الأناضول
تصدير المادة
المشاهدات : 7111
شـــــارك المادة
تحولت المغارات إلى ملجأ لكثير من العائلات السورية في العديد من مناطق ريف محافظة إدلب، شمالي البلاد، جراء القصف العنيف الذي تتعرض له مناطقهم من قبل الطائرات الروسية، وأصبح حفر المغارات في تلك المناطق أمراً شائعاً، والشيء الوحيد الذي يوفر نوعاً من الآمان، فيما يبقى النزوح الخيار الأخير لمن لا يقدر على ذلك.
وباتت العائلات تقضي معظم وقتها في تلك المغارات، ولا تخرج منها حتى تطمئن تماما أن الطيران غادر الأجواء، مستعينين بأجهزة اتصال لاسلكية ترتبط بمراصد قوات المعارضة، التي تزودهم بمعلومات عن حركة الطيران على مدار الساعة، ورصدت عدسة "الأناضول" إحدى المغارات في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب، تعاني من ظروف صعبة للغاية فلا كهرباء يصلها ولا ماء، فضلاً عن الظروف الصحية السيئة، خاصة للأطفال، وأوضح أبو محمد الإدلبي، أحد ساكني المغارات، أنهم اتخذوا منها ملجأ لحماية الأطفال من القصف، مشيراً إلى أن الطيران الروسي يكاد لا يفارق أجواء المنطقة. وقال الإدلبي في تصريح للأناضول، إن "جو المغارة مزعج، حيث تضعف الرؤية مع غياب الإنارة، ويصعب نقل المستلزمات المنزلية، بسبب ضيق المكان، معتبراً أن روسيا تشن حرباً بكل معنى الكلمة على الشعب السوري"، وأضاف الإدلبي، أن السكان الذين لا يملكون أراض، لم يتمكنوا من حفر مغارات، لينتهي بهم الأمر إلى التشرد في الطرقات والمخيمات، لافتاً إلى أن السوريين يعانون من هذا الوضع منذ أكثر من 4 سنوات. جدير بالذكر، أن مناطق ريف إدلب الجنوبي، تشهد قصفاً عنيفاً مع بدء العمليات العسكرية للنظام السوري على ريف حماه الشمالي، ومحاولتها التقدم باتجاه إدلب، بغطاء جوي روسي، ودخلت الأزمة السورية منعطفًا جديدًا، عقب بدء روسيا بمهاجمة مدن وبلدات ومواقع في سوريا، منذ نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، وتقول إن هذا التدخل "يستهدف مراكز تنظيم داعش"، الأمر الذي تنفيه كل من واشنطن، وعواصم غربية، وقوى المعارضة السورية التي تقول بدورها إن أكثر من 90% من الأهداف التي يضربها الطيران الروسي لا يوجد التنظيم بها، وإنما تستهدف المدنيين وفصائل المعارضة، ومواقع للجيش للحر.
العربي الجديد
عدنان أحمد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة