أسرة التحرير
تصدير المادة
المشاهدات : 3206
شـــــارك المادة
30 قتيلاً على يد قوات الاحتلال الروسي الأسدي معظمهم في حلب، والمجاهدون يدمرون جرافو لقوات الأسد بريف دمشق ويكبدونه خسائر في حلب، فيما القصف الروسي يخرج المجلس المحلي لمدينة كفرتخاريم عن الخدمة، بالمقابل، المعارضة توحد فصائلها لمعركة حلب الحاسمة، أما في الشأن الإنساني: قوات الأسد تفرض الحصار من جديد على حي الوعر، من جهتها.. روسيا: لا هدنة "إنسانية" جديدة في حلب.
30 قتيلاً: (نسأل الله أن يتقبلهم في الشهداء): وثقت لجان التنسيق المحلية في سوريا قتل طيران العدوان الأسدي والروسي يوم أمس الأحد 30 شخصاً، معظمهم في حلب وإدلب، ومن بين القتلى طفلان وامرأتان وشخص واحد تحت التعذيب. وتوزع القتلى على مناطق وبلدات سورية كالتالي: في حلب قتل 15 شخصاً، وفي إدلب قتل 7 أشخاص، وفي حماة قتل 4 أشخاص، وفي حمص قتل شخص واحد، كذلك في دمشق وريفها قتل شخص واحد، وفي درعا أيضاً قتل شخص واحد، وأخيراً في دير الزور قتل شخص واحد. مناطق القصف: في دمشق وريفها، قصفت قوات الأسد جبهات الريحان وتل كردي وحوش نصري وبلدات حرزما والشيفونية وأوتايا وبيت نايم وكفربطنا بالطيران الحربي والمدفعية الثقيلة، كما ألقت مروحيات الأسد عشرات البراميل المتفجرة التي تحوي مادة النابالم الحارق على مخيم خان الشيح، وتعرضت المناطق المحيط بقرية كفر العواميد لقصف بقذائف الهاون، إلى حلب، حيث شن الطيران الحربي الروسي والأسدي غارات جوية استهدفت أحياء مدينة حلب ومدن وبلدات الريف الحلبي، أما في حماة، فقد شن الطيران الحربي غارات جوية استهدفت مدن صوران واللطامنة ومورك بالريف الشمالي، كما شن ذات الطيران غارة جوية استهدفت قرية القنطرة بينما تعرضت قريتا جسر دمينة والشنكية لقصف مدفعي عنيف، وفي إدلب، شن الطيران الحربي غارات جوية استهدفت مبنى المجلس المحلي في مدينة كفرتخاريم وبلدات أرمناز والتمانعة، وفي حمص، شن الطيران الحربي غارات جوية استهدفت قريتي ديرفول والزعفرانة بالريف الشمالي، وفي اللاذقية، شن الطيران الحربي غارات جوية استهدفت عدة نقاط في محيط بلدة كباني بجبل الأكراد. (1،2،3)
تدمير جرافة وقتل عدد من عناصر الأسد في دمشق وريفها: تصدى المجاهدون لمحاولة قوات الأسد التقدم على جبهات الريحان وتل كردي وحوش نصري بالغوطة الشرقية، دمروا خلالها جرافة وقتلوا عدداً من العناصر، كما تصدوا لمحاولة قوات الأسد التقدم في محيط مخيم خان الشيح. (3،4) تكبيد قوات الأسد خسائر في حلب: تصدى المجاهدون لمحاولة قوات الأسد والميليشيات الشيعية التقدم على جبهات أحياء صلاح الدين والشيخ سعيد والعامرية، كما تصدوا لمحاولة تقدمهم على جبهات مشروع 1070 شقة، وكبدوهم خسائر في الأرواح والعتاد. (3)
المعارضة توحد فصائلها لمعركة حلب الحاسمة: أكدت المعارضة السورية توحيد جميع فصائلها المعتدلة تحسباً لمعركة حلب الفاصلة والحاسمة تحت قيادة واحدة بعد انتهاء الهدنة مساء أمس الأول، واستئناف الغارات الجوية من قبل الطيران الروسي والنظام السوري، إضافة إلى قصف مدفعي استهدف أحياء عدة في شرق حلب الذي تسيطر عليه الفصائل المعارضة، ما أسفر عن سقوط جرحى، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، واستهدف قصف مدفعي أيضا حيين يسيطر عليهما النظام، وفق المصدر نفسه. وكان مدير المرصد رامي عبدالرحمن أكد السبت أن "هناك تعزيزات عسكرية من الطرفين الأمر الذي يظهر أنه ستكون هناك عملية عسكرية واسعة في حال فشل وقف إطلاق النار"، ومن جهة أخرى، تمارس الولايات المتحدة وحلفاؤها في أوروبا ضغطاً قوياً على روسيا لعدم عرقلة التصويت في مجلس الأمن على مشروع قرار يدين قوات الأسد لاستخدام الأسلحة الكيميائية في سورية. (5)
قوات الأسد تفرض الحصار من جديد على حي الوعر: أعادت قوات الأسد مجدداً إطباق الحصار على حي الوعر، حيث منعت إدخال المواد التخزينية والتموينية إلى الحي بالتزامن مع إيقاف عمل معبر المهندسين المخصص لدخول العائلات وخروجهم من الحي، وقد سبق هذا الإجراء قيام قوات النظام بإعادة فرض الحصار الجزئي على الحي في الـ 18 من الشهر الجاري، ويبلغ عدد سكان حي الوعر 75 ألف نسمة، حيث يعانون من حصار خانق من قبل قوات الأسد نتيجة الحصار. بلدة لبنانية تطالب العمال السوريين بمغادرتها خلال أيام: نشرت وسائل إعلام لبنانية أمس الأحد لافتة تطلب من العمال السوريين مغادرة بلدتهم، ونشرت الوسائل الإعلامية لافتة لبلدية زغرتا – اهدن"، تطالب البلدية فيها بمغادرة السوريين البلدة في مهلة أقصاها نهاية الشهر الجاري، وقالت صحيفة "النهار" اللبناني إنه وفق التدابير هذه فإن العمال السوريين لايحق لهم البقاء في اهدن بعد انتهاء العمل ومن يصطحبهم إلى الحقول من المزارعين من أبناء البلدة عليه أن يعيدهم إلى زغرتا أو يصرح عنهم أسبوعياً في البلدية للمراقبة الدقيقة، وليست هذه الظاهرة هي الأولى، حيث يقوم عناصر من الجيش اللبناني باقتحام العديد من المخيمات السورية ويشنون اعتقالات عشوائية في صفوف اللاجئين السوريين، في إطار سياسة التضيق عليهم من قبل السلطات اللبنانية التي تتحكم بها مليشيا "حزب الله". أطفال حلب أكثر ضحايا القنابل العنقودية الروسية: قالت صحيفة إندبندنت البريطانية: إن الحملة الجوية المدعومة روسيا لقصف شرق مدينة حلب الخاضع للمعارضة السورية، تسببت بتهديد جديد ومميت لأطفال المدينة، بسبب القنابل العنقودية التي تستعملها قوات موسكو، ونقلت الصحيفة ما جاء في تقرير لمركز توثيق الانتهاكات بسوريا، الذي أشار إلى أن الأرقام التي جمعها أطباء حلب تبين أن روسيا قصفت حلب 137 مرة بالقنابل العنقودية، منذ تجدد نظام بشار الأسد هجومه على المدينة المحاصرة الشهر الماضي. ولفتت الصحيفة إلى خطورة القنابل العنقودية على وجه الخصوص، لأنها تطلق ذخائر صغيرة تنتشر على مساحة واسعة دون أن تنفجر، وهي محرمة بموجب القانون الدولي لما تسببه من قتل عشوائي. ونقلت الصحيفة عن منظمة «أنقذوا الأطفال» إحصاءاتها للقتلى الذين قضوا جراء القنابل العنقودية ومتفجرات أخرى، إذ أشارت إلى أن أكثر من 130 طفلا قتلوا منذ تجدد القصف على حلب، التي يحاصر فيها ربع مليون سوري، وتقول منظمة أنقذوا الأطفال: إن أطباء حلب يرصدون جرح كثير من الأطفال بسبب القنابل العنقودية التي لم تنفجر، لأنهم يظنونها ألعابا بسبب لمعانها وجاذبيتها. وأكد ناشط من مركز حلب الإعلامي، أن استعمال القنابل العنودية من جانب روسيا أخذ ملمحا جديدا في الحرب على المدينة المقسمة، إذ أن القنابل تنشطر وتترك قنابل صغيرة يقدر حجمها كحجم كرة القدم، وتقول الصحيفة: إن الأطفال الذين تنفجر فيهم القنبال العنقودية يضطر الأطباء إلى بتر أعضائهم، لعدم توافر الموارد والوقت اللازم لعلاجهم، مضيفة أن الأطفال لا يستطيعون مغادرة شرق حلب للعلاج، ولا يمكن كذلك معالجتهم في مشافي حلب المتضررة بشدة. (6) بعد رفض المفاوض الإيراني إخراجه للعلاج.. وفاة جريح من بلدة مضايا: توفي الجريح الشاب محمد المويل اليوم الاثنين متأثراً بجراح أصيب بها قبل يومين برصاص قناص تابع لقوات الأسد في بلدة مضايا المحاصرة بريف دمشق، وأشار ناشطون إلى أن الجانب الإيراني المكلف بالتفاوض مع الثوار في هدنة الزبداني - كفريا والفوعة رفض خروج الجريح للعلاج في إحدى مشافي العاصمة دمشق، هذا وتعاني المدينة من نقص تام للمواد الطبية نتيجة الحصار المفروض من قبل قوات الأسد وميليشيات حزب الله منذ أكثر من سنة، كما تقوم القوات المحاصرة للمدينة بعملية قنص شبه يومية في أرجاء المدينة المحاصرة.
أمير قطر وأردوغان يدعوان إلى قرار لوقف الحرب بسورية: دعا أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال لقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأحد في إسطنبول، إلى ضرورة تكاتف الجهود الدولية لاستصدار قرار من شأنه وقف الحرب في سورية، وذكرت وكالة الأنباء القطرية الرسمية "قنا"، أن أمير قطر، الذي يقوم بزيارة قصيرة إلى تركيا، قد بحث مع الرئيس التركي، تطورات الأوضاع في المنطقة، خاصة المستجدات في كل من سورية والعراق وفلسطين واليمن وليبيا، وتداعيات الأزمة السورية على المنطقة والمجتمع الدولي ككل. كما تمّ عرض تطورات الوضع في العراق، لاسيما في مدينة الموصل، وتم التأكيد على أهمية مكافحة الإرهاب، والحفاظ على العراق ووحدته، في إطار وطني يوحّد كافة العراقيين، وكان أمير قطر قد وصل، أمس، إلى مدينة إسطنبول، في زيارة رسمية لم يُعلن عن مدتها، وهذه هي القمة الثانية بين الزعيمين خلال شهرين، والخامسة خلال 11 شهرًا. كما تعد الزيارة الحالية هي الرابعة إلى تركيا خلال 9 أشهر، يذكر أن أمير قطر كان أول زعماء العالم الذين اتصلوا هاتفياً بالرئيس أردوغان، في أثناء محاولة الانقلاب العسكري التي شهدتها تركيا، ليلة 15 يوليو/تموز الماضي. (7) مشروع مصري إسباني نيوزيلاندي لحل الأزمة السورية: كشف وزير الخارجية المصري سامح شكري عن مشروع قرار ثلاثي مرتقب لكل من مصر وإسبانيا ونيوزلاندا بشأن مقاربات حل الأزمة السورية، وأعلن شكري خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل الذي يقوم بزيارة لمصر، أنهما يعكفان حاليا في إطار عضويتهما بمجلس الأمن الدولي على إعداد مشروع قرار يتعلق بالوضع في سوريا، وخاصة فيما يخص الجانب الإنساني بعد فشل مشروع القرار الفرنسي. وأضاف، إنه يجرى حاليا العمل على بلورة مشروع قرار "يعرض على مجلس الأمن ويتناول في الأساس الوضع الإنساني والتحديات التي يواجهها الشعب السوري ورفع المعاناة عنه وتوصيل المساعدات، ووقف الاقتتال، والتوصل إلى اتفاق بين الأطراف السورية لإنهاء الأزمة من خلال حل سياسي ترعاه الأمم المتحدة". (8) روسيا: لا هدنة "إنسانية" جديدة في حلب: استبعد نائب وزير الخارجية الروسي "سيرغي ريابكوف" اليوم الاثنين، الإعلان عن أي هدنة "إنسانية" جديدة في مدينة حلب مشيراً إلى أن هذا الأمر "غير مطروح"، وقال "ريابكوف" في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية: "الهدنة الإنسانية في حلب انتهت يوم السبت، وموسكو لا تبحث حالياً العودة لوقف إطلاق النار"، وكانت الحكومة الروسية قد أعلنت الاثنين الماضي عن هدنة إنسانية، تم تمديدها لتبدأ يوم الخميس الماضي وتنتهي مساء يوم السبت، وكانت الهدنة المعلنة من الجانب الروسي هدنة رمزية تم الإعلان عنها أمام ضغوطات المجتمع الدولي وما لبث أن استأنف الطيران الروسي غاراته الجوية العنيفة على أحياء حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة.
سورية: صراع من أجل روسيا مهيمنة! سلامة كيلة تريد روسيا حسم الصراع في سورية بالقوة، وتريد فرض منظورها القائم على بقاء الأسد وسحق الثورة. كانت سورية اللحظة التي سمحت لروسيا بأن تتقدّم لكي تظهر قوة عالمية، حيث وقفت بشراسة في مجلس الأمن (ومعها الصين) ضد كل قرار يستهدف النظام السوري، أرادت منها أن تُظهر أنها قوةٌ عالمية، وأنها قوةٌ عالميةٌ مقرِّرة. لم تكن أميركا حينها ترفض الموقف الروسي، لأنها كانت تريد، وفق إستراتيجيتها المقرّرة بعد الأزمة المالية سنة 2008، التفاهم مع روسيا من جهة، وتريد كذلك سحق الثورات التي بدأت من تونس من جهة أخرى، وربما توضح هذه المسألة كل الموقف الأميركي إلى الآن. وكذلك كانت "تبيع" سورية لروسيا. ولا تزال روسيا تعتبر أن سورية هي اللحظة التي تسعى، من خلالها، إلى أن تفرض نفسها قوة عالمية، فقد تدخلت لمنع سقوط النظام، وأوجدت قواعد عسكرية في الأرض السورية "غير محدَّدة الزمن"، وباتت القوة الأساسية في الحرب ضد الثورة، والتي تمارس أقسى العنف والتدمير لسحقها. ومنظورها بسيط، ينطلق من ضرورة تثبيت النظام بما فيه "الرئيس"، مدَّعية الحفاظ على "الشرعية"، لأنه "رئيس منتخب". هذا هو جوهر خطابها على الرغم من تكرارها تبريراتٍ متعدّدة، منها "الحرب ضد الإرهاب"، الحرب التي لم تَخُضها إطلاقاً. لهذا، فإن ما تريد أن تقوله لكل العالم إنها باتت قوةً عالمية، وإنها مستعدة للتدخل العسكري، وحتى الذهاب إلى حربٍ عالمية من أجل فرض مصالحها وتنفيذ ما تقول، وقد قالت، في سورية، إن الحل يقوم على بقاء الأسد، وعلى العالم أن يقبل ذلك، وعلى "المسلحين" أن يخضعوا لذلك، وإلا سيواجهون كل العنف الممكن بأحدث الأسلحة التي يقول الروس إنهم يستخدمونها لأول مرة. وحتى لفعل ما فعله فلاديمير بوتين في غروزني، العاصمة التي دمّرها في الحرب ضد شعب الشيشان. "الرسالة العالمية" لروسيا من كل ما تفعله في سورية أنها تنفذ ما تُقرّر، وأنها التي تقرّر، وأنها مستعدة للذهاب إلى أقصى مدىً في الحرب من أجل تحقيق ذلك. وبالتالي، تحاول في دورها السوري أن تفرض هيمنةً عالميةً، بعد أن باتت معنيةً بتجاوز "الثنائية القطبية" لمصلحة دورها الهيمني. استخدمت في سورية أحدث الأسلحة، وصرّح مسؤولون فيها إنها تجرِّب تلك الأسلحة، وقد أظهرت وحشية فائقة في القتل والتدمير عبر استهداف المشافي والمدارس والأسواق، وفرق الإنقاذ، والبيوت، وهي مصرّة على حسم الحرب لمصلحتها، وذلك كله من أجل "تخويف" العالم، وجعله يقبل بسطوتها وهيمنتها. وفي هذا السياق، زادت من ميزانية الحرب، وأخذت تحرّك أساطيلها وطائراتها للتذكير بوجودها العالمي، ولإفهام العالم أن بوتين جاد جداً في ما يقول ويقرّر. بالتالي، إذا كان الفيتو في مجلس الأمن، مع بداية الثورة السورية، هو للتذكير بأن روسيا قوة عالمية، وإن لها رأياً ومصالح، ومن ثم يجب أخذها بالاعتبار، فإن الأمر بات يتعلق بصياغة النظام العالمي على أسسٍ جديدةٍ، تكون روسيا فيها الطرف المهيمن. لم تعد تقبل أن تكون طرفاً مكافئاً لأميركا، بل باتت تهدف إلى أن تحلّ حلها، وربما شعرت بأن أميركا في وضعٍ صعب، لا يسمح لها بأن تواجه التقدّم الروسي. كما ظهر واضحاً في سورية وفق ما توهمت، نتيجة "اللا مبالاة" الأميركية التي جرى تفسيرها بأنها نتيجة ضعف أميركا. لكن ما يدفع إلى هذا الوهم هو أزمتها هي، التي تتمثل في أنها باتت رأسمالية في وضع عالمي جرى تقاسمه، بما في ذلك البلدان التي كانت تابعةً لها خلال المرحلة السوفييتية (العديد من جمهوريات الاتحاد السوفييتي وأوروبا الشرقية)، فهي بحاجة إلى الأسواق وتصدير الرأسمال المتراكم لدى مافياتها، وخصوصاً هنا تصدير السلاح الذي هو السلعة التي يمكن أن تنافس فيها. ولهذا، تقوم بعملية استعراض ضخم في أجواء سورية، وعلى الأرض السورية، لتسويقه، هذه هي أزمة كل رأسمالية تتقدّم متأخرة، حيث يكون سوق المساومات قد أُغلق، هذه هي الحالة التي أفضت إلى حربين عالميتين، بعد أن تقدمت ألمانيا، لكنها وجدت أنه جرى تقاسم العالم بين الرأسماليات القديمة. وهي الحالة التي تواجهها روسيا، حيث استغلت الرأسماليات القديمة انهيار الاتحاد السوفييتي، لكي تسيطر على البلدان التي كانت تحت سيطرته، وبالتالي، أن تُقلّص حدود المناورة الروسية التي حينما حاولت النهوض مع وصول بوتين إلى السلطة كانت منهارةً داخلياً وفاقدةً كل مرتكزاتها الخارجية، حتى في محيطها السابق. وهذا هو الوضع الذي جعلها، لتجاوز "هزائمها" في العراق وليبيا ويوغوسلافيا السابقة، وشعورها بأن "الغرب" خدعها، تميل في سورية الى إثبات ذاتها عبر الفيتو أولاً، وعبر الوجود العسكري الفعلي ثانياً. والآن، عبر التأكيد للعالم أنها باتت معنيةً بفرض ما تقول، بعد أن تقدّمت ببطء في جورجيا (أوستينيا الجنوبية) وسحق الشيشان بوحشية، ومن ثم قضم شبه جزيرة القرم، ومحاولة السيطرة على شرق أوكرانيا بعد أن فقدتها. والآن، في سورية، حسم الأمر لمصلحة الاعتراف بها القوة المهيمنة. إنها تحاول إخافة العالم، والدفع إلى الحدّ الأقصى الذي يوشك على الاشتباك، على أمل قبول منظورها خشية حربٍ عالميةٍ تفرض استخدام السلاح النووي. وعلى الرغم من كل الحشد الذي حشدته في سورية وفي البحر المتوسط، يبدو أنها تميل إلى حشد كل قواتها البحرية وجل قواتها الجوية في البحر المتوسط، بالضبط لكي تقول إن قرارها يجب أن يُفرض، أو ستكون الحرب. هل ستنجح هذه السياسة الهجومية، والمتطرّفة؟ ما زالت أميركا تعتبر أنها القوة الأكبر، وإذا كانت قد تراجعت عن ميلها إلى الهيمنة المطلقة، فلم تتراجع عن كونها قوةً عظمى أولى، وبالتالي، إذا كانت تميل إلى التفاهم مع روسيا، وتقاسم المناطق معها، فإنها لا تبدو في وضعٍ يجعلها تقبل أن تصبح روسيا هي القوة المهيمنة. أوروبا كذلك (خصوصاً إنكلترا وألمانيا وفرنسا) تريد أن تزيد من دورها العالمي، لا الوقوع تحت سيطرة قوةٍ عظمى جديدة. وبالتالي، فإن الرأسماليات القديمة ترفض كلها الميل الهيمني الروسي، لكن "حرب الغرب" ما زالت تنحصر في العقوبات الاقتصادية، والضغط على الداخل الروسي، ولا تريد الوصول إلى مرحلة حربٍ عالمية. وهذا أيضاً تبتزّ روسيا به، وتستغلّ ذلك لتصعيد ضغطها وتخويفها، وتهديدها بالحرب، إلى حدّ أن الإعلام الروسي بات يتحدّث عن حربٍ عالميةٍ ثالثة بشكل متكرّر. على الرغم من أن للرأسماليات القديمة، ولأميركا خصوصاً، قدرة على استثارة المشكلات لروسيا، وتوريطها في معارك فرعية تنهكها. وأنه إزاء المصالح يمكن الانجراف إلى حربٍ مدمرة. حتى الصين لا تقبل بأن تتبوأ روسيا هذا الموقع الذي تريده هي، وتسعى إليه بكل "نعومة"، وعبر التوسع الاقتصادي، على الرغم من أنها توسّع من قدراتها العسكرية، وتعزّز من وجودها العسكري في بحر الصين، وباتت تميل إلى إنشاء قواعد عسكرية في الخارج (جيبوتي)، فالصين أقوى اقتصادياً من روسيا، وأكثر طموحاً لأن تعتلي قمة الهرم. وبالتالي، إذا كان هتلر قد وجد رأسمالياتٍ أخرى يتحالف معها (إيطاليا واليابان)، فإن روسيا لا تجد من تتحالف معه، حتى الصين التي يُشار عادة إلى "التحالف الروسي الصيني"، و"حلف شنغهاي" أو "دول البريكس"، ليس من الممكن أن تميل إلى تحالفٍ مع روسيا، على الرغم من التنسيق هنا أو هناك، بالضبط لأن الصراع بينهما هو "على القمة"، حيث تحسّ الصين أنها البديل، بقوة اقتصادها الذي بات ثاني أكبر قوة بعد أميركا، وتوسّعها الاقتصادي في مختلف أصقاع العالم، من أفريقيا إلى أميركا اللاتينية، وأوروبا وآسيا، وحتى أميركا نفسها. وبالتأكيد، ستستفيد من "الغباء الروسي"، لكي تعزّز مواقعها، ما الممكن إذن؟ تندفع الأمور نحو تصعيدٍ كبير للتوتر، على الرغم من "هدوء" الرأسماليات القديمة، لكن، ربما يقود خطأ ما إلى كارثة. أو يُضبط "جنون" بوتين في روسيا نفسها. وخيار روسيا هو تجاوز الميل الإمبريالي لمصلحة بديل شعبي. وربما تدفع أزمةٌ ماليةٌ جديدةٌ تحدث في هذا البلد الرأسمالي أو ذلك إلى انفجار كبير يخلّص العالم من مجانينه. في كل الأحوال، نحن من يتحمل نتائج "أزمة روسيا" التي حولتها إلى دولةٍ معتدية ومتوحشة، تريد الاحتلال والسيطرة، حتى وإن كان ذلك يتمّ على جثث السوريين، وعلى دمار تاريخ طويل لحضارة عريقة عاشتها. 7 (العربي الجديد)
أسماء بعض الضحايا ليوم أمس الأحد (نسأل الله أن يتقبل عباده في الشهداء): (9، 10) حسن فرحان وزوجته- حلب - حي المرجة يوسف علي أسود - حلب - جبهة بستان الباشا علاء ياسر الأسمر - حلب - مدينة تل رفعت محمد رياض باكير- إدلب - معرة النعمان غسان بجري- إدلب - معرة النعمان ابن غسان بجري- إدلب - معرة النعمان خالد محمد العم - إدلب - معرة مصرين عدنان حبابة- إدلب - معرة حرمة محمود الكيسيني - حمص - تلبيسة محمود خليل صبحية- ريف دمشق - دوما حسام جاسم الكندح- دير الزور - البصيرة زمزم الحضيري- حماة - اللطامنة
المصادر: 1 - لجان التنسيق المحلية 2 - مسار برس 3 - شبكة شام الإخبارية 4- جيش الإسلام 5- عكاظ 6 - العرب القطرية 7- العربي الجديد 8- السبيل 9- حلب نيوز 10- مركز توثيق الانتهاكات بسوريا
العربية نت
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة