..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

التصعيد في خان شيخون يسفر عن صفقة جديدة في إدلب

المرصد الاستراتيجي

٢٨ أغسطس ٢٠١٩ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2338

التصعيد في خان شيخون يسفر عن صفقة جديدة في إدلب

شـــــارك المادة

على إثر سيطرة قوات النظام، مدعومة بالميلشيات الإيرانية، على حاجز “الفقير” شمال غرب مدينة خان شيخون (19 أغسطس)؛ عبرت ثلاث أرتال عسكرية تركية الحدود، حيث دخل الرتل الأكبر المكون من 28 آليات تتضمن دبابات وعربات وشاحنات وذخيرة، ووصل الثاني إلى مدينة سراقب ثم اتجه جنوباً، في حين دخل الثالث من معبر “كفرلوسين” وتحرك مباشرة باتجاه الجنوب.
وتزامن دخول التعزيزات التركية مع حالة استنفار شاملة في صفوف الفصائل، وتردد الحديث في الأوساط العسكرية التركية عن إنشاء نقطتي مراقبة شمالي خان شيخون.
ووفقاً لمصادر مطلعة فإن التدخل العسكري الجديد يرسم حدوداً جديدة تم التوافق عليها بين موسكو وواشنطن وأنقرة، بحيث يسيطر الروس على الطريق الدولي بين حلب ودمشق، ويشكل الجيش التركي حائط صد يمنع انسياب الميلشيات الإيرانية في الشمال الغربي، في حين يتم تجريد “هيئة تحرير الشام” من بؤر إستراتيجية كانت تسيطر عليها في جنوب إدلب.
ووفقاً لتقرير أمني مطع؛ فقد أسفر “الاجتماع الثلاثي” في القدس عن اتفاق مهم (لم يُعلن عنه بعد) يتمثل في اعتراف إدارة ترامب -وللمرة الأولى- بأن إدلب قد أصبحا ملاذاً للإرهابيين، ويجب رسم خطوط جديدة للنفوذ بين تركيا وروسيا، شريطة منع الميلشيات الموالية لإيران من السيطرة على أية بؤر إستراتيجية في إدلب ومحيطها.
وكانت واشنطن قد اتخذت قبل ذلك الاجتماع موقفاً معارضاً لعمليات النظام المدعومة من قبل روسيا في إدلب، إذ دأبت على تحذير كل من روسيا والنظام من الاستمرار، ملوحة بإمكانية التدخل لإيقافهم.
إلا أن السياسة الأمريكية انقلبت فجأة، ودون سابق إنذار، حيث ساهمت واشنطن في العمليات الجارية بغارة شنتها على موقع لتنظيم “حراس الدين” جنوب غرب محافظة حلب، واعتبر الروس ذلك ضوءاً أخضر لتصعيد هجماتهم، حيث بادرت القوات الروسية في اليوم التالي للغارة الأمريكية بشن أول هجوم على “تل الحماميات” شمال غرب حماة، وسيطرت على التل والبلدة المجاورة.
كما شرعت القوات الروسية في تنفيذ هجوم ضخم ضد “خان شيخون” في ظل صمت أمريكي مطبق، وذلك على الرغم من استعانة القوات الروسية بوحدات من القوات الخاصة الإيرانية و”حزب الله”، وغيرها من الميلشيات الإيرانية التي تم تزويدها بشحنة كبيرة من الأسلحة تضمنت؛ دبابات ومدفعية وراجمات صواريخ، وغيرها من المعدات العسكرية التي جلبتها سفينتان روسيتان رستا مؤخراً في ميناء طرطوس.
من جهتها؛ تعمل تل أبيب على مقايضة صمت واشنطن عن العلميات الدائرة في إدلب، بل وتوفير الدعم المعلوماتي والعسكري لها، مقابل التعاون مع إسرائيل في العمليات ضد المواقع الإيرانية في العراق ولبنان بالإضافة إلى سوريا، في حين تأمل موسكو بإقناع واشنطن وتل أبيب بالموافقة على بقاء بشار الأسد في الحكم، وتشجيع الدول العربية على المساعدة في تمويل إعادة إعمار سوريا.
وتبدو موسكو الرابح الأكبر من الصفقة الجديدة؛ حيث نجحت في تحييد واشنطن وكسبت صمت تل أبيب إزاء الدور الإيراني “المؤقت” في العمليات الجارية بإدلب.
ورأى مصدر غربي أن: “الفائز الأكبر ليس تركيا، وليست واشنطن، إنها روسيا”، حيث يدير الرئيس أردوغان ظهره للأمريكان، ويجد نفسه مضطراً لتنسيق الأحداث مع بوتين أولاً بأول، فمنذ يونيو 2016، التقى الرجلان 23 مرة على الأقل وأجرى 52 مناقشة عبر الهاتف، وهو ما يعادل التحدث مرة كل أسبوعين، ويبدو أن العمليات الروسية في “خان شيخون” ستسفر عن صفقة ما بين أنقرة وموسكو في الفترة المقبلة، حيث تحشد تركيا قواتها لعملية مزمعة شرق الفرات، وترغب في شراء صمت موسكو مقابل غض طرفها عن العمليات بإدلب، وتوجيه فصائل المعارضة لتركيز اهتمامهم على إسناد العمليات التركية في الشمال الشرقي، بدلاً من مؤازرة إخوانهم في الشمال الغربي المشتعل.
وتلوذ أنقرة بالصمت إزاء القصف الروسي الهمجي على إدلب، حيث ‏تستعجل روسيا تحقيق تقدم ميداني ترسم من خلاله معالم صفقة جديدة للمحافظة المنكوبة.
ويرى محللون أن تركيا تعتمد على ورسيا في العديد من الملفات الأساسية في المنطقة، وليست مستعدة لخسارة تحالفها مع موسكو من أجل إدلب، بل ترغب بدعم موسكو لحملتها المزمعة لإنشاء حزام أمني يصد عنها الهاجس الكردي ويحمي أمنها القومي من أي تمدد كردي، مقابل صمتها عن سيطرة موسكو على الطريق الدولي بإدلب.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع