المرصد الاستراتيجي
تصدير المادة
المشاهدات : 3636
شـــــارك المادة
رحب مركز "يروشليم لدراسة المجتمع والدولة" (30 أبريل 2017)، المقرب من دوائر صنع القرار في تل أبيب، بوثيقة وقعت عليها شخصيات سورية تدعو للإعلان عن جنوب سوريا كإقليم مستقل ضمن الاتحاد "الفيدرالي السوري المستقبلي". وأكد رئيس مجلس إدارة المركز، وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي السابق دوري غولد، أن الوثيقة التي أطلق عليها "ميثاق حوران"، والتي وقعت عليها شخصيات من جنوب سوريا تقيم حالياً في إسطنبول "تمثل تطوراً يصبّ بشكل غير مباشر في مصلحة إسرائيل". وأشار غولد إلى أن إقامة إقليم يضم درعا وجبل الدروز والقنيطرة يعد من أفضل الخيارات التي يمكن أن تسفر عنها التسوية الشاملة للصراع في سوريا، وفي حال تطبيق ما جاء في "ميثاق حوران" فإن فرص تحوّل منطقة جنوب سوريا إلى منطقة تهديد لإسرائيل سواء من خلال تواجد إيران و"حزب الله"، أو من خلال تمركز الجهاديين فيها ستتقلص إلى حد كبير، معتبراً أن تطبيق "ميثاق حوران" يعد من المصالح المشتركة لكل من إسرائيل وروسيا، على اعتبار أن التوافق على تدشين أقاليم ضمن الفيدرالية يعني تقسيماً عملياً لسوريا. وزعم المركز أن روسيا تُجري بالفعل اتصالات مع الأكراد في شمال شرق سوريا بهدف إنشاء إقليم كردي مستقل، منوهاً إلى أن كل ما يعني الروس هو الحفاظ على دمشق ومناطق الساحل ضمن سيطرة نظام الأسد بسبب تركز مصالحهم في هذه المنطقة. وعلى الصعيد نفسه؛ تحدثت مصادر مطلعة عن رعاية بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية لمحادثات تجري في الوقت الحالي مع وجهاء عشائر وشخصيات من الجنوب لأجل تشكيل حكم ذاتي في محافظتي درعا والسويداء، وذلك بالتزامن مع انتشار وثيقة مغفلة بعنوان: "مشروع الحكم الذاتي لإقليم جنوب سوريا"، تدعو إلى إقامة حكم إداري وسياسي لتدبير وإدارة شؤون المنطقة الجنوبية، التي تشمل محافظات درعا والسويداء والقنيطرة، ويتكون من: برلمان الإقليم، وحكومة الإقليم، والمجلس الأعلى للقضاء، بالإفضافة إلى وثيقة أخرى انتشرت في شهر أبريل الماضي تحت مسمى "وثيقة العهد". وفي تطور ملفت للانتباه؛ بادر النظام في 3 مايو بافتتاح "معبر جمركي" بين درعا ودمشق يتقاضى النظام عبره ضرائب ورسوماً على مختلف البضائع المارة من وإلى درعا، وهو ما يعد خطوة غير مسبوقة، ذلك أن المعابر عادة تفتح بين الدول المتجاورة وليس ضمن الدولة الواحدة، وذلك في تماهٍ مع مخططات الفصل الفعلي التي ظهرت بواكير الدعوات لها في تل أبيب، ودأب عدد من الدروز المحسوبين على إسرائيل وجهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية بالترويج لها بالتعاون مع بعض الشخصيات الطموحة للعب دور سياسي في حوران. وحذر موقع "ديبكا" (1 مايو 2017) الاستخباراتي الإسرائيلي من الجهود التي يبذلها النظام وحلفاؤه الإيرانيون لإفشال "وثيقة حوران" التي ترسخ الفيدرالية في سوريا، وذلك من خلال تحريك قاسم سليماني قواته باتجاه شرقي درعا حتى تخوم قرية "إنخل" على بعد 30 كم من القنيطرة، وإرسال قوات أخرى باتجاع نبع الفوار على بعد 13 كم عن القنيطرة، وذلك بهدف تشكيل منطقة صد إيرانية لإفشال مشروع الفيدرالية الذي تنص عليه "وثيقة حوران"، حيث يسود الاعتقاد في دمشق وطهران أن الاستخبارات الإسرائيلية هي التي تقف خلف صياغة هذه الوثيقة، وأنها الوثيقة تمهد لفصل المحافظات الحنوبية عن سوريا وإخضاعها للنفوذ الإسرائيلي-الأردني، حيث ترغب تل أبيب في منح هذه المنطقة صفة الحكم الذاتي على غرار ما تخطط له الإدارة الأمريكية مع وحدات حماية الشعب الكردي في محافظتي الرقة والحسكة. وترى إيران أن التحركات الأخيرة لإنشاء مناطق حكم ذاتي لكل من الرقة والحسكة من جهة، وجبل العرب وحوران والجولان من جهة ثانية، يهدف إلى إنشاء حوائط صد انفصالية تمنع الحرس الثوري الإيراني من الانسياب داخل الأراضي السورية شمال شرقي البلاد وجنوبها. ويعتقد قادة الحرس الثوري الإيراني أن امتناع موسكو عن توفير الغطاء الجوي لهم ولقوات النظام في درعا والقنيطرة، وسكوتها عن عمليات القصف الإسرائيلي لقواعدهم في دمشق وغيرها من البؤر الإستراتيجية، هي مبادرات حسن نية قدمها بوتين قبيل زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي لموسكو في 26 أبريل الماضي، ومناورة منه لكسب موافقة ترامب على إنشاء مناطق "تخفيف التصعيد" وفق اتفاقية أستانة الأخير.
للاطلاع على التقرير كاملاً: التقرير الاستراتيجي العدد 39 إعداد: المرصد الاستراتيجي
عدنان علي
الجزيرة نت
ريان محمد، أنس الكردي
ريان محمد
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة