زمان الوصل
تصدير المادة
المشاهدات : 2653
شـــــارك المادة
يبدع نظام الأسد في صناعة واستيراد الميليشيا التي تقاتل إلى جانبه، والتي باتت لها اليد الطولى في البلاد على حساب جيشه المهترئ، فلا نظم أو شرائع تحكم عملها، ولا يمكن محاسبتها بشكل قانوني حتى على الصعيد الدولي، وهذا مايدفع النظام لمزيد من الاعتماد عليها خوفاً من أي محاكمة مستقبلية قد تحصل على المستوى الدولي.
تتعدد التسميات والأيديولوجيات التي تندرج تحت مسمياتها هذه الميليشيات، فهي ليست فقط على أساس طائفي (شيعي)، وإن كانت هي السمة الغالبة، فمنها البعثي والقومي واليساري وأخرى لا عقيدة تجمعها سوى المال، الذي هو أساس وركيزة استقطاب جميع هذه الميليشيات المسلحة. وفي الآونة الأخيرة ظهر تشكيل جديد في حوران يطلق على نفسه "حركة المقاومة الوطنية في حوران" أو ما بات يعرف اختصاراً باسم "حمو"، حيث عرفت عن نفسها في بيانها التأسيسي في 17 من شهر تشرين الثاني-نوفمبر من العام الماضي، على أنها حركة منطقة من داخل حوران متوعدة من أسمتهم "أعداء الوطن عملاء الصهيونية بالويل والثبور"، في إشارة إلى كل من يعارض الأسد، حيث تعتمد علم النظام شعاراً لها. وكانت فاتحة أعمالها بعد نحو أسبوع من انطلاقها، بإعدام معتقل من أبناء درعا رمياً بالرصاص يدعى "عمر خليل" كان محتجزاً في مطار المزة العسكري، حيث قامت إدارة سجن المطار بتسليمه لـ"حمو" لتصفيته. وظهر في الفيديو الذي نشرته "حمو" عبر موقعها، مجموعة من المقنعين داخل غرفة وأمامهم هذا المعتقل وفي خلفيتهم شعار الميليشيا يبدو وكأنهم يحققون معه، لم يكن واضحاً حديثهم ولا صوتهم بسبب الموسيقى التصويرية المرافقة للمقطع، ليقوم بعد لحظات أحد عناصر هذه الميليشيا بقتل المعتقل برصاصة في الرأس، عقاباً له -حسب ما أوضح الفيديو- على قيامه بقتل جنود سوريين والتعامل مع "العدو الصهيوني". تتبع هذه الميليشيا أسلوباً مختلفاً في خطابها الذي يحاول نهج الخطاب الديني عبر استشهاده بشكل مكثف بالآيات القرآنية الكريمة محاولة خلع عباءة الطائفية عن نفسها، رغم نشأتها المشبوهة ونشاط عملها في بلدة "قرفا" في حوران الخاضعة لسيطرة جيش النظام حتى الآن، والتي تحتوي على عدد كبير من أبناء الطائفة الشيعية، فهي تتبع أسلوب العصابات والعمل المتخفي دون إظهار ملامح أي من عناصرها أو حتى صوتهم. ولعل النشاط الأبرز الذي قامت به "حمو" مؤخراً تفجير قصر قائد فرع المنطقة في دمشق "رستم غزالي" بالتعاون مع جيش النظام منتصف شهر كانون الأول -ديسمبر الماضي، خوفاً من تقدم الجيش الحر نحو البلدة الواقعة على الأوتوستراد الدولي.
ويرى بعض الناشطين بأن "حمو" لا تعدو كونها "فقاعة صابون" الهدف منها إعلامي ونفسي من خلال محاولة الإيهام بوجود قاعدة شعبية للنظام في حوران، فهي حتى الآن لم يشهد لها أي نشاط خارج بلدة "قرفا" التي تحتوي كما سلف على نسبة من أبناء الطائفة الشيعية.
أسرة التحرير
الأناضول
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة