"الكوبرا" هي محكمة أنشأتها جبهة النصرة في منطقة درعا السورية بعد سيطرتها على المدينة، وتتألف هيئتها القضائية الشرعية من ثلاثة قضاة، أحدهم يُعين من قبل جبهة النصرة، والثاني يُختار من حركة إسلامية مقاتلة تُدعى "المثنى"، أما القاضي الثالث فمن المستقلين من أهل المدينة، هذا ما أفاد به أحد مقاتلي النصرة الأردنيين عبر حديثه لـ"السبيل".

المقاتل الأردني الذي تحدث من مدينة درعا السورية، طلب عدم ذكر اسمه؛ لغاياتٍ أمنية، مبيناً في الوقت ذاته أنّ المحكمة المعروفة شعبياً باسم "الكوبرا" أنشئت للفصل في مشاكل وقضايا مقاتلي جبهة النصرة، والمواطنين في مدينة درعا على حد سواء، المقاتل نفسه نفى علمه بالأهلية الشرعية أو المستوى العلمي الذي لا بدّ أن يتوفر في قضاة محكمة "الكوبرا"، مستدركًا بأنهم بالتأكيد قضاة مدنيون وليسوا عسكريين.
وأوضح أنه في حال تم إصدار حكم على أحد المتهمين، فإنه يتم إرساله إلى سجن درعا البلد الذي يتألف من ستة زنازين، ليقضي مدة محكوميته هناك، مشيراً إلى أنّ المحكمة كانت قد أصدرت قرارًا يقضي بإعدام تسعة أشخاص متورطين مع النظام السوري في قضايا "تجسس" وتفخيخ بعض الطرقات.

وختم المقاتل الأردني محادثته الهاتفية مبيناً أنّ المحكمة تصدر أحكاماً، وتفصل في محاولات اغتيال وخطف لقيادات إسلامية ومن الجيش الحر، علاوة على إعطاء إنذارات لأصحاب المقاهي، ومحلات العاب البلياردو، لإغلاق محالهم خلال شهر رمضان.
و"النصرة" منظمة جهادية تنتمي للفكر السلفي الجهادي، تم تشكيلها أواخر سنة 2011 خلال ثورة الشعب السوري، وسرعان ما نمت قدراتها لتصبح في غضون أشهر، وهي من أبرز قوى الثورة على جيش نظام بشار الأسد؛ لخبرة رجالها، وتمرسهم القتال، وصدر بيانها الأول بتاريخ 24 كانون الثاني/يناير 2012، ودعت فيه السوريين للجهاد وحمل السلاح في وجه النظام السوري. وتقوم الجبهة بنشر بياناتها وإصداراتها بشكل حصري من خلال "مؤسسة المنارة البيضاء للإنتاج الإعلامي".
يعد أكثر عناصر الجبهة من السوريين الذي قاتلوا سابقاً في ساحات القتال مثل العراق وأفغانستان والشيشان وغيرها ممن لهم باع طويل في القتال، وينضم إليها مقاتلون عرب وأتراك وأوزبك وشيشانيون وطاجيك وقلة من الأوروبيين، وللانضمام للجبهة يجب على المتقدم أن يستوفي عدداً من الشروط مثل الالتزام بالفروض الدينية، والحصول على تزكية من شخص موثوق، وإثبات الجدية والانضباط.

السبيل