سلافة جبور
تصدير المادة
المشاهدات : 2891
شـــــارك المادة
منذ منتصف شهر يوليو/تموز 2012 الذي شهد تصعيداً كبيراً في وتيرة المعارك والأعمال العسكرية في العاصمة السورية دمشق ومحيطها، إضافة إلى تفجيرات استهدفت الكثير من المقار الأمنية، بدأ النظام السوري بنشر حواجز داخل العاصمة قطعت أوصالها وشكلت مأساة يومية لحياة سكانها.
ومع تزايد حدة المعارك واقتراب مقاتلي المعارضة من دمشق، ازداد عدد الحواجز العسكرية والأمنية داخل العاصمة ليبلغ المئات -حسب تقديرات الناشطين- وأُغلقت العديد من الطرقات بحواجز إسمنتية، ليغدو المرور على الحواجز والانتظار لساعات جزءاً لا يفارق حياة أهالي المدينة من طلاب وموظفين وعاملين. لكن النظام شرع منذ شهر أغسطس/آب الماضي في إزالة بعض تلك الحواجز وفتحِ عدد من الطرقات المغلقة خصوصاً الواقعة في مناطق كفرسوسة وساحة الأمويين -التي تحوي مراكز أمنية عديدة- إضافة إلى مناطق السبع بحرات والشهبندر والمحافظة، والتي تعد من أكثر المناطق حيوية وازدحاماً. إعادة انتشار: وبينما أعلنت الحكومة السورية أن هذه الخطوة تأتي "للتخفيف من الاختناقات المرورية"، يرى نشطاء المعارضة أنها تغيير للخطة الأمنية للنظام ضمن أهم معاقله، وأوضح عضو مكتب دمشق الإعلامي كريم الشامي أن قوات النظام أعادت خلال الأيام الماضية فتح الطرقات الواصلة بين ساحة الحجاز والسبع بحرات مروراً بساحة المحافظة، كما أزاحت الحواجز الإسمنتية في منطقة البحصة لتعيد فتحها أيضاً. وقال "تم وضع حواجز جديدة بعضها دائم والبعض الآخر مؤقت، ونشرت دوريات أمنية في مناطق أبرزها شارع الثورة وساحة المحافظة والحجاز والمرجة وكورنيش الميدان، ويقوم عناصر تلك الحواجز بتفتيش السيارات والحافلات وإيقاف المارة والتدقيق في بطاقاتهم الشخصية للتأكد من أنهم غير مطلوبين لأحد الأفرع الأمنية أو لخدمة الاحتياط في الجيش السوري". ويرى الشامي أن شيئاً لم يتغير في الحياة اليومية بدمشق حتى الآن، و"كل ما حدث هو مجرد إعادة تموضع لعناصر النظام ومحاولات لتخفيف الازدحام الكبير في الشوارع والأحياء". معاناة: من جهته، يرى أبو منذر أحد سكان دمشق أن الوضع الأمني في العاصمة "يسير من سيئ إلى أسوأ، فالحواجز التي أزيلت هي فقط حواجز إسمنتية، في حين ازداد عدد الحواجز الأمنية بشكل كبير، لتزداد معها معاناة المواطنين الذين يعرضون لعمليات تفتيش دقيقة، وقد سُجلت عشرات حالات الاعتقال خلال الفترة الماضية". ويشير إلى نوع آخر من الحواجز يطلق عليه اسم "الحواجز الطيارة"، موضحا أنه عبارة عن حواجز مفاجئة في الشوارع تقيمها عناصر النظام للبحث عن المطلوبين، وأنها "باتت أمراً يومياً ومنتشراً في الكثير من المناطق ويتعمد عناصر الحواجز -وبعضهم عراقيون- إذلال المواطنين، كما اعتقل شباب على الحواجز لاستخدامهم في أعمال حفر للأنفاق لصالح قوات النظام في بعض المناطق أبرزها المزة والثورة". ويتساءل أبو منذر عن جدوى التغييرات الأخيرة التي تقوم بها قوات النظام، ويقول "الحواجز الأمنية الجديدة تتسبب في أزمة مرورية أكثر من ذي قبل، والحياة في العاصمة السورية تغدو أصعب وأكثر إرهاقاً يوماً بعد يوم".
الجزيرة نت
المرصد الاستراتيجي
نزار محمد
باسم دباغ
أحمد أرسلان
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة