أسرة التحرير
تصدير المادة
المشاهدات : 2816
شـــــارك المادة
أيام عصيبة تعصف بثوار حلب بعد أن تقطعت أوصال المدينة منذ أن أحكمت قوات النظام سيطرتها على طريق الكاستيلو شريان المعارضة الأخير الذي يصل حلب بريفها. ورغم أن الجهود التي بذلت لفك الحصار لم تكن بالقليلة إلا أنها لم تكن كافية بسبب مناعة تحصينات العدو على تخوم الأكاديمية العسكرية من جهة وتوقف الدعم اللوجستي عن معركة حلب الكبرى من جهة أخرى.
محاولات الثوار تلك قوبلت بتحضير لمعركة اجتياح الأحياء الشرقية بمشاركة المليشيات الإيرانية والعراقية وتحت غطاء جوي روسي.
لم تنتظر روسيا قرع الطبول لتبدأ غاراتها التي لم توفر المشافي ولا المساجد مستخدمة الصواريخ العنقودية والارتجاجية والفراغية والحارقة والسامة ضاربة بعرض الحائط كل الاتفاقيات والمحاذير، في حين تمركزت قوات النظام والمليشيات الطائفية على ثلاث جبهات (مساكن هنانو، سليمان الحلبي، بستان القصر) حيث يرى عسكريون أن فتح أكثر من جبهة في هكذا ظرف من شأنه أن يربك الثوار ويضعف تنسيقهم ويستنفد ذخيرتهم - الشحيحة أصلاً- بعد أكثر من 90 يوماً على الحصار.
الأرض المحروقة: ونتيجة لخطة الأرض المحروقة التي اعتمدها النظام اضطر الثوار للانسحاب من حي مساكن هنانو الاستراتيجي الذي يعد بوابة أحياء حلب الشرقية الشمالية، حيث يقول ناشطون إن النظام لم يتوان عن استخدام الأسلحة المحرمة، وإن التمهيد الناري أحال الحي إلى تلال من الركام، وفي خطوة لاحقة انسحب الثوار من حي جبل بدرو المطل على حي الصاخور أمس الأحد.
إخلاء 6 أحياء لصالح الأكراد:
فيما نقل مركز حلب الإعلامي عن مصدر عسكري أن الثوار أبرموا اتفاقاً مع وحدات الحماية الكردية في حي الشيخ مقصود يقضي بتسليم أحياء بعيدين وبستان الباشا وعين التل والهلك والشيخ فارس والزيتونات، موضحاً أن هذه الخطوة جاءت حفاظاً على أرواح المدنيين والحيلولة دون مجازر قد ترتكب بحقهم من قبل قوات النظام والمليشيات الطائفية.
وبالانسحاب من حي الصاخور وتقدم النظام من جهة حي الإنذارات والحيدرية صباح الاثنين يكون الثوار قد خسروا الضفة الشرقية الشمالية، مايعادل ثلث مناطق سيطرتهم في حلب المحاصرة، وتشير الأنباء إلى أن المواجهات مازالت مشتعلة في أكثر من نقطة على طول خط التماس.
حركة نزوح كثيفة وتجنيد لأبناء النازحين:
إنسانياً، شهدت الأحياء المشتعلة حركة نزوح كثيفة باتجاه الضفة الشرقية الجنوبية أو باتجاه حي الشيخ مقصود هرباً من القصف الكثيف الذي تشهده الأحياء المحاصرة دون استثناء في ظل صمت أممي مطبق، حيث تشير التقارير إلى أن أكثر من ربع مليون إنسان مهددون بالموت فيما أكثر من 100 ألف طفل محاصر في سوريا لا تصلهم مساعدات حسب تقرير نشرته اليونيسيف. وذكر ناشطون أن المخابرات الجوية تحقق مع كل الأسر التي تخرج من مناطق المعارضة وتجند الذكور فوق سن ال18 ، وفي السياق ذاته أعلن الدفاع المدني السوري حلب مدينة منكوبة بالكامل موضحا أن كل أعماله في المدينة توقفت بسبب نفاد مخزونه من الوقود وفقدانه كمية كبيرة من آلياته بعد أكثر من سبعة آلاف قذيفة و ألفي غارة شنتها روسيا خلال أسبوعين.
تفاهمات دولية ومواقف لم تخرج للعلن وضعت المجتمع الدولي موضع المتفرج فحسب وأماطت الأقنعة عن كل الوجوه التي ادعت وقوفها إلى جانب الشعب السوري وثورته ،ورغم أن خسائر الثوار كانت فادحة جغرافيا قياسا بالوقت، إلا أن محللين يقولون إن سقوط حلب لن يكون بهذه السهولة في ظل وجود أكثر من عشرة آلاف مقاتل يعتقدون أن معركتهم في حلب هي لأن تدوم الثورة أو لا تكون.
المرصد الاستراتيجي
العربية نت
الشبكة السورية لحقوق الإنسان
أمين العاصي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة