..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

«الأسلحة الكيميائية» السورية.. تشعل حرب تصريحات دولية

الشرق الأوسط

٢٥ يوليو ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2964

«الأسلحة الكيميائية» السورية.. تشعل حرب تصريحات دولية
305.jpg

شـــــارك المادة

بينما لا تزال ردود الفعل الدولية تتوالى منددة بالتهديد السوري بإمكانية استخدام أسلحة كيميائية، في حال التعرض لما سماه النظام بـ«اعتداء خارجي»، وهو ما أشار له الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن استخدام النظام السوري لتلك الأسلحة سيكون «خطأ مأساويا، سيحاسب عليه»،

 

وذكرت روسيا دمشق بضرورة عدم استخدام أسلحتها الكيميائية.. كشف الجيش السوري الحر أن نظام الرئيس بشار الأسد «نقل أسلحة كيماوية إلى مطارات قرب الحدود»، في الوقت الذي هددت فيه إسرائيل بأنها على استعداد لخوض حرب في حالة حصول حزب الله على أسلحة كيميائية سورية. وبينما ترى تركيا نفسها مستهدفة بالتحذير السوري، وهو ما جعلها تدفع بالمزيد من الوحدات العسكرية إلى الحدود بين البلدين، استغلت إيران الفرصة لتحذير «أي قوى أجنبية» - وبخاصة من سمتهم بـ«العرب المكروهين» - من التدخل في سوريا، قائلة إنها ستتلقى «ضربات حاسمة».

وفي خطاب ألقاه أمام مقاتلين قدامى في نيفادا مساء أول من أمس، حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما نظام الأسد من أن استخدامه الأسلحة الكيميائية سيكون «خطأ مأساويا» سيحاسب عليه.

وقال: «بالنظر إلى مخزون الأسلحة الكيميائية للنظام، نسعى إلى إفهام الأسد وأوساطه أن العالم ينظر إليهم.. وأنه ينبغي محاسبتهم أمام المجتمع الدولي والولايات المتحدة إذا ارتكبوا الخطأ المأساوي باستخدامها».. وأضاف: «نعمل لمصلحة مرحلة انتقالية ليكون للسوريين مستقبل أفضل، حر من نظام الأسد».

كما عقب المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل على التهديد السوري بقوله إنه ينبغي على السوريين «ألا يفكروا حتى ولو لثانية واحدة باستخدام الأسلحة الكيميائية»، واصفا هذا الاحتمال بأنه «غير مقبول».

من جهتها، ذكرت الخارجية الروسية أمس سوريا بأنها من الدول الموقعة على بروتوكول جنيف عام 1925 الذي يحظر استخدام الأسلحة الكيميائية، وقالت في بيان: «نريد أن نشدد على أن سوريا انضمت عام 1968 إلى بروتوكول جنيف لعام 1925 الذي يحظر استخدام الغازات الخانقة أو السامة أو أي غازات أخرى من أي نوع»، مذكرة السلطات السورية بضرورة الالتزام بتعهداتها الدولية.

وأضافت أن «روسيا استمعت باهتمام إلى تصريحات ممثل عن الخارجية السورية أثناء مؤتمر صحافي في 23 يوليو (تموز) فيما يتعلق باحتمال استخدام سلطات البلاد للأسلحة الكيميائية في حال عدوان خارجي». وخلص بيان الوزارة إلى أن «الجانب الروسي ينطلق من مبدأ أن السلطات ستواصل التزامها التام بتعهداتها الدولية».

إلا أن الحليف السوري الآخر إيران، اتخذ منحى مختلفا.. إذ قال مسعود جزايري القائد الكبير بالحرس الثوري الإيراني أمس إن أي قوى أجنبية ستتدخل في سوريا ستتلقى «ضربات حاسمة»، مشيرا بالتحديد إلى من سماهم بـ«العرب المكروهين».

ونقلت وكالة فارس للأنباء عن جزايري قوله: «لم يدخل بعد أي من أصدقاء سوريا وجبهة المقاومة الكبيرة هذه الحلبة، وإذا حدث هذا ستوجه ضربات حاسمة لجبهة العدو، خاصة العرب المكروهين»؛ دون أن يحدد من سيوجه هذه الضربات.

وقال جزايري إن «أعداء سوريا غير قادرين على تغيير حكومتها التي تقاتل انتفاضة مسلحة ضد حكم الرئيس بشار الأسد»، مضيفا أن الشعب السوري «غاضب من هؤلاء الذين يدعمون المعارضين المسلحين، وسيثأر لنفسه».. وحدد في هذا السياق كلا من الولايات المتحدة وتركيا وقطر والسعودية.

إلى ذلك، وفي غضون المخاوف من نقل النظام السوري لأسلحته الكيميائية إلى مناطق خارج الأراضي السورية، كشف الجيش السوري الحر أن النظام «نقل أسلحة كيماوية إلى مطارات حدودية». وأعلن الجيش السوري الحر في بيان أمس «نحن في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل نعلم تماما مواقع ومراكز هذه الأسلحة ومنشآتها، ونكشف أيضا أن الأسد قام بنقل بعض هذه الأسلحة وأجهزة الخلط للمكونات الكيماوية إلى بعض المطارات الحدودية».

في هذا الإطار، أوضح نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي لـ«الشرق الأوسط» أن المطار الذي يشار إليه في البيان «يعتقد أنه مطار حميم في جبلة على الساحل السوري»، مشددا على أنه «لا نستطيع أن نؤكد ذلك». موضحا أنه «لا يوجد شيء محدد بعد عن كمية الأسلحة ونوعها، وعما إذا كانت وصلت إلى أكثر من مطار»، ولفت إلى أن الأسلحة الكيماوية «خرجت من مستودعاتها من حماه قبل عشرة أيام».

وأعرب الكردي عن اعتقاده أن إمكانية استخدام النظام للأسلحة الكيميائية داخل سوريا «لن يكون إلا على نطاق محدود جدا»، مستبعدا في الوقت نفسه أن يستخدم النظام تلك الترسانة ضد أهداف خارجية «لأن استخدام الأسلحة المحرمة دوليا لن يكون إلا إذا شعر بأنه آيل للسقوط»، معربا عن اعتقاده بأن النظام «لن يجرؤ على استخدام هذا السلاح ضد أهداف خارجية».

وكانت القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل اعتبرت في بيانها «أن نظام الأسد يستغل التهديدات الإسرائيلية ويلوح بأسلحة الدمار الشامل عن إرادة وقصد، وبشكل مبكر، لإدارة الأزمة الداخلية من خلال التأزم الإقليمي والردع الاستراتيجي».

ولفتت إلى أن «معلوماتنا تؤكد أن النظام منذ أشهر بعيدة قد بدأ إعادة تحريك لهذه المخزونات من أسلحة الدمار الشامل للعمل على هذين التكتيكين بغرض إدارة الضغط الإقليمي والدولي والتخفيف منه»، مشيرة في البيان إلى أن الجيش الحر يتفهم «المخاوف الغربية أمام نظام مستهتر».

ورغم تصريحات مسؤول الدفاع الإسرائيلي الكبير عاموس جلعاد أمس لراديو إسرائيل أن «الحكومة السورية ما زالت تسيطر تماما على مخزون الأسلحة الكيميائية»، حذر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بشكل منفصل من أن إسرائيل ستتحرك بحسم إذا أعطت سوريا أي أسلحة كيميائية أو بيولوجية لعدوها حزب الله اللبناني.

وقال جلعاد: «القلق بالطبع هو أن يتزعزع استقرار النظام، مما يعني أيضا زعزعة السيطرة»، لكنه تابع: «حاليا نظام الأسلحة غير التقليدية بالكامل تحت سيطرة النظام السوري».

لكن ليبرمان قال في مؤتمر صحافي في بروكسل: «في اللحظة التي نرى فيها أن السوريين يحولون أسلحة كيميائية وبيولوجية لحزب الله، سيكون ذلك خطا أحمر لنا، ومن وجهة نظرنا تعتبر هذه حالة حرب واضحة»، وأضاف: «سنتصرف بشكل حازم دون تردد أو تحفظ.. ستكون مباراة مختلفة تماما، ونأمل في تفهم المجتمع الدولي لذلك».

كما سبق أن قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إن إسرائيل ستدرس القيام بعمل عسكري إذا كان لازما لضمان عدم سقوط تلك الأسلحة في أيدي مقاتلي حزب الله حلفاء الأسد في لبنان.. وتقول إسرائيل إن حزب الله لديه نحو 70 ألف صاروخ في ترسانته.

على جانب آخر، ترى تركيا نفسها مستهدفة بالتحذير السوري من استخدام الأسلحة الكيماوية والجرثومية «ضد أي اعتداء خارجي»، وهو ما جعلها تدفع بالمزيد من الوحدات العسكرية إلى الحدود بين البلدين، ومن بينها وحدات من الصواريخ المضادة للطائرات وأسلحة الدفاع الجوي الأخرى.

وفيما حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان النظام السوري من أن تركيا سترد بقوة على أي سلوك عدائي، أكد مصدر رسمي تركي لـ«الشرق الأوسط» أن بلاده «تأخذ التصريحات السورية على محمل الجد، وهي تدرك أن هذا النظام يمتلك الكثير من الأسلحة المحرمة دوليا ولن يتورع عن استخدامها ضد شعبه وجيرانه».

ورأى المصدر أن أنقرة اتخذت قرارا حاسما بعد حادثة الطائرة التركية بالرد على أي استفزاز سوري بقسوة وقوة «لإظهار عزمها على الحفاظ على سيادتها»، مشددا على أنه «ليس من مصلحة النظام السوري اختبار صبر وقوة تركيا، فهو أدرى بما يمكنها القيام به إذا ما كرر حماقاته».

وقال أردوغان في كلمة له خلال إفطار أول من أمس إن «النظام الذي يقتل شعبه يوميا هو نظام دموي لن يستمر طويلا في الوجود وسيرحل عاجلا أو آجلا»، مضيفا: «نحن على قناعة بأن الشعب السوري الذي يناضل من أجل حريته سيحقق الانتصار وسيطيح بالنظام الذي يرفض الإنصات لأصوات الداخل والخارج بوقف العنف والاستجابة للمطالب الشعبية بالحرية والديمقراطية».

ودعا أردوغان المجتمع الدولي إلى «تحمل مسؤولياته حيال ما يجري في سوريا وقال: إنه يتعين على مجلس الأمن الدولي أن يكون حازما مع النظام السوري لإرغامه على وقف حمام الدم اليومي»، معتبرا أن «تركيا ومنذ انطلاق الاحتجاجات في مارس (آذار) من عام 2011 قد نصحت الحكومة السورية بالتجاوب مع رياح التغيير التي هبت على المنطقة»، مشيرا إلى حركات الربيع العربي، مضيفا: «لو استمع نظام بشار الأسد للنصائح التركية لما مرت سوريا بالأحداث التي تعيشها الآن»، محملا الأسد المسؤولية الكاملة عن الأوضاع التي آلت إليها بلاده.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع