أشرف موسى
تصدير المادة
المشاهدات : 2151
شـــــارك المادة
16عائلة سورية شردها قصف النظام وتركها في العراء، ما اضطرها للجوء إلى أنقاض مدرستيْن لم تنجوا من الغارات شمالي شرقي محافظة إدلب (شمال)، واتخذت من بقايا جدرانها "مأوى" يقيها القرّ والعواصف والأوبئة.
ولا تقتصر معاناة تلك العائلات على العيش بين جدران مهدمة، بل كثيراً ما ينام أفرادها، بينهم أطفال، جياعاً حيث لا يتمكن معيلوهم من العمل في ظل شح كبير في المعونات.
أوضاع مزرية لا تختلف عما يواجهه أكثر من مليون نازح تسبب النظام وروسيا والمجموعات الإرهابية التابعة لإيران، في تشريدهم منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، عندما شنوا عملية واسعة على منطقة خفض التصعيد بإدلب شمالي سوريا، ضمن خروقاتهم المتواصلة لمخرجات مباحثات أستانة.
وتوجه معظم النازحين إلى المناطق القريبة من الحدود السورية التركية باعتبارها آمنة نسبياً. وفيما تمكن قسم منهم من تأمين خيم، اضطر ما تبقى للجوء إلى المغارات والكهوف والمدارس والمساجد والأبينة المدمرة.
عدلية رحمون وزوجها ومعهما حفيدان يتيمان، من ضمن العائلات الـ16 التي تسكن في المدرستين الواقعتين شمال شرقي محافظة إدلب، حيث تستخدم العائلات أحد الفصول المتبقية من المدرستين للسكن والنوم، بينما تستخدم آخر مطابخ وحمامات.
وقالت رحمون لمراسل الأناضول، إنها ترعى حفيديها اليتيمين من ابنيها اللذين اعتقلهما النظام قبل نحو 9 سنوات ولم تسمع عنهما بعد ذلك أي نبأ، مشيرةً إلى أن أحد حفيديها يقضي أياما عندها وأخرى مع جدته من أمه.
وأوضحت أنهم في ذلك المكان المدمر يعيشون في ظروف صعبة، ويتمسكون بالحياة بالقليل الذي يتصدق به فاعلو الخير، لافتةً إلى أنهم كثيراً ما ينامون وهم جوعى.
وأشارت رحمون إلى أنهم في بداية نزوحهم، توجهوا إلى مدينة إدلب لكنها كانت ملئية بالنازحين، ثم اضطروا للبقاء فترة في العراء، لينتقلوا بعد ذلك إلى مأوى مؤقت حيث كان الماء يتسرب من سقفه، ليتركوه بعد ذلك وينتهي بهما المطاف إلى المدرستين المدمرتين المتجاورتين.
وتساءلت رحمون: "كيف سنعيش ونبقى على قيد الحياة وزوجي رجل مسن لا يقدر على العمل؟".
وفي مايو/ أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلها إلى اتفاق "منطقة خفض التصعيد" في إدلب في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري. ورغم تفاهمات لاحقة تم إبرامها لتثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، وآخرها في يناير/ كانون الثاني الماضي، إلا أن قوات النظام وداعميه واصلت شنّ هجماتها على المنطقة. وأدت الهجمات إلى مقتل أكثر من 1800 مدني، ونزوح أكثر من مليون و942 ألف آخرين، إلى مناطق هادئة نسبياً أو قريبة من الحدود التركية، منذ كانون الثاني/ يناير 2019. وفي 5 مارس/ آذار الماضي، أعلن الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين توصلهما إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب اعتبارا من 6 من الشهر نفسه.
أحمد العكلة
أنس الكردي
أسرة التحرير
عدنان أحمد
المصادر: الأناضول
الأناضول
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة