الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 7415
شـــــارك المادة
لا تقل مهمة "حزب الله" اللبناني في تبرير تورطه في سوريا، صعوبة عن التورط نفسه الذي بدأه منذ بدايات الأزمة إلى جانب حليفه نظام الأسد، الذي أفقده نحو ألف قتيل من عناصره، وعدد مماثل من المصابين "الخارجين من الخدمة"، ورغم الجدار الحديدي، الذي يبنيه الحزب حول بيئته الحاضنة، فإن الأخبار ما تنفك تتوارد عن تململ في قياداته التي يرى بعضها أن الثمن الذي يدفع في سوريا "أكبر من مبررات التدخل فيها". وينقل عن عدد من مقاتلي الحزب استياءهم من "البيئة غير الودية"، التي يلاقونها في سوريا، حتى في أوساط مقاتلي النظام أنفسهم.
وبعد أيام من احتدام المعارك في الشمال السوري، تجددت التساؤلات داخل بيئة حزب الله عن جدوى توسيع المشاركة في كل المناطق السورية، بعدما كان الحزب قد رّد دخوله إلى سوريا لغرض حماية لبنان وحدوده الشرقية، كما حماية المقامات الشيعية في سوريا، وفيما تحدثت معلومات غير مؤكدة عن "خلافات داخلية" بين قيادات الحزب وانقسامها ما بين مؤيد لاستمرار مشاركة الحزب بالحرب السورية ومعارض لها، رّجحت معلومات أخرى أن يكون دخول موسكو إلى خط الصراع السوري أعطى معنويات لمقاتلي الحزب وعوائلهم جراء اقتناعهم بأن المشاركة العسكرية الروسية بالمعركة قد تسهم بإنهائها قريبا, فيما قالت مصادر محلية إن قيادات الحزب باتت تتحرى أوضاع عائلات المقاتلين الذين يسقطون في سوريا، قبل الذهاب لتقديم واجب العزاء، بعد أن سمع الكثير منهم انتقادات لاذعة من أهالي عدد منهم، كانوا رافضين لمشاركة أبنائهم في الحرب السورية، وقالت مصادر لـ"الشرق الأوسط" إن الحزب رفع في الآونة الأخيرة من تقديماته لقتلى ومصابي الحزب في الحرب السورية، بحيث بات يشتري بيوتا لمن سقط منهم في سوريا ولا يمتلك بيتا يؤوي عالته، كما رفعت إلى أكثر من 50 ألف دولار المساعدة التي تقدم لعوائل القتلى، بالإضافة إلى تخصيص رواتب، وتقديم تسهيلات لهم وتخفيضات من المتاجر التي يمتلكها مؤيدون للحزب. أما في الجانب التعبوي. فقد ذكرت المصادر أن ثمة فريقًا متخصًصا في الحزب يزور عائلات المقاتلين، من أجل تقديم "الدعم المعنوي" وشرح "المخاطر" التي يمنعها عن لبنان قتالهم في سوريا، وأفادت مواقع لبنانية بأن بعض التململ سمع في أوساط حزب الله من المشاركة في معارك الشمال السوري، وجرى تبريره بأنه "يجب وقف تقدم (داعش) في شمال سوريا، وخصوصا في ريف حمص لمنع التنظيم من الوصول إلى حمص والحدود اللبنانية الشمالية، نظرا لعدم قدرة حزب الله على صدهم من الداخل اللبناني بسبب حساسية المنطقة". وقالت مصادر متابعة للملف لـ"الشرق الأوسط" إن الحزب "يولي أهمية قصوى حاليا لضبط أي حالة استياء في صفوف جماهيره التي يحرص كل الحرص تململ داخل حزب الله بسبب الورطة في سوريا.. والقيادة تواجهها بالمال والتعبئة النفسية على أن تبقى داعمة لمشاركته بالحرب السورية، لذلك يتم التركيز خلال مجالس عاشوراء حاليا على أهمية استمرار الحزب بحربه هناك والإصرار على الحديث عن إنجازات تتحقق خاصة لجهة حماية لبنان من الخطر الإرهابي".
أسرة التحرير
مركز توثيق الانتهاكات بسوريا، حلب نيوز
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة