أسرة التحرير
تصدير المادة
المشاهدات : 3153
شـــــارك المادة
33 قتيلاً على يد قوات الاحتلال الروسي الأسدي يوم أمس، وميلشيات إيران تخرق "اتفاق حلب" وتشن هجوماً واسعاً على الأحياء المحاصرة، بينما الثوار ينسفون معاقل تلك الميلشبات بمفخختين،أما في الشأن الإنساني والدولي: أهالي حلب يحرقون أشياءهم قبل الرحيل، وتحركات دولية لتدارك انهيار "اتفاق حلب"
33 قتيلاً (نسأل الله أن يتقبلهم في الشهداء): وثقت لجان التنسيق المحلية في سوريا مقتل 33 شخصاً، على يد قوات الاحتلال الروسي الأسدي في سوريا، معظمهم في حماة، بينهم 4 أطفال و امرأتان، وشهيد تحت التعذيب. وقد توزع الضحايا على محافظات سوريا كالتالي: 17 قتيلاً في حماة، نتيجة قصف لقوات الأسد بغاز السارين على قرية "جروح"، و 6 شهداء في حلب، و3 في دير الزور، و3 في دمشق وريفها، وشهيدان في الرقة، وشهيدان في حمص وإدلب. النظام ينتهك الهدنة ويجدّد قصفه لحلب: جدّد نظام الأسد قصفه على الأحياء الخمسة التي يسيطر عليها الثوار في حلب، وأدّى قصف مدفعي إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. ويأتي هذا الانتهاك بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي سرى منذ الساعة السابعة أمس، وكان من المفترض أن يخرج المدنيون والمصابون أولاً ثم الثوار بسلاحهم الخفيف نحو ريفي حلب الغربي والشمالي، حسبما ذكرت مصادر في المعارضة. ويخشى مراقبون انهيار الاتفاق الذي توصلت إليه المعارضة -بوساطة تركية روسية- دون مشاركة إيران، من جهته، أكد القيادي في كتائب نور الدين زنكي "أحمد عبيد" أن المليشيات الشيعية الإيرانية منعت خروج المدنيين والجرحى من حلب، واشترطت خروج جرحى في بلدة الفوعة في ريف إدلب. وقال عبيد: إن من يدير الأمور على الأرض في حلب هم الإيرانيون، وهم على خلاف مع الروس فيما يتعلق بخروج المدنيين، مؤكدا أنه تم تعطيل عملية خروج جرحى من معبر العامرية باتجاه ريف حلب، إلا بمقابل خروج مثلهم من الفوعة.
رداً على خرقها الاتفاق: الثوار ينسفون الميلشيات الإيرانية بمفخختين عند جسر الحج بحلب: استهدف الثوار تجمعات الميلشيات الإيرانية عند جسر الحج بعربتين مفخختين، وأسفر الهجوم عن مقتل وجرح العشرات منها. وجاء الهجوم رداً على التصعيد الذي شهدته جبهات حلب، بعد خرق قوات النظام والميلشيات الشيعية اتفاق وقف إطلاق النار. وقال ناشطون إن الهجوم الأول كان بعربة مفخخة مسيرة عن بعد، استهدفت مراكز تجمع الميلشيات الإيرانية في حي جسر الحج، بينما نفّذ الهجوم الثاني استشهادي في المنطقة ذاتها حسبما أفادت شبكة شام الإخبارية. وكانت قوات النظام والميلشيات الطائفية استهدفت أحياء الزبدية والصالحين والراشدين الغربي، بعشرات القذائف المدفعية والصاروخية، فيما قصف الطيران الروسي الأحياء المحاصرة بالقنابل العنقودية والفراغية، ما أدى لاستشهاد 6 مدنيين وجرح العشرات.
مصادر: ميلشيات إيرانية تشترط خروج المصابين من "كفريا والفوعة" مقابل خروج محاصري حلب: طالب وزير الخارجية الفرنسي "جان مارك أيرولت" بنشر مراقبين دوليين للإشراف على عملية إجلاء المحاصرين من حلب، وأشار إلى وجود غموض وراء تأجيل خروج المحاصرين. وكان من المفترض أن يخرج المحاصرون من حلب فجر اليوم باتجاه منطقة الراموسة ومنها إلى الريف الغربي، إلا أن أسباباً مجهولة أدت إلى تأخير الإجلاء مع استمرار وقف إطلاق النار، في حين نقلت "رويترز" عن مصادر أن الإجلاء قد يتأخر إلى يوم الخميس. وتحدثت مصادر عن رفض الميلشيات الشيعية -التي تنتشر على الطريق التي سيسلكها المحاصرون- لبنود الاتفاق الذي أبرمته تركيا مع روسيا، وطالبت تلك الميلشيات بخروج المصابين من بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين. وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن استعدادها للعمل كوسيط إنساني محايد في عملية الإجلاء، في حال أيّدت الأطراف المعنية ذلك، في حين لا تشارك الأمم المتحدة في عملية الإجلاء. من جهتها أعلنت روسيا أن 6000 مدني، غادروا المناطق التي يسيطر عليها الثوار، فيما سّلم 366 مقاتل أسلحتهم وغادروا حلب. يذكر أن المعارضة توصلت إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار وإخلاء المحاصرين من حلب، حيث سيخرج المدنيون أولاً ثم الثوار بسلاحهم الخفيف، وفيما ذكرت مصادر في المعارضة أن الوجهة ستكون إلى الريف الغربي والشمالي، تقول مصادر تركية أن الإجلاء سيكون باتجاه إدلب وريفها. في أول رد فعل له: نظام الأسد يشترط رضى روسيا وإيران في أي اتفاق حول حلب: قال مصدر عسكري تابع للنظام: إن أي اتفاق في حلب لا يمكن أن يتم دون موافقة "الروس والإيرانيين"، في إشارة إلى الشروط الأخيرة التي وضعتها إيران. وأكدت مصادر ميدانية أن الميلشيات الإيرانية هي من عرقلت اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان سارياً حتى صباح اليوم، و حذّر القيادي في حركة أحرار الشام "فاروق أبو العباس" من هجوم وشيك تستعد له مليشيات إيران في حلب المحاصرة، موضحاً أن إيران تريد إخراج المصابين من "كفريا والفوعة" مقابل خروج المحاصرين من حلب، فيما تقول رواية أخرى: إن إيران تسعى إلى استبدال أهالي "كفريا والفوعة" بأهالي حلب المحاصرين بعد خروجهم، استكمالاً لمشروعها في تشييع المنطقة. من جهتها حمّلت وزارة الدفاع الروسية فصائل المعارضة مسؤولية خرق الاتفاق، متهمة إياها بقصف أحياء تحت سيطرة النظام، الأمر الذي نفته مصادر في المعارضة مؤكّدة أن روسيا تتذرّع بذلك لعدم توصلها لاتفاق مع إيران. وفي سياق متصل نقلت وكالة الأناضول التركية، عن رئيس الهلال الأحمر التركي "كريم كينيك" قوله: إن نحو 1000 شخص من حلب -كان قد تم إجلاؤهم خلال الليل بعد اتفاق وقف إطلاق النار- محتجزون عند نقطة تفتيش تابعة لمقاتلين إيرانيين خارج المدينة السورية. وقال كينيك "بعدما عبرت هذه المجموعة من نقطة تفتيش روسية أوقفتها نقطة تفتيش تابعة لميلشيات إيرانية، ومازالوا متحجزين هناك" وكانت قوات النظام وميلشيات إيرانية استهدفت بعشرات القذائف المدفعية وبصواريخ أرض-أرض أحياء حلب المحاصرة، فيما شنت الطائرات الروسية أكثر من 10غارات بالقذائف العنقودية حسبما ذكرت وكالة "شهبا برس" المليشيات الشيعية تشن هجوماً واسعاً ضد أحياء حلب المحاصرة: أكدت وكالة الأناضول نقلاً عن مصادر مطلعة بدء الميلشيات الشيعية عملية برية واسعة، ضد الأحياء التي تخضع لسيطرة فصائل المعارضة. وأوضحت الوكالة أن العملية يقودها جنرال إيراني يدعى "جواد" ،وتهدف إلى التقدم باتجاه الأحياء التي يسيطر عليها الثوار، حيث يشارك في العملية مقاتلون من "حزب الله" اللبناني ولواء "فاطميون" الأفغاني بالإضافة إلى حركة "النجباء" العراقية. وكانت المليشيات الشيعية -التي تأتمر بأمر إيران- قد عرقلت صباح اليوم اتفاقاً يقضي بخروج أكثر من 80 ألف محاصر في حلب، وأكدت مصادر ميدانية أن هذه الميلشيات هي من بدأ بخرق وقف إطلاق النار. ونقلت وكالة الأناضول التركية، عن رئيس الهلال الأحمر التركي "كريم كينيك" قوله: إن نحو 1000 شخص من حلب -كان قد تم إجلاؤهم خلال الليل بعد اتفاق وقف إطلاق النار- محتجزون عند نقطة تفتيش تابعة لمقاتلين إيرانيين خارج المدينة السورية. وقال كينيك "بعدما عبرت هذه المجموعة من نقطة تفتيش روسية أوقفتها نقطة تفتيش تابعة لميلشيات إيرانية، ومازالوا متحجزين هناك" وكان القيادي في حركة أحرار الشام "فاروق أبو العباس" قد حذّر -في وقت سابق- من هجوم وشيك تستعد له مليشيات إيران في حلب المحاصرة. وكشف "أبو العباس" -الموجود في الأحياء المحاصرة- في تسجيل صوتي عن وجود "خلاف حاد" بين إيران وروسيا حول الاتفاق الأخير الذي يضمن خروج ما تبقى من أهالي حلب قبل دخول قوات النظام إليها. وأوضح "الفاروق" أن سبب الخلاف يعود إلى وضع إيران شروطاً حادة بسبب كفريا والفوعة، وقد استهدفت الأحياء المحاصرة بحملة قصف عنيفة جداً تمهيداً لهجوم من المتوقع أن تشنه على تلك الأحياء. وكشفت تسريبات يوم أمس أن إيران طالبت بإخراج الجرحى من كفريا والفوعة مقابل إتمام اتفاق حلب وإخراج الجرحى، فيما أوضحت رواية أخرى أن إيران اشترطت خروج أهالي كفريا والفوعة بالكامل مقابل إخراج المحاصرين من حلب. في الأثناء، حذّرت منظمات إنسانية من مجازر محتملة، وإعدامات ميدانية قد يتعرض لها أكثر من 75 ألف مدني، ينتشرون في مساحة ضيقة جداً، حيث اتهمت الأمم المتحدة -في وقت سابق- قوات النظام والميلشيات الشيعية بتصفية 82 شخصاً وحرق أطفال ونساء في الأحياء التي تقدمت إليها.
هدوء حذر وتأجيل خروج المحاصرين من حلب: نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر في المعارضة، تأجيل خروج المحاصرين من حلب إلى وقت لاحق من يوم الأربعاء، مع استمرار وقف إطلاق النار. وكان من المقرر أن يبدأ المحاصرون بالخروج في الخامسة بتوقيت غرينتش ليلة الأربعاء، من منطقة الراموسة جتوب حلب، ومنها إلى الريف الغربي الذي يسيطر عليه الثوار، إلا أن العملية تأجلت لأسباب مجهولة، وأوضحت "ألجزيرة نت" أنه كان من المفترض أن يخرج سبعون مصاباً برفقة ثمانين من عائلاتهم في الدفعة الأولى. ورجّحت مصادر أن تأجيل الخروج جاء نتيجة عدم وجود جهة محايدة تشرف على خروجهم، لا سيما أن طريقهم يمرّ بمناطق سيطرة النظام في الراموسة، فيما أعلنت "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" عن استعدادها للعمل كوسيط إنساني محايد في عملية الإجلاء، في حال أيّدت الأطراف المعنية ذلك، مؤكدة استعدادها للتحرك السريع عندما يتطلب الأمر. ويقضي الاتفاق المبرم -بوساطة روسية تركية- بخروج المدنيين إلى الريف الغربي والشمالي، وخروج الثوار بسلاحهم الخفيف والذخيرة إلى الريف الغربي، فيما نقلت "وكالة الأناضول" عن مصادر تركية أن الإجلاء سيكون إلى مدينة إدلب، موضحة أن المدنيين سيخرجون أولاً، ثم أفراد الفصائل المقاتلة بسلاحها الخفيف . من داخل حلب المحاصرة.. قيادي في "أحرار الشام" يحذر من هجوم وشيك للمليشيات الإيرانية على الأحياء المحاصرة: حذر القيادي في حركة أحرار الشام "فاروق أبو العباس" من هجوم وشيك تستعد له مليشيات إيران في حلب المحاصرة. وكشف "أبو العباس" -الموجود في الأحياء المحاصرة- في تسجيل صوتي عن وجود "خلاف حاد" بين إيران وروسيا حول الاتفاق الأخير الذي يضمن خروج ما تبقى من أهالي حلب قبل دخول قوات النظام إليها. وأوضح "الفاروق" أن سبب الخلاف يعود إلى وضع إيران شروطاً حادة بسبب كفريا والفوعة، وقد استهدفت الأحياء المحاصرة بحملة قصف عنيفة جداً تمهيداً لهجوم من المتوقع أن تشنه على تلك الأحياء. وكشفت تسريبات يوم أمس أن إيران طالبت بإخراج الجرحى من كفريا والفوعة مقابل إتمام اتفاق حلب وإخراج الجرحى، فيما أوضحت رواية أخرى أن إيران اشترطت خروج أهالي كفريا والفوعة بالكامل مقابل إخراج المحاصرين من حلب. يشار إلى أن اتفاقاً عُقد يوم أمس بوساطة تركية، تضمن إخراج ما تبقى من المحاصرين في أحياء حلب باتجاه الريف، مقابل دخول قوات النظام إليها، وكان من المقرر خروج المدنيين فجر اليوم الأربعاء إلا أن ناشطين قالوا إن حاجزاً للمليشيات الإيرانية منع خروج الحافلات من حي الزبدية.
محاصرو حلب يحرقون أشياءهم قبل الرحيل: أكد شهود عيان لموقع "نور سورية" أن المدنيين المحاصرين في حلب أحرقوا أشياءهم وأمتعتهم التي لن يكون بمقدورهم حملها معهم. وأوضح الشهود أن معظم الأهالي حرقوا -ليلة الأربعاء- الأثاث والصور و والكتب والملابس وحتى السيارات، وذلك لأنهم يعلمون أن قوات النظام والميلشيات الطائفية ستنهبها. يأتي ذلك مع بدء التحضير لإجلاء أكثر من 80 ألف مدني خارج حلب، بعد حصارهم من قبل قوات النظام والميلشيات الطائفية لحوالي 5 أشهر، حيث كان من المفترض أن يبدأ خروجهم منذ فجر اليوم، إلا أن أسباباً مجهولة أدت إلى تأجيل ذلك إلى يوم الخميس، حسبما نقلت وكالة رويترز. واشتهرت قوات الأسد والميلشيات الإيرانية "بالتعفيش" وهو مصطلح يشير به السوريون إلى سرقة المنازل وإفراغها بالكامل من محتوياتها، بعد اقتحامها وإجلاء أهلها.
وزارة الدفاع الروسية: قوات النظام ستتابع عملياتها في حلب: قالت وزارة الدفاع الروسية: إن قوات الأسد ستستمر في عملياتها في حلب، متهمة فصائل المعارضة بإفشال الاتفاق الذي يقضي بوقف إطلاق النار وإجلاء المحاصرين. وكان وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" قد توقع انتهاء وجود المعارضة في حلب خلال يومين أو ثلاثة، في حين أعلن الكرملين في وقت سابق أنه سيدعم نظام الأسد حتى السيطرة الكاملة على حلب. من جهته اتهم وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" النظام السوري ومجموعات إيرانية بعرقلة الاتفاق، داعياً إلى مواصلة تنفيذ الاتفاق "الهش" على حدّ قوله. وجدّد نظام الأسد قصفه المدفعي على الأحياء الخمسة التي يسيطر عليها الثوار في حلب ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. ويأتي هذا الانتهاك بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي سرى منذ الساعة السابعة أمس، وكان من المفترض أن يخرج المدنيون والمصابون أولاً ثم الثوار بسلاحهم الخفيف نحو ريفي حلب الغربي والشمال، حسيما ذكرت مصادر في المعارضة. ويخشى مراقبون انهيار الاتفاق الذي توصلت إليه المعارضة بوساطة تركية روسية دون مشاركة إيران، من جهته، أكد القيادي في كتائب نور الدين زنكي في إعزاز بريف حلب أحمد عبيد أن المليشيات الشيعية الإيرانية منعت خروج المدنيين والجرحى من حلب، واشترطت خروج جرحى في بلدة الفوعة في ريف إدلب. وقال عبيد -في حديث مع الجزيرة- إن من يدير الأمور على الأرض في حلب هم الإيرانيون، وهم على خلاف مع الروس فيما يتعلق بخروج المدنيين، مؤكدا أنه تم تعطيل عملية خروج جرحى من معبر العامرية باتجاه ريف حلب إلا بمقابل خروج مثلهم من الفوعة. تضامناً مع حلب: قطر تلغي احتفالاتها باليوم الوطني: أعلنت قطر إلغاء كافة مظاهر الاحتفال بذكرى اليوم الوطني للدولة الذي يصادف يوم 18 ديسمبر/كانون الأول القادم، تضامناً مع حلب واحتجاجاً على المجازر التي ترتكب بحق المحاصرين فيها. وأوضح البيان الذي أًصدره الديوان الأميري، أن أمير قطر الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني" أمر بإلغاء كافة مظاهر الاحتفال بذكرى اليوم الوطني تضامناً مع أهالي مدينة حلب، الذين يتعرضون لأشد أنواع القمع والتنكيل والتشريد والإبادة. وتتضمن الاحتفالات -عادةً- مسيرات وطنية وعرضاً عسكرياً ينظم في طريق "الكورنيش" بالعاصمة الدوحة، يحضره عشرات الآلاف من القطريين والمقيمين، كما تقام أمسيات تراثية وجلسات للشعر والغناء والرقص الشعبيين. مباحثات هاتفية لتدارك انهيار "اتفاق حلب": شهدت الساعات الأخيرة مباحثات ساخنة بين مسؤولي الدول الإقليمية، بعد خرق الاتفاق من قبل قوات الأسد والميلشيات الإيرانية صباح اليوم. حيث أجرى الرئيس التركي "رجب طيب أردغان" اتصالاً هاتفياً بنظيره الروسي "فلاديمير بوتين" بحثا من خلاله بذل جهود مشتركة لإتمام اتفاق حلب، وأكد الرئيس التركي استعداد بلاده لاتخاذ كافة التدابير فيما يتعلق بالإغاثة الإنسانية، والإيواء المؤقت للنازحين من حلب، عقب فتح الممرات الآمنة اللازمة. من جهة ثانية بحث وزيرا الخارجية "الروسي والأمريكي" -في اتصال آخر- تطورات الأوضاع في حلب، وحثّ "كيري" نطيره الروسي على الضغط على نظام الأسد، لتنفيذ الاتفاق الذي أبرم مساء أمس، فيما حمّل "لافروف" مقاتلي المعارضة مسؤولية خرق الاتفاق. وفي سياق آخر طالبت المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" الرئيس الروسي بالعمل على إنجاح وقف إطلاق النار، والسماح لعاملي الإغاثة الإنسانية بالوصول إلى شرق حلب دون عوائق، وأكّد المتحدث باسم الحكومة الألمانية أن من مصلحة روسيا وإيران إقناع النظام السوري بذلك. بدورها استدعت هولندا سفيري روسيا وإيران احتجاجاً على ما تمارسه الدولتان من مجازر بحق المدنيين في حلب.
ليت الأسد كان نيرونا: علي أنوزلا- العربي الجديد أعرف أنه كتب الكثير عن جرائم بشار الأسد، وتم وصفه في أكثر من مقال "نيرون سورية"، في إحالة إلى "نيرون روما"، وتشبيهه اليوم بـ "نيرون حلب" لن يضيف الكثير إلى سجل جرائمه الفظيعة. تشبيه جزار الشعب السوري بنيرون فيه إجحاف كبير في حق نيرون الحقيقي الذي كان شاعراً وموسيقياً وفناناً، قبل أن يكون طاغية، كما صورته أساطير كثيرة نسجت عنه. فأحياناً كثيرة، تبالغ روايات التاريخ في تضخيم بعض الأحداث وأسطرتها، لتضفي عليها هالة من التقديس أو التهويل. وعندما نقارن اليوم بين جرائم الأسد وجريمة نيرون، سيقول المرء ليت الأسد كان نيرونا، لأنه لا مقارنة بين خطيئة نيرون وجرائم الأسد الفظيعة. أكتب هذا المقال، وأنا أتابع قوافل النازحين السوريين الخارجين من مذبحة حلب، مشاهد نساء وأطفال وشيوخ تشبه ملامح شخصيات أفلام مشهورة، جسّدت الكوارث الفظيعة التي ضربت الأرض، أو توقعت ما يمكن أن يضرب كوكبنا من كوارث، يمكن أن تسبب فواجع وآلاماً لبني البشر. لكن ما نراه على شاشات التلفزة من صور لأناسٍ هائمين على وجوههم، عائدين للتو من جحيم حقيقي، خارجين من تحت الأنقاض، منبعثين من جديد من موت حقيقي، هي صور حقيقية وواقعية، تحدث اليوم في مدينة حلب التي تحترق أمام عيوننا منذ شهر ونيف. لسنا أمام شريط سينمائي، وإنما أمام واقع حزين تتسارع أحداثه، وتتوالى شخصياته الحقيقية على شاشاتنا الصغيرة، لا تكاد تلتقط أنفاسها، وهي تواجه أقدارها ومصائرها، وسط الخطر المحدق بها، وهي تحاول إنقاذ نفسها، والهروب نحو المجهول. مع الأسف، من فرط المبالغة في الاستهلاك الإعلامي لهذه الصور، أصبحت تمر أمامنا مثل شريطٍ سينمائي تتلاحق أحداثه بإيقاع متسارع، لا يسمح لنا بالتقاط الأنفس، والصور التي تلاحقها كاميرات المصورين لا تكاد تستقر لنقل ما يجري من دون أن ترصد لنا بالفعل حقيقة كل ما يقع على أرض الواقع من جرائم لا تصل إليها عدساتها. لذلك، قد لا نعي أبعاد الكارثة حالياً. لكن، سيأتي اليوم الذي ستؤنبنا فيه الأجيال المقبلة على صمتنا الجماعي على دمار حلب وخراب سورية. لذلك أقول إن في تشبيه جرائم الأسد اليوم بخطيئة نيرون إجحافاً وظلماً كبيراً لنيرون، فحريق روما استغرق خمسة أيام ونصف اليوم فقط، بينما حريق سورية يستمر منذ أكثر من خمس سنوات ونصف السنة. وحريق روما أتى فقط على ثلث المدينة، وأصاب ثلثها الثاني بأضرار بليغة، ونجا الثلث الآخر، فيما حريق سورية أتى على كل مدنها ومازال. وحتى الروايات التي بالغت في تصوير فظاعة نيرون وساديته، وحكت لنا إنه كان ينشد الشعر، أو يعزف القيثارة، وهو يشاهد روما تحترق، لا تستند إلى مراجع تاريخية ذات صدقية كبيرة. فيما لدينا اليوم ما يتبث أن بشار الأسد سعيد بما تحققه قواته من هلاك لأبناء شعبه، ودمار وخراب لبلاده. ألم يصرح أخيراً إن الشعب السوري الذي قتل منه مئات الآلاف، وشرد وهجر منه الملايين "نجح في الحفاظ على وحدته ونسيجه الاجتماعي إلى حد كبير، بل وأصبح أكثر تماسكاً وتحصيناً في هذا الأمر، وهذا يشكل نقطة قوة بالنسبة لسورية" (!). مثل هذا القول لا يمكن أن يصدر إلا عن إنسان ساديٍّ، يتلذذ بمشهد الجثث المتناثرة تحت خراب قصف الطائرات والبراميل المتفجرة.
الشرق الأوسط
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة