..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

ثوّار حمص يتشبثون بالدفاع عمّا تبقى من "عاصمة الثورة"

الحياة

١٣ ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4928

ثوّار حمص يتشبثون بالدفاع عمّا تبقى من
ggg.jpg

شـــــارك المادة

وجد الناشطون والمقاتلون المعارضون في مدينة حمص، والذين كانوا في طليعة المحتجين ضد النظام السوري، أنفسهم يدافعون عن أحياء مهجورة ومدمرة وجائعة، إلا أنهم يتمسكون بها خشية أن يؤدي تخليهم عنها، إلى خسارتهم كامل المعركة، بحسب تقرير أعدته وكالة "فرانس برس".


واعتبرت حمص "عاصمة الثورة" ضد الرئيس بشار الأسد، وكانت منذ منتصف آذار (مارس) 2011، مسرحاً للتظاهرات السلمية والاعتصامات التي طبعت الأشهر الأولى من الاحتجاجات ضد النظام، إلا أن هذا الأخير تعامل مع الحراك بطريقة صارمة، فأوقف آلاف المحتجين، وأطلق النار على التظاهرات، وبعد أشهر، تحولت الاحتجاجات السلمية إلى نزاع دام، وقصفت القوات النظامية أحياء معارضة لمدة أسابيع وأحيانا أشهر من دون توقف.
وبقيت أحياء في وسط المدينة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، إلا أنها تخضع منذ عشرين شهراً لحصار خانق، ويخشى هؤلاء أن يدفعهم الحصار، وتقدم النظام في مناطق أخرى، إلى الخروج من مدينتهم.
ويقول ثائر، وهو ناشط معارض يبلغ من العمر 25 عاماً: "إن الخوف حاليا هو من أن يسيطر النظام على ما تبقى من أحياء حمص المحاصرة".
ويضيف هذا الشاب الذي عمل بائعاً للمجوهرات في حي الخالدية الذي استعادته القوات النظامية بعد حملة عسكرية شرسة: "إذا حصل ذلك، ستنتهي الثورة، وسنطرد من بالنا فكرة أن يعود أهلنا وسكان هذه الأحياء"، قائلاً: "إنه في حال حصول ذلك سيتمكن النظام بسهولة من أن يسيطر على ما تبقى من سورية".
وبات وسط حمص والأحياء المحيطة به، أشبه بمدينة أشباح مدمرة بشكل كامل، إذ يغطي الركام الشوارع، ويخفي خلفه منازل فارغة، إلا أن المعارضين ما زالوا يتشبثون بهذا المكان الذي يحمل رمزية عالية، وهم مصممون على ألا يسمحوا للنظام بأن يحقق فيه مكسباً يستثمره إعلاميا.
ويقول الشيخ أبو الحارث: "إن الثوار لا يدافعون عن حجارة بقدر ما يدافعون عن رمزية حمص كعاصمة للثورة".
وحتى شهر خلا، بقيت هذه الأحياء من دون أي غذاء أو دواء منذ حزيران (يونيو) 2012، ما دفع السكان إلى الاقتتات من الأعشاب، وعلى مدى أسبوع في شباط (فبراير) الماضي، أشرفت الأمم المتحدة على إدخال مساعدات غذائية، وخروج نحو 1400 مدني محاصر.
إلا أن قرابة 1500 شخص ما زالوا محاصرين، ويواجهون خيارين: إما البقاء والمعاناة، أو مغادرة الأحياء التي دافعوا عنها في أحلك الظروف.
ويقول ثائر: "إن ثمة ما يقارب مئة جريح داخل أحياء حمص، في حاجة ماسة للعناية الصحية".
كما يواجه مقاتلو المعارضة خيارات صعبة، بعدما رأوا اللحمة التي جمعتهم في الأيام الأولى للنزاع تتفتت، إذ اختارت بعض المجموعات تلقي أوامرها من أشخاص خارج المدينة، في حين استغلت مجموعات أخرى الفوضى لتحقيق مكاسب ذاتية.
ويبدو ضياء أبو جهاد الذي كان يعمل في مجال الكهرباء قبل أن يحمل سلاحاً، ضائعاً بين خيارين صعبين، ويقول الشاب البالغ من العمر 24 عاما: "إذا بقيت على الجبهة كون أحمي تجار الثورات، وإذا تركتها، أكون خائناً لرفاقي الذين استشهدوا ولم يسمحوا للجيش أن يدخل ويحتل حمص كلها".
وأدى النزاع السوري إلى مقتل أكثر من 140 الف شخص.
ويستعيد الناشطون ذكريات بداية الاحتجاجات ضد النظام، كفترة حراك عفوي سلمي قادة شبان بوحي من حركات "الربيع العربي"، ونزلوا إلى الشوارع للمطالبة بإنهاء النظام الذي يحكم سورية منذ اكثر من 40 عاماً.
كما يستذكرون الحملة العنيفة التي شنتها القوات النظامية ضد حي بابا عمرو في شباط (فبراير) 2012، والتي أدت إلى مقتل المئات، وساهمت إلى درجة كبيرة في عسكرة النزاع.
ويبدي عدد من الناشطين تفهما للأسباب التي دفعت كثيرين إلى حمل السلاح ضد النظام، والتحول إلى مقاتلين يدافعون عن أحيائهم ومنازلهم، إلا أنهم يسجلون ملاحظات على تصرفات بعض هؤلاء.
ويقول الناشط يزن (29 عاما): "إن ما أعرفه بأنه ثائر، يخرج من منزله ويقاتل ويضرب العدو ويعود نهاية الليل إلى أهله ليرى أمه، يتناول الطعام، ثم يهرب مجدداً عبر سطح المنزل قبل بزوغ الفجر"، مضيفاً: "إن ما حصل هو العكس"، ومشيراً إلى أن عددا من الشبان حولوا الأحياء التي كانوا يقيمون فيها، إلى ساحة حرب.
واستفاد أشخاص سيئو الصيت من هذا الوضع لتحقيق مكاسب ذاتية، ويقول يزن: "من يعرف بأنه ازعر، بات قائداً مدعوماً من مجموعة مسلحة".
وارغم القتال عشرات الآلاف من عائلات حمص على مغادرتها، وباتوا جزءا من ملايين السوريين الذين لجأوا إلى الدول المجاورة، أو باتوا نازحين في مناطق أخرى من سورية.
ويقول الناشط أبو فهمي، المتطوع في أحد المستشفيات الميدانية، أن ثمة حديث عن التوصل إلى "مصالحة" ما في حمص، على غرار تلك التي عقدت في الأسابيع الماضية بين النظام ومقاتلي المعارضة قرب دمشق، مشيرا إلى أن "أي نتيجة ملموسة" لم تتحقق بعد.
ويبدي يزن خيبته من أن أحدا لم ينجد أحياء حمص المحاصرة من المأساة التي تعيشها. ويقول: "كنا نعتقد أن الناس لن يتركونا لنموت هنا".
 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع