..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

أكبر موجة نزوح سورية نحو لبنان.. واللاجئون يتحدثون عن «جحيم في حمص»

الشرق الأوسط

٢١ يوليو ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3431

أكبر موجة نزوح سورية نحو لبنان.. واللاجئون يتحدثون عن «جحيم في حمص»
424.jpeg

شـــــارك المادة

دفعت الأحداث الأخيرة في دمشق وحمص بعشرات الآلاف من السوريين إلى لبنان، في موجة نزوح هي الأكبر منذ اندلاع الأزمة السورية في ربيع عام 2011. وبينما أعلنت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في جنيف أن قرابة 30 ألف سوري فروا إلى لبنان في الساعات الـ48 الأخيرة، قالت مصادر أمنية لبنانية إن نحو 11 ألفا من السوريين دخلوا إلى لبنان منذ يوم الأربعاء الماضي.

 

وقالت المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين، ميليسا فليمينغ، إن «آلاف السوريين عبروا الحدود اللبنانية، أول من أمس (الخميس). أوضحت أن المعلومات تقول إن ما بين 8500 و30 ألف شخص عبروا الحدود في الساعات الـ48 الأخيرة». وأضافت أن «السوريين يفرون أيضا إلى تركيا والأردن والعراق، لكن هناك نزوح فعلي إلى لبنان».

وفي المقابل، نفت مصادر الأمن العام اللبناني ما يتم تداوله عن دخول 30 ألف نازح سوري إلى لبنان خلال الساعات الـ24 الماضية، وأوضحت أن 11187 مواطنا سوريا دخلوا الأراضي اللبنانية بين الساعة السادسة من صباح أمس (أول من أمس) وحتى الساعة الـ12 ليلا، بينما عاد 3000 مواطن سوري إلى بلادهم عبر معبر المصنع.

«الشرق الأوسط» التقت أفراد إحدى العائلات السورية المكونة من أب وأم وثلاثة أبناء وصلوا إلى منطقة البقاع شمال لبنان آتين من محافظة حمص السورية. تقول الأم: «رفضنا الخروج من منزلنا على الرغم من كل القصف والتدمير الذي أصاب حي الخالدية، حيث نسكن، لكن هجوم الشبيحة على المنزل أول من أمس وإحراقه بالكامل أجبرنا على الهروب إلى لبنان». وتضيف المرأة الأربعينية: «لقد تم طردنا من بيتنا وحينا ووطننا، تعاملوا معنا كما يتعامل الإسرائيليون مع الفلسطينيين تهجيرا وقتلا وتدميرا».

ويشير عادل، وهو الابن الأكبر، إلى أن النظام يفتعل فتنة طائفية في حمص ويحرّض ما تبقى من أهالي الأحياء ضد بعضهم البعض، ويضيف: «بصعوبة استطعنا الخروج من الحي بعد اقتحامه من قبل الشبيحة وإحراق معظم المنازل فيه». وعن أعداد النازحين الذي تركوا أحياءهم في اليومين الماضيين، يجزم عادل «أن الأعداد تفوق بكثير ما أعلن عنه»، مشيرا إلى أن «هناك من عبر من خلال المعابر غير الشرعية هربا من القصف الوحشي».

وطالب مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ محمد رشيد قباني، في خطبة الجمعة، رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والنواب، ورئيس مجلس الوزراء والوزراء «أن يفتحوا أبواب لبنان من شرقه وشماله وبقاعه وجهة جنوبه الشرقية لإخواننا السوريين الأشقاء، فهؤلاء مهاجرون إلى الله لأنهم يبحثون عن رحمة الله»، سائلا: «ألم يؤوكم السوريون أيام حرب إسرائيل عليكم التي دمرت فيها إسرائيل الطرقات والجسور والبيوت؟! أين أنتم أيها الغافلون، أيها المسؤولون اللبنانيون، ما هذه الغفلة؟! أمن أجل السياسة؟! من أجل أن تكونوا مع هذه الجهة أو تلك؟!».

وقال: «لا نريد أن نكون سببا للتقاتل بين الناس، ولا نريد أن نحرض فريقا على آخر، ونحن واعون لما يجري في سوريا ولما يقع على الشعب السوري من مظالم تنتهك فيها أعراضهم وتذل فيها رجالهم ونساؤهم وتقتل فيه أبناؤهم من الحكام الظلمة في سوريا».

واعتبر أن «السياسيين في لبنان أعمتهم السياسة، كل واحد منهم يريد أن يقوم الآخر ليجلس الآخر محله، وهذا هو الانتصار في نظر كل فريق منهم»، مشيرا إلى أن «السياسة إن بقيت في لبنان على هذا الأمر فهي سياسة معيبة والشعب اللبناني هو أول ضحايا هؤلاء السياسيين، إلا إذا رجع هؤلاء السياسيون إلى الله في مقدمة الرحماء».

ولفت المفتي قباني إلى أنه تلقى بالأمس اتصالات كثيرة من «إخواننا المهاجرين ومن علمائنا على الحدود اللبنانية السورية في المصنع، واتصلت برئيس مجلس الوزراء مرة ومرات ولكنه لم يعاود الاتصال بي، واليوم صباحا اتصلت به ولم يعاود الاتصال بي، لماذا لم يذهب نوابنا الذين هم مع الشعب السوري إلى المصنع بالأمس ويقفوا سدا منيعا ويجبروا حراس الأمن العام على الحدود على دخول السوريين المهاجرين إلى لبنان؟! كل هؤلاء السياسيين الذين يدافعون بألسنتهم فقط عن الشعب السوري كانوا بالأمس نائمين لم يفعلوا شيئا، لماذا التجمع لمليونية في المناسبات فقط حتى نعلن المواقف، لماذا لا نذهب إلى الحدود؟».

وحذر من أن «لبنان لن يكون بعيدا عن هذه الفتن، فهذه الأحداث مقبلة إلى لبنان وبأشد وبدمار أعظم»، داعيا «اللبنانيين لأن يحرصوا على وحدتهم، ولا يكون لديهم ردات فعل، ستحدث أحداثا، وهذا ليس رجما بالغيب، وإنما لأننا نرى اللبنانيين متحفزين لمواجهة بعضهم؛ سياسيوهم لم يعرفوا كيف يجعلون من اللبنانيين متحابين حتى لو كانوا مختلفين في الرأي».

إلى ذلك، قال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إن جهد حكومته «هذه الأيام ينصب قدر المستطاع على توفير الهدوء وتجنيب لبنان مزيدا من التوترات والأخطار، في المقابل، يقوم البعض بأعمال لا تخدم القضية الأساس وتفعيل دور المؤسسات، وغالبا ما يسارع هذا الفريق أو ذاك إلى الخروج عن الاتفاقات التي يتم التوافق عليها بهدف المزايدة والكسب الشعبي».

ورأى أنه «في ما يتعلق بالوضع في سوريا، فسياستنا النأي بالنفس، ولكن لا نخفي الترابط الاجتماعي والجغرافي بين لبنان وسوريا، كما يتبين أنه لن يكون هناك استقرار في المدى المنظور لأن لا أحد يمتلك رؤية للمستقبل. مما لا شك فيه أن ما يحصل في سوريا ستكون له تداعيات على لبنان، لذلك ندعو إلى الهدوء والتروي والتوقف عن التجاذبات التي لن تفيد الناس في شيء. الصعوبات حقيقية وينبغي مواجهتها بأداء مختلف، وبتضامن الجميع».

وقد أكدت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس أن عدد النازحين الداخليين في سوريا بسبب النزاع بلغ مليون شخص على الأقل. وقالت المتحدثة باسم المفوضية، ميليسا فليمينغ، إنه «حتى الأسبوع الماضي قدر عدد الأشخاص الذين أجبروا على الهروب داخل سوريا منذ بدء النزاع بمليون شخص».

ويعتمد هذا العدد على تقديرات الهلال الأحمر السوري، ويشير فقط إلى السوريين الذي اضطروا لمغادرة منازلهم لإنقاذ حياتهم نظرا لامتداد النزاع المسلح وزيادة شدته مع صدور تقارير تشير إلى احتمالية ارتفاع ضحايا الأزمة إلى 17 ألف قتيل.

ومن بين النازحين الداخليين يوجد أيضا الآلاف من اللاجئين العراقيين الذين هربوا من دمشق للبحث عن مأوى في الحدائق والمدارس حيث التقوا بسوريين فقدوا منازلهم. وأعربت المفوضية عن قلقها حيال هؤلاء اللاجئين بعدما تم العثور على سبعة عراقيين من عائلة واحدة مقتولين بمنزلهم، بينما لقي ثلاثة عراقيين آخرين مصرعهم في إطلاق نار. ووفقا لتقديرات المفوضية، فإن أكثر من 13 ألف عراقي غادروا سوريا في النصف الأول من العام الحالي، وعاد غالبيتهم لبلادهم.

ووفقا لبيانات المفوضية المحدثة، يوجد 120 ألف لاجئ سوري في الأردن ولبنان والعراق وتركيا، على الرغم من أن بيانات حكومات تلك الدول تشير إلى أن الأعداد أكبر بكثير.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع