..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

شعب يقتل.. والعرب في بروتوكول التوقيع

خالد عبد العزيز الحماد

٢٤ ديسمبر ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2784

شعب يقتل.. والعرب في بروتوكول التوقيع
111.jpg

شـــــارك المادة

الحمد لله أن الشعب السوري قال كلمته ولفظ الأسد ونظامه، ولم يعد يهاب مجازره وقتله فهم شهداء عند الله، الحمد لله أنه منذ أن ثار على عصابة القمع والاستبداد لم يكن يعول على أحد ولا ينتظر العون من أحد ولا ينتظر جامعة المهل والبروتوكولات. وهو يخطو خطواته وينظم نفسه كان لا يرجو سوى الله - مالنا غيرك يا لله-، هذه عبارته التي كان يرددها وينتظر الفرج من الله، وربنا نصرهم وأمهل المجرم فزداد في جبروته وقتله، وعندما يحين موعد أخذه فلن يفلته مهما حاول التلفيق والتمويه، ومهما حاول الآخرون مساعدته أو إبقائه فهو ساقط لا محالة.
الشعب السوري المظلوم منتصر بحول الله، انتصاره نقرأه من داخل الأرض السورية من بين مجازر ودبابات الأسد، من مواكب الشهداء وهي تسير فوق رؤوس المشيعين، نقرؤه من القرى والمدن التي قررت بل اعتقدت إعدام الأسد وإسقاطه ورميه في مزبلة التاريخ، الأطفال الصغار النساء الشباب كبار السن الكل يلوح بعلامة النصر ويردد أهازيج النصر.
حمص تحاصر وتتخندق حولها ترسانة عسكرية من معدات وشبيحة ومجرمي الأسد وينهال عليها القصف والرصاص كالمطر؛ ومع ذلك تثور وتنفر كلها عن بكرة أبيها وتمتلئ ساحاتها وشوارعها بحشود الثوار الغاضبين المكلومين بقتلاهم ومجازر هذا النظام الدموي المجرم، لم يعد يخوفهم الأسد ولا يهابون الموت، تموج بهم الساحات وهم يرددون معلقات النشوة والفرح ويلوحون بشارات النصر، ويزدادون ثباتاً وإصراراً على زوال هذا المجرم وتبديل هذا الطاغية المستبد.
المهل والساعات والبروتوكولات التي تمنحها الجامعة لتعمير النظام هي لا تبقيه ولا ترممه؛ وإنما تهزه وتضرب قواعده وتقتلعه من جذوره، فالإمعان في القتل وتأجيج الموقف وشناعة المجازر ومحاولة حرف المسار وإثارة الطائفية هذه تعجل بسقوطه - إن شاء الله -، فالقتل والقمع والاعتقالات لا توقف الثورة ولا ترد المتظاهرين؛ وإنما تزيدهم غضباً وانتقاماً وإصراراً، هذه قواعد وأسس معروفه يدعمها التاريخ وتدعمها تجارب الثورات والثائرين. فشاوسسكو مارس أبشع صور القتل والديكتاتورية وزاد في قمع وقتل المتظاهرين فأعدم في الساحة أمام أعين المتظاهرين، هذه السنن وربك يمهل ولا يهمل، والكون ملك لله، والبشر لهم قيمة عند الله، وقتلهم جريمة وذنب وظلم عظيم، وربنا لم يغفل ولم يهمل هؤلاء المجرمين القتلة؛ {ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار * مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء}[إبراهيم: 41-42].
جامعة العرب لا تقرأ الواقع ولا تسبر الحدث ولا تدرك عمق التغيير الذي يمر به الوطن العربي، وتتصور أن باستطاعة الأسد إيقاف الموج ومد التظاهر، وأن إعادة الهدوء وكف الاضطراب عن المنطقة؛ هو بتجبير كسور هذه الأنظمة المستبدة وترميم عروشها المهترئة على حساب دماء وأشلاء الشعوب، وما علمت أن الهدوء والأمان هو بزوالها وسقوطها. فاستمرار الأسد بقتله وسفكه للدماء سيشعل المنطقة وسيغضب شعوبها. فعلى الجامعة أن تستدعي مراقبيها وأن تخجل من مهازلها وأن ترفع أوراقها وبروتوكولاتها إلى مجلس الأمن؛ كي يحسم أمره ويصدر قراره وينقذ هؤلاء الأبرياء الذين أصبحوا مجرد فرجة للعالم، فجرائم الأسد تكشفت للعالم بأسره القريب والبعيد الصغير والكبير، فعدد القتلى تجاوز عشرة آلاف، فشناعة المجزرة واضحة بلا مراقبين ولا محققين ولا برتوكولات، وكل هذه المهل ومضيعة الوقت سببها ضعف المجلس المعارض، واستعجاله لقضم الكعكة، فكان عليه من الأساس أن يوحد صوته وكلمته، وأن يرفض أي مبادرات وحوارات مع النظام، فهذه تكسب النظام شرعية وتعطيه مهله وتغطي جرائمه. وهاهو الآن برهان غليون يدرك خطأه ويدع الجامعة ومشروعها الهزيل -الذي هو جزء منه- ويصوت بالتدخل الدولي، والمناطق والملاذات الآمنة وهذه هي الصورة الواضحة من الأساس.
وأخيراً: فكل الخبراء والمحللين يجزمون بزوال المجرم وسقوط عرشه؛ لتآكله وضعفه، فخسارته فادحة على المستوى الخارجي والدولي، وشعبه يلفظه ويرفضه من الداخل، وكسر كل حواجز الصمت والقمع والخوف ولم يعد له معين يستند إليه سوى الدولة الصفوية، فعلى الجامعة أن تحث الخطى، وأن تسابق الزمن، وأن تكسب شعوبها برفع قضية هذا المجرم إلى مجلس الأمن، وأن تضغط بكل ثقلها لاستصدار قرار تدخل دولي عاجل يسقط هذه العصابة ويكفها عن إجرامها.
أسأل الله أن يفرج عن إخواننا في سوريا، وأن يزيل عنهم دولة الظلم والطغيان.

المصدر: موقع لجينيات 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع