..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

أيها المنحبكجية: إن ربي سيقتل ربكم..

أحمد بن فارس السلوم

١٢ إبريل ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3108

أيها المنحبكجية: إن ربي سيقتل ربكم..
السلوم.jpg

شـــــارك المادة

أيها "المنحبكجية": إن ربي سيقتل ربكم.. بعد عام وقليل لا ينتابني شك أن الله - عز وجل - سيعز دينه، وينصر ثورة الشعب السوري وجهاده. قبل ستة أشهر حين كتبت مقالي: (كيف سيسقط النظام السوري)، لم أكن وقتها متفائلاً أكثر من تفاؤلي اليوم، فإن ثقتي بالله لم تتزعزع وظني به لم يتغير.

 

 

ما زلت أعتقد أن الله - عز وجل - سيديل من هذا النظام الفاجر، وأن النصر قريب، وأن الثورة السورية تتجه نحو النصر المنشود.. ولكن، بعد عام وقليل ما زال بعض السوريين والعرب يوالون نظام الطاغية الحقير، ما زال بعضهم إلى الآن يظن أن الله لن ينصر الثوار المجاهدين. بعد عام وقليل ما زال بعضهم لم يقرأ قول الله - عز وجل -: {من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ}.

تفاؤلي هذا مستمد من قدوتنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويقيني هذا جزء من إيماني به وبرسالته. في الماضي: كانت فارس والروم تسيطران على العالم سياسياً وعسكرياً، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - شبه محاصر في جزيرة العرب مع المؤمنين معه، ولم يكن - صلى الله عليه وسلم - في يوم قط أشد تفاؤلاً من يوم يشتد فيه الحصار عليه. يحاصره المشركون في المدينة فيحفر خندقا حولها، فتعترضهم فيه صخرة عظيمة، فينزل - صلى الله عليه وسلم - ومعه المعول ليضرب هذه الصخرة ثم يقول: ((الله أكبر فتحت بلاد الشام، الله أكبر فتحت بلاد فارس.. أعطيت الكنز الأبيض والأصفر..)). أما أهل الإيمان فقالوا حين سمعوا ذلك: صدق الله ورسوله، وأما أهل النفاق فقالوا: ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا، يعدنا قصور فارس والروم وأحدنا لا يأمن على نفسه أن يقضي حاجته.. وصدق الله وصدق رسوله، ولن يزيدنا هذا الذي يحصل معنا اليوم إلا إيماناً وتسليماً..

لن يزيدنا اليوم تحالف الفرس الصفويين مع الروس الملاحدة ضد شعبنا المؤمن إلا ثقة بالله وطمأنينة إلى نصره؛ {ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً}. أرسل كسرى ملك الفرس إلى عامله على اليمن بآذان يأمره أن يرسل رجلين شديدين ليأتيا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - مقيداً بالأغلال، فأرسل بآذان باثنين من الأشداء حتى وصلا المدينة، وقد كانت عادة الفرس إذا أرادوا أحداً أرسلوا بجنديين فيأتيان به كائناً من كان، لا يعترضهم أحد فهم رسل ملك الأرض كسرى.. فلما وصلا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخبراه ما جاءا من أجله، ضرب صفحاً عن ذلك، وقال لهما وقد رآهما أطالا شاربهما وحلقا لحاهما على طريقة جند الفرس: ((من أمركما بهذا))، فقالا: ربنا، يريدان كسرى.. وهكذا الطغاة في كل زمان ومكان يستعبدون شعوبهم، ويؤلهون ذواتهم، فكسرى ملك الفرس، وبشار الحقير رب المنحبكجية.. فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لكن ربي أمرني بخلاف ذلك))، ثم قال لهما: ((ارجعا من حيث أتيتما، فإن ربي قتل ربكما)).. فرجعوا فوجدوا أن كسرى قُتل في اليوم الذي أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم -..
الفرج يأتي به الله - عز وجل - في ساعة يقين، بكلمة منه، متى شاء وكيف شاء.. أيها الثوار الأبطال: الفرج قريب والنصر قادم، وسنة الله في خلقه هي؛ {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين}.
كلمتان أختم بهما؛ واحدة للثوار لمن بدأ يمل أو يكل، وأخرى للمنحبكجية:
يا أيها الثوار:

يا قليل العزاء في الأحوال *** وكثير الهموم والأوجال
لا تضيقنّ في الأمور فقد *** يُكشف غماؤها بغير احتيال
صبّر النفس عند كلّ ملمٍّ *** إنّ في الصبر راحة المحتال
ربّما تجزع النفوس من *** الأمر له فرجةٌ كحلّ العقال

ويا أيها المنحبكجية: إن ربي سيقتل ربكم ولو بعد حين..

المصدر: سوريون نت

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع