..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

في ريف حلب.. عملٌ شاق مقابل الغذاء

نزار محمد

١٩ ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2677

في ريف حلب.. عملٌ شاق مقابل الغذاء
سوري يبيع في دكان 441.jpeg

شـــــارك المادة

يُمضي الرجل يوماً كاملاً في الكدّ والعمل مقابل لقيمات يُقِمن صُلبه، وتنخرط العائلة بجميع أفرادها في أنشطة السوق لتأمين الغذاء فقط، يحصل هذا في حلب التي كانت عاصمة الاقتصاد السوري، وتضم إحدى أكبر المدن الصناعية في الشرق الأوسط.

 


تدريجياً يصبح تأمين متطلبات الحياة في مدينة حلب وريفها شبه مستحيل بالنسبة لمحدودي الدخل، بعد أن انخفضت قيمة الليرة السورية بسبب الركود الاقتصادي، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل كبير، هذا الوضع دفع عائلات بكاملها للعمل مقابل الحصول على الغذاء فقط، واحدة منها عائلة أبو علي، الذي يقول إن جميع أفراد أسرته باتوا يعملون من أجل تأمين لقمة العيش.
ويوضح أنه كان موظفاً في حلب، لكن السلطات قطعت راتبه الشهري بسبب نشاطه الثوري، كما قال، ويضيف أنه افتتح دكانا صغيراً لبيع المواد الغذائية، وأن ابنه الأكبر يشتغل في بيع المازوت والبنزين، بينما يعمل ابنه الصغير في محل لإصلاح الدراجات النارية، ويشرح أبو علي معاناتِه وعائلتَه، حيث يقول إنهم جميعاً يعملون، وبالكاد يتفادون اللجوء للاستدانة، لأن كل دخلهم يتم صرفه على تحضير وجبة الغداء اليومية.
القوت اليومي:
ومثل عائلة أبو علي توجد مئات الأسر السورية التي يعمل جميع أفرادها من أجل تأمين القوت اليومي فقط، وفي حلب وريفها، يواجه الأهالي غلاءً كبيراً ولم يعد أمامهم إلا الرضوخ لمنطق التجار في ظل عدم وجود جهة تراقب الأسعار، ويقول المواطن (أمين) إن العيش في حلب يتطلب توفير خمسمائة دولار شهرياً (الدولار يساوي 168 ليرة)، لأن الغلاء شمل الخضار ومختلف المواد الغذائية.
ويضيف: إن العائلات تواجه هذا الواقع بتشغيل جميع أفرادها بينما يعتمد كثيرون على المساعدات، بينما يشير السكان إلى أن ارتفاع الأسعار يرتبط بالمستجدات العسكرية وتحركات الفصائل المسلحة، أما التجار فيبررون هذا الوضع بإغلاق المعابر التي تربط ريف حلب بتركيا، والتي كانت تدخل منها المواد الغذائية ومختلف السلع والبضائع، وهو ما كان يشكل بديلاً عن المدينة الصناعية بحلب المتوقفة عن العمل.
تكاليف الاستيراد:
ويؤكد التجار أن إغلاق معابر جرابلس وتل أبيض، أضاف تكاليف جديدة على سفرهم نحو تركيا لاستيراد المواد الغذائية والبضائع، ويشرح التاجر أبو شوكت أسباب غلاء المواد الغذائيّة بالقول إن جلب البضائع من تركيا يكلفه الكثير من الوقت والمال، ويضيف أنه يسافر إلى تركيا في سيارته لجلب البضاعة، ولا يعود قبل أسبوعين بسبب الازدحام الشديد على معبر باب السلامة.
ولا يرى أبو شوكت بديلاً عن جلب البضائع من تركيا لأن منتجاتها تمتاز بالجودة والقرب وتظل أفضل من دمشق لأن تأمين البضاعة منها سيضيف تكاليف مادية جديدة، على حد قوله.

 

 

 

الجزيرة نت

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع