصبح إيران الآمرة الناهية في الكثير من المناطق السورية، قبل أن يبيع بشار الأسد ما تبقى من أرض سورية تحت سيطرته لروسيا التي جاءت لتعيد له تماسكه بعد أن تهاوى هو والميلشيات الإيرانية على ضربات الثوار.
المراجع: 1- FINAL REPORT OF THE -INDEPENDENT COUNSEL FOR - IRAN/CONTRA MATTERS 2- "Iran-Contra Report; Arms, Hostages and Contras: How a Secret Foreign Policy Unraveled" March 16, 1984. Retrieved 7 June 2008. 3- بزغ فجر إيران وجاء دور الحصاد – تقرير مرئي لموقع نور سورية
مجاهد مأمون ديرانية
غسان الإمام
محمد العبدة
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير