أيمن محمد
تصدير المادة
المشاهدات : 6991
شـــــارك المادة
تعيش مدينة الزبداني على وقع معارك عنيفة تدور على أطرافها منذ عدة أيام، فيما يستمر طيران النظام بإمطار المدينة بعشرات البراميل المتفجرة والصواريخ يومياً، ويستمر الثوار بالتصدي لميليشيا "حزب الله" الشيعي الذي يهاجم المدينة بغية احتلالها، وتتزامن هذه الهجمة على المدينة بعد سلسلة هزائم لجيش بشار الأسد وشبيحته، بدأت في إدلب وريفها، وانتقلت إلى حوران والقنيطرة، ومازالت مستمرة في حلب منذ أسبوعين.
ويسعى زعيم ميليشيا حزب الله بشتى الوسائل لتسويق الهجوم على الزبداني على أنه "نصر استراتيجي" رغم الهزائم التي مني بها عناصره على مدار الأسبوعين الماضيين، وقالت تنسيقية الزبداني: "تستمر محاولات النظام وحلفائه من حزب اللات الإيراني وما يسمى باللجان الشعبية لاقتحام المدينة منذ الصباح الباكر، وهذه المرة من المحور الشرقي واشتباكات عنيفة تدور على هذا المحور". وأشارت إلى تجدد القصف المدفعي من حواجز الأتاسي، والحوارت، وآية الكرسي على المدينة. الثوار يصمدون في وجه الهجمة الشرسة: وأضاف نشطاء التنسيقية: "الثوار يصمدون في وجه الهجمة الشرسة صموداً أسطورياً تحت مئات البراميل وصواريخ الطيران الحربي وصواريخ الأرض أرض، وقذائف المدفعيات والدبابات، ويحاربون على أكثر من محور رغم الحصار وانقطاع طرق الإمداد"، وأكد نشطاء أن الزبداني "سُويت بالأرض، 4 سنوات قصف يومي مستمر من 150 نقطة عسكرية، والدمار في هذه الحملة الشرسة أكبر من الدمار خلال الأربع سنوات!، استشهد من أبنائها ونسائها وأطفالها 600، واعتقل منهم 700، واستشهد تحت التعذيب 80، واستشهد في هذه الحملة 23 من أبنائها وهم يدافعون عنها". ونوهوا إلى أنه "لا يوجد مقاتل واحد غريب في الزبداني في صفوف الثوار، سوى بعض العساكر المنشقين من مختلف المدن السورية الذين انشقوا من الحواجز المحيطة بالمدينة"، يقول الكاتب السوري محمد منصور: "لا يكفي أن نصفق لصمود الزبداني حتى الآن وأن نفتخر به، فالقصير صمدت أكثر من ثلاثة أسابيع، ويبرود صمدت شهراً، علينا أن نفعل جميعاً كل ما بوسعنا لكي لا تواجه الزبداني مصيراً مشابهاً، علينا أن نفكر جميعاً وكل في مجاله، كيف ندعم أبطال الزبداني، علينا أن نكون قد تعلمنا من الدروس الماضية، وأن نحمي الأمل كي لا نحصد اليأس". وتأخذ الزبداني أهميتها من موقعها الجغرافي على الطريق الواصل بين دمشق وبيروت، كما تعتبر الممر الذي تعتمد عليها ميليشيا الحزب للتنقل بين سوريا ولبنان، كما تبرز أهميّة المدينة بالنسبة لقوّات النظام من كونها قريبة من الحدود السورية اللبنانيّة، وهي المدينة الأخيرة التي تقع تحت سيطرة الثوار، ولم تدخل في هدنة مع نظام الأسد. ولا زالت المواجهات العسكريّة مستمرّة بين الطرفين، وسط أنباء عن استقدام النظام وحزب الله لتعزيزات عسكرية بغية استرجاع الحواجز التي خسروها، وتعتبر الزبداني إحدى أهم المدن التي خرجت بمظاهرات ضد نظام بشار الأسد، فهي من أولى المدن المنتفضة، والتي شهدت عدداً من المظاهرات المطالبة بالحرية وإسقاط النظام، ونصرة لباقي مناطق سوريا، واشتهرت باللافتات التي كان يرفعها المتظاهرون.
كما تعتبر من أهم الوجهات السياحية في ريف دمشق، وتعرض أكثر من 80% من منشآت المدينة ومبانيها للدمار جراء القصف المستمر، وشرد معظم أهاليها بين نازح في المناطق المجاورة، ولاجئ في دول الجوار، ونشر ناشطون صوراً لقصف طيران الأسد للمدينة معلقين بالقول: هذه الصورة ليست من فيلم في هوليود يصور فيه نهاية العالم. إنها الزبداني بعينيها تقاتل.
سراج برس
رامي القليوبي
الهيئة العامة للثورة السورية
المسلم
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة