الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 8435
شـــــارك المادة
تتقاطع معلومات من مصادر عدّة بأنّ لبنان وتحديدا مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، أصبح بوابة عبور للمقاتلين الآتين من أوروبا الشرقية باتجاه سوريا للقتال إلى جانب النظام السوري، وذلك بغطاء من حزب الله الذي يلعب دورا أساسيا في المعارك ضدّ المعارضة،
وكما ينقل مقاتليه إلى سوريا، يؤمن حزب الله الطريق لهؤلاء من العاصمة باتجاه البقاع وتحديدا من شتورة إلى النبي شيت ومن ثم إلى سوريا، وفق ما ذكرته صحيفة «ديلي ستار» اللبنانية الناطقة باللغة الإنجليزية، في عددها الصادر قبل يومين، نقلا عن مصدر أمني، وأكّده مدير المركز الإعلامي في القلمون، عامر القلموني، مشيرا إلى أنّ حزب الله ينقل هؤلاء عن طريق المصنع في البقاع التي يعتمدها كممر أساسي له ولعناصره للانتقال إلى سوريا. وقال القلموني في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» إن «مقاتلي أوروبا الشرقية باتوا يظهرون بشكل واضح في المعارك في سوريا، ولا سيما الطيارين منهم»، موضحا أنّ «النظام بات يعتمد على طيارين من أوكرانيا وروسيا لقيادة الطائرات الحربية لقصف المدنيين في مناطق المعارضة، بما فيها البراميل المتفجّرة، وذلك بعدما واجهوا مشكلات مع الطيارين السوريين، الذين إما يسربون معلومات عن مواقع ستستهدف وإما يمتنعون عن قصف مواطنيهم»، فيما قالت وكالات استخبارات أوروبية بأنّ غالبية هؤلاء المقاتلين يمتلكون خبرة عسكرية مهنية وسبق لهم أن قاتلوا في الشيشان. لكن النائب عن كتلة حزب الله، الوليد سكرية نفى هذه المعلومات نفيا قاطعا، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «لا صحّة لهذا الأمر لا من قريب ولا من بعيد»، مؤكدا أن «حزب الله لا يحتاج للاستعانة بمقاتلين»، وسأل: «كيف يمكن لهؤلاء أن يمروا عبر مطار بيروت ولا تعلم بهم كل القوى الأمنية؟»، مضيفا: «هل يعقل أن تكون كل الأجهزة مع النظام السوري ولا تكشف أمرا مماثلا؟». في المقابل، عد عضو هيئة الأركان في الجيش السوري الحر فرج الحمود الفرج أن «كل المقاتلين من العراق وإيران يدخلون إلى سوريا عبر لبنان»، لافتا في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «المقاتلين الذين يأتون من أوروبا الشرقية، يصلون إلى سوريا إما عبر أنطاكيا على الحدود التركية السورية أو عن طريق بيروت». وكانت جريدة «ديلي ستار» اللبنانية ذكرت أنّه في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، وصلت أولى هذه المجموعات إلى لبنان، وكانت مؤلفة من 23 مقاتلا، نقلوا عبر شاحنات خاصة بحزب الله إلى بلدة شتورا ومنها إلى بلدة «النبي شيت» شرقي لبنان ثم توجه المقاتلون إلى مدينة سرغايا السورية القريبة من دمشق. ووصل أفراد المجموعة الثانية كل على حدة إلى مطار رفيق الحريري الدولي حتى لا يثيروا الشكوك حولهم، وتتألف هذه المجموعة من نحو 11 مقاتلا، ثلاثة منهم يتحدرون من إقليم داغستان جنوب روسيا. وأكدت المصادر أن مقاتلي أوروبا الشرقية يرتدون زي حزب الله العسكري والعصابات الصفراء لإظهار ولائهم للحزب، وأشارت الصحيفة إلى أنّه وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة انضمّت الكثير من المجموعات من عرب وأوروبيين إلى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، للمشاركة في الحرب السورية، وهذا ما لفت إليه فرج الفرج لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أنّ «عناصر الجيش الحر وجدوا جوازات سفر لمقاتلين من روسيا، في منطقة منبج، بريف حلب، في صفوف المجموعات التابعة لـ(داعش)، خلال معاركها ضدّ الجيش السوري الحر». ويشير تقرير استخباري أوروبي إلى أن «نحو 5 آلاف مواطن أوروبي التحقوا بالمجموعات المتطرفة في سوريا والعراق للمشاركة في الأنشطة الجهادية»، وتأتي هذه المعلومات بعدما كان من المعروف أن النظام السوري يستعين في قتاله ضدّ المعارضة بالدرجة الأولى بمقاتلي حزب الله، إضافة إلى مقاتلين من الطائفة الشيعية أبرزهم من العراق، ويقدّر مدير «المرصد الإسلامي»، وهو هيئة حقوقية في لندن تهتم بأخبار الإسلاميين حول العالم، استنادا إلى خبراء أمنيين، أن عدد المقاتلين الشيعة الذين يقاتلون إلى جانب نظام الأسد بسوريا يبلغ نحو 40 ألف مقاتل، يتوزّعون على جبهات أساسية من دمشق إلى حلب مرورا بالقلمون، وذلك بعدما كان حزب الله قد دخل بقوة على خط المواجهة في القصير وريفها وفي حمص. وفي سياق متصل، وجّهت جبهة النصرة في لبنان رسالة إلى «عقلاء لبنان» خاطبتهم فيها بالقول: «حيّدوا أبناءكم عن معركة ولاية الفقيه ومشروعه في المنطقة، ولا تكونوا عونا للظالم على المظلوم». وعدت، في بيان أمس، أن «حزب إيران مارس الظلم في كافة المناطق اللبنانيّة والسورية وبالأخص القصير والقلمون، وارتكب فيها جرائم، وما كان هذا ليكون لولا تسهيل دخول رجاله وعتاده إلى سوريا عبر المعابر اللبنانية وتحت أنظار الحكومة اللبنانيّة الشكلية والجيش اللبناني المغتصب والتبديل اليومي المستمر لجنوده عبر معابر الجيش». وتابع البيان: «لم يكتف (حزب الله) بهذا فحسب بل سلم حماية أوكاره للجيش اللبناني ليتفرغ لمعركة الشعب السني السوري، واضعا الجيش في الواجهة ليدفع فاتورة جرائمه في سوريا»، وأعلنت أنه «ردا منّا على جرائم الحزب كنا قد قررنا تحويل المعركة إلى أرضه لنذيقه ما أذاق أهلنا المستضعفين في سوريا»، مشيرة إلى «أن كل أوكار الحزب هدف مشروع لنا فخلو بيننا وبينه فالحساب بيننا كبير». ــــــــــــــــــــــــــ الشرق الأوسط
أمين محمد
عدنان علي
الجزيرة نت
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة