..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

سوريا بلا زئير...

السيد إبراهيم أحمد

٦ يناير ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6427

سوريا بلا زئير...
احمد1.jpg

شـــــارك المادة

’’... عشقت سوريا وأهلها .. وأن أسكن في ربوع ديارها .. ففي السويداء .. وحلب الشهباء .. وصحن الأموى .. وحوانيت الحميدية.. قصص تروى تحت ظلال أشجارها.. فلسوريا أبيح دمى.. وروحى.. لشعبها.... وأرضها.. لا لبشارها..’’
كلمات خرجت منى بكل الحب، والتلقائية، تعبر عما جاش بصدري من ألم وحزن على الدماء الزكية التي تراق في حمص، وحماه، ودير الزور، ولكنني ما كدت أطلقها في سماء الفيس بوك حتى رمتنى فلول البشار من البوم الناعقة الساكنة فى أركان الصفحات تترصد كل من يشهد ضد النظام البوليسى، الوحشي الرابض فوق صدور الشام الحبيب، رمتني بوابل من الاستعطاف ورفقاً وحنانيك بقائد الوطن.

 

أإنه الرمز ، وكأنهم لا يرون فظائعه ، فيما يفعله بإخوانهم المنادين بالحرية، حتى اختلط على مخرج النشرة الإخبارية الأمر، فأذاع فيلماً عن بطش الجيش السورى بالمتظاهرين، بينما مقدم النشرة يتحدث عن مداهمة الجيش الإسرائيلي للضفة، وكان الأخير ـ من أسفٍ ـ أرحم.
وانضم إلى تلك المهزلة بعض الفنانات السوريات التي تستوطن القاهرة لتقول كلاماً يردده أذيال كل حاكم: أنهم الفاسدون حوله..
هو لا يعرف شيئاً، واعجباً.. مادام لا يعرف فهو يجهل، وعليه أن يعتذر ويرحل.
ويخرج رجل بوجهه القميء يتبجح بأن هؤلاء الثوار هم أعدى أعداء الوطن، وأن قتلهم وقتالهم واجب، وحق، وشرعي، أكثر من قتل قتلة بنى صهيون، الرابضون على الجولان منذ عهد الأسد العجوز الراحل، ولم تصوب نحو محتلها فوهة بندقية، أو طلقة مدفع.
ورفضت جريدة الرياض الغراء أن تنشر تعليقي، عندما أغارت إسرائيل ودمرت راداراً سورياً، في موقف أرادت منه الدولة العبرية أن تكتشف وريث والده على حكم البلاد، أو تقصد ـ ربما ـ كشفه لنا، وانتظر العرب طويلاً أمام عرين الأسد الشاب، أن يخرج ويدوى زئيره، ليعلن عن تواجده وغضبه، فإذا به يخرج بياناً هزيلاً:
أن سوريا تحتفظ بحق الرد في الوقت المناسب.. وياليته سكت، ووقتها صرخت: أن سوريا يحكمها زعيم ليس له من الأسود إلا اسمها، ولن نسمع له زئيراً بل شخيرا لأنه سيغط في نوم عميق، مؤثراً السلامة على المواجهة.. وقد كان.. ورفضوا النشر .
 رحل القذافي بعد صمود، وتدخل الناتو مع إصرار الشعب، والشارع العربى ينتظر بشغف انقشاع تلك الغيمة الثقيلة من سماء سوريا، غير أن الذى يطمئن (الأسد) أن إيران تعلن حمايته، والصين وروسيا، والهند، وجنوب أفريقيا، يرفضون التدخل العسكرى، وجيشه من الأسود المغاوير استنهضوا شجاعتهم على إخوانهم.. ونصر الله بحزبه في ظهره يمالئ المستبد، والسياسات المالية لأمريكا متوعكة قليلاً..

وينسى بشار شأنه شأن كل طاغية.. أن إرادة الشعب أقوى من إرادة الطغمة الحاكمة.. وأن عدالة الأرض إذا لم تحسم نزع الملك من كل طاغية، تدخلت عدالة الله التي تنزع الملك ممن تشاء..
وهناك يا سيد بشار.. ألف ألف امرأة تدعو بثخين البكاء على أولادهن من الشهداء..
وعرب لا يملون من مجاوبتهن الدعاء في قيام وتهجد رمضان الحزين على قتل الصائمين الصامدين..
أن يستأصل شأفة الأسد المزعوم..
فروابي الشام وسهوله وجباله..
تستحق أن تعيش بغير زئير أجوف موهوم.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع