الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 3795
شـــــارك المادة
صعد النظام السوري من وتيرة عملياته العسكرية في العاصمة السورية دمشق، مستهدفا عددا من أحيائها وضواحيها، حيث تصاعدت أعمدة الدخان منها، في وقت أعلنت فيه القيادة المشتركة لـ«الجيش السوري الحر» في الداخل ومكتب التنسيق والارتباط وكافة المجالس العسكرية في المدن والمحافظات والكتائب والسرايا التابعة لها، عن بدء عملية «بركان دمشق - زلزال سوريا»، نصرة لحمص وحي الميدان في كل المدن والمحافظات السورية.
و قالت المعارضة السورية إنها أسقطت طائرة هليكوبتر للجيش بحي القابون بدمشق أمس في ثالث أيام القتال العنيف الدائر في العاصمة السورية بين القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد وخصومه.
وقال ضابط كبير في المعارضة السورية لـ«رويترز»: «طائرات الهليكوبتر تحلق على ارتفاعات منخفضة للغاية. من السهل استهدافها باستخدام أسلحة مضادة للطائرات». وأضاف ناشط وعضو آخر في المعارضة المسلحة إن الطائرة الهليكوبتر أسقطت في حي القابون بشمال شرقي دمشق.
وقالت مصادر عسكرية في «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط»، إن «معارك ومواجهات بين عناصرها والجيش النظامي وقعت في أكثر من مكان في دمشق وتخومها»، متحدثة عن «اندفاع وحماس كبيرين لدى الجنود المنشقين رغم الإمكانيات الضعيفة المتوفرة لديهم».
وأكدت أن «الطيران النظامي قصف عددا من الأحياء وتحديدا في برزة والقابون، وكذلك في ريف دمشق، بينما حلق الطيران الحربي في سماء دمشق منذ ساعات الصباح»، لافتة إلى أن «عربات قتالية ومدرعات ودبابات باشرت الانتشار أمس في الشوارع الرئيسية في دمشق، في حين أعلن (الجيش الحر) عن إسقاط مروحية كانت تقصف أحياء القابون وحرستا».
وفي حين قالت مصادر «الجيش الحر»، إن «حي الميدان بات محاصرا بالكامل»، ذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا، إن «قوات النظام أعطت بمكبرات الصوت مهلة للسكان بالقرب من مسجد زين العابدين في حي الميدان لإخلاء الأبنية»، مشيرة إلى «قصف عنيف على أحياء نهر عيشة والميدان وسط العاصمة وتحليق للطيران الحربي واشتباكات عنيفة بين (الجيش الحر) وجيش النظام».
وقال ناشطون إن «اشتباكات عنيفة وقعت في دمشق استخدمت فيها المروحيات للمرة الأولى، في حين سمعت أصوات رشقات سمعت في ساحة السبع بحرات في وسط دمشق، حيث مقر المصرف المركزي السوري».
وجاء ذلك في ظل مواصلة قوات الجيش النظامي القصف على عدة أحياء في العاصمة الميدان والقابون وبرزة مع استمرار الاشتباكات بين الجيش النظامي وكتائب «الجيش الحر» في أحياء الميدان والتضامن والعباسيين والمناطق المحيطة جنوب شرقي المدنية، وسط تحليق كثيف للطيران الحربي في سماء العاصمة، التي شهد وسطها التجاري إطلاق رصاص قوي ظهر يوم أمس (الثلاثاء) في ساحة السبع بحرات، وفي منطقة الطلياني وفي شارع النصر قريبا من القصر العدلي، كما سمع دوي انفجار صوتي في شارع 29 أيار. بحسب إفادات شهود عيان وناشطين في العاصمة. كما سمعت أصوات سيارات الإسعاف والإطفاء طيلة يوم أمس (الثلاثاء) وسط العاصمة، وقامت السلطات بقطع عدة الطرقات الرئيسية في الوسط التجاري والمؤدية لساحة السبع بحرات والطلياني، لا سيما شارع بغداد الذي يصل شمال المدينة بجنوبها، وبث ناشطون مقطع فيديو تم تصويره من المهاجرين على جبل قاسيون ويظهر صورة بانورامية للمدينة وتحليق المروحيات في سماءها، بينما يتصاعد دخان أسود كثيف من جهة حي الميدان. كما أكد شهود عيان في العاصمة مشاهداتهم للطيران الحربي يقصف حي القابون. كما سمع صوت تحليق طيران حربي كثيف في حيي العباسيين والتجارة، مع أصوات إطلاق نار. وقتل شخص في شارع خالد بن الوليد بنار قوات الأمن لدى قيامه بقطع الشارع، كما شوهدت جثتان لجنديين من الجيش النظامي على أوتوستراد حرستا. وبحسب ناشطين قتل في سوريا يوم أمس أكثر من 25 شخصا معظمهم في دمشق وريفها، حيث تعرضت مدينة الزبداني للقصف العنيف بالتزامن مع توتر الأوضاع في العاصمة.
وقال ناشطون لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الجيش النظامي حاولت مساء الاثنين الماضي اقتحام حي القابون، وجرت اشتباكات عنيفة لصد الاقتحام، أعقبها قصف عنيف على الحي بقذائف الهاون والمدفعيات مع إطلاق نار عشوائي من رشاشات المروحيات التي حلقت على علو منخفض هناك طوال ليل الاثنين - الثلاثاء وطيلة يوم أمس.
وفي حي الميدان تجددت الاشتباكات ليل الاثنين - الثلاثاء، وسمع دوي انفجارات ضخمة، مع انقطاع التيار الكهربائي، وتم إغلاق كافة منافذ الحي، وأكد شهود عيان تساقط قذائف الهاون على منطقتي الزاهرة القديمة والقاعة في حي الميدان، وذلك عقب الاشتباكات العنيفة التي استمرت حتى فجر أمس بين قوات الجيش النظامي وكتائب من «الجيش الحر» في أحياء الحجر الأسود والميدان والعسالي والصناعة وكفر سوسة.
من جانب آخر، قالت مصادر معارضة في ريف دمشق، إن كتائب «الجيش الحر» هاجمت ثكنة عسكرية في منطقة ببيلا في الغوطة الشرقية. وأوقعت خسائر فادحة فيها، وهو الهجوم الثاني من نوعه على هذه الثكنة خلال أقل من أسبوع.
وأعلن «الجيش الحر» فجر أمس (الثلاثاء) بدء عملية «بركان دمشق وزلزال سوريا» في كل المدن والمحافظات السورية، وأعلنت القيادة المشتركة لـ«الجيش السوري الحر» في الداخل ومكتب التنسيق والارتباط وكافة المجالس العسكرية في المدن والمحافظات والكتائب والسرايا التابعة لها، عن بدء العملية عند الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلى في كل المدن والمحافظات السورية، وذلك ردا على المجازر والجرائم الوحشية لنظام بشار الأسد. وقال «الجيش السوري الحر» إنه سيتم الهجوم على كافة المراكز والأقسام والفروع الأمنية في المدن والمحافظات والدخول في اشتباكات ضارية معها ودعوتها للاستسلام أو القضاء عليها.
ودعا البيان إلى محاصرة كل الحواجز الأمنية والعسكرية والشبيحة المنتشرة في سوريا، والدخول معها في اشتباكات ضارية للقضاء عليها.
كما دعا «الجيش السوري الحر» إلى قطع كل الطرقات الدولية والرئيسية من حلب شمالا إلى درعا جنوبا، ومن دير الزور شرقا إلى اللاذقية غربا، وشل حركة المواصلات، ومنع وصول الإمدادات.
وجدد «الجيش السوري الحر» دعوته إلى تأمين انشقاق الضباط والجنود والمدنيين الراغبين بالانضمام للثورة ممن لم تتلطخ أياديهم بدماء الشعب السوري، والعمل على تحرير الأسرى والمعتقلين لدى الأجهزة الأمنية. واختتم «الجيش السوري الحر» بيانه قائلا، إن «بركان دمشق وزلزال سوريا» يعتبر الخطوة الاستراتيجية الأولى على صعيد التكتيك لإدخال البلاد في حالة العصيان المدني الكامل والشامل.
وخرجت مظاهرات في عدة أحياء بالعاصمة مثل المزة والمجتهد وباب سريجة وقبر عاتكة وجوبر ووسط العاصمة أمام القصر العدلي، وردد المتظاهرون شعارات لنصرة حيي الميدان ونهر عيشة، وطالبوا بوقف الحملة العسكرية ودخول المراقبين الدوليين إلى الحيين. وقام متظاهرون في أكثر من حي بقطع الطرقات بالإطارات المشتعلة، في كفر سوسة ونهر عيشة وركن الدين.
وفي مناطق أخرى من البلاد واصلت القوات النظامية عملياتها العسكرية الشرسة، وتعرضت مدينة تلبيسة في ريف حمص لقصف عنيف بالمروحيات والدبابات، كما بث ناشطون فيديو يظهر قيام طائرات مروحية بإلقاء قذائف على المناطق السكنية وارتفاع دخان أبيض هائل، وقال ناشطون في تلبيسة إن هذا نوع جديد من القذائف ويحدث أضرارا كبيرة.
وأكدت الهيئة العامة للثورة أن قتلى وجرحى سقطوا بقصف عنيف ومركز بالدبابات والمروحيات للجيش النظامي على مدينة تلبيسة بريف حمص التي سيطر عليها «الجيش الحر».
كما أفاد ناشطون بسقوط جرحى أيضا بقصف للجيش على بلدة حوش عرب في القلمون في ريف دمشق.
وتعرض حيا القرابيص وجورة الشياح للقصف من قبل القوات النظامية التي تحاول السيطرة على مدينة حمص. وفي اللاذقية أفاد ناشطون بسقوط قتلى وجرحى في قصف للجيش النظامي على منطقتي ربيعة وجبل التركمان في ريف المحافظة.
من ناحيتها، دعت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا السوريين إلى «مساندة معركة دمشق»، واصفة إياها بـ«اللحظة التاريخية والمعركة الفاصلة». وقالت في بيان وجهته إلى السوريين بعنوان «لتكن دمشق بوابة النصر»: «إن أهم واجب بالنسبة لثورتكم المباركة التقاط هذه اللحظة التاريخية، والمبادرة السريعة لمساندة محور المعركة الأساسي في دمشق الفيحاء»، لافتة إلى أن «معركة الشعب التي تدور حاليا في قلب العاصمة السورية وقريبا من معقل الطاغية تدعو الجميع إلى صب كل الطاقات في تعزيز هذا الجهد وتمكينه ونصرته».
ورأت الجماعة أن معركة دمشق «رد مباشر على تخاذل المجتمع الدولي والتآمر الروسي والإيراني»، في إشارة إلى دعم طهران وموسكو لنظام الأسد، داعية «جميع السوريين من كل المذاهب وكل الطبقات الاجتماعية وكل القطاعات المهنية إلى الخروج جميعا للتظاهر السلمي في كل وقت من الليل والنهار، وفي المدن والبلدات والقرى والأحياء وإعلان العصيان المدني والإضراب العام».
إلى ذلك، وصفت الخارجية السورية القرارات التي اعتمدتها الهيئات الدولية ومجلس حقوق الإنسان ضدها بـ«المسيسة» وقالت إنها «أعطت الضوء الأخضر للمجموعات الإرهابية المسلحة، للمضي قدما في ممارسة القتل ضد أبناء الشعب السوري بعد أن وجدت أن هناك من يحميها من المحاسبة الدولية ويغطي جرائمها». وأوضحت الخارجية السورية، في تقرير موجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أن قرارات مجلس حقوق الإنسان «لا تسهم في تحقيق حل سلمي للأزمة، بل تهدف إلى تعقيد الأوضاع والتغطية على الدعم الذي تقدمه دول عربية وإقليمية وغربية للمجموعات الإرهابية المسلحة، بينما تمارس تلك الدول نفسها الرياء السياسي بحديثها عن الحرص على حقوق الإنسان في سوريا والعمل على تمرير قرارات مسيسة في مجلس حقوق الإنسان».
نور سورية بالتعاون مع المكتب الإعلامي لهيئة الشام الإسلامية
أسرة التحرير
الجزيرة نت
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة