أيمن أبو هاشم
تصدير المادة
المشاهدات : 3782
شـــــارك المادة
في 9/ 6 / 2011، بعد حادثة (الخالصة) بأيام قليلة، التقيت مع أحمد جبريل في مكتبه بحضور أكثر من عشرين شاهداً، ونقلت له بحضور الجميع نتائج الاجتماع مع شباب المخيم، ومطالب أهل المخيم بأن يتم إخلاء الخالصة من السلاح، وأن يتوقف أنور رجا عن تصريحاته الاستفزازية، وأن لا تقوم القيادة العامة بتسليم أسماء الشباب الذين هاجموا الخالصة في يوم تشييع شهداء النكسة، وكان رده وبحضور كل من حضر ذلك اللقاء، رفض كل تلك المطالب، وإطلاق تهديد مباشر بأنه "سيربي شباب المخيم" على ما قاموا به.
وحين قلت له أن تجاهل هذه المطالب سيولع المخيم، وسيورط شعبنا في مشاكل كبيرة، أجاب بكل عنجهية وحقد أن هناك "مؤامرة على سوريا وفصائل المقاومة ولن يسمح لأحد أن يتحدى الجبهة"، وكانت كلمتي الأخيرة له قبل انتهاء الاجتماع: أنا مع مطالب أهلنا ولن أقبل أن أكون في تنظيم يُعادي أهله، فقام جبريل بفض الاجتماع و عيونه تقدح بالشرر، وفي مساء ذلك اليوم أرسلت استقالتي من اللجنة المركزية إلى مكتبه عن طريق محمد أبو حسان عضو المكتب السياسي في الجبهة، وفي اليوم التالي اتصل بي طلال ناجي الأمين العام المساعد للجبهة، وطلب لقائي على عجل، وقال لي بحضور أبو حسام ذكي ويوسف طبل عضوي المكتب السياسي، أن استقالتي لن تُغضب الجبهة فقط وإنما كذلك النظام السوري، فقلت له هذا خياري وأنا مسؤول عنه، ولأنني كنت مطلعاً على طريقة تفكير جبريل وموقفه الحاقد على أهل المخيم.
التقيت بعد استقالتي مباشرةً بكل مسؤولي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في سوريا، وطلبت منهم (وكلهم مازالوا أحياء) أن لا يسمحوا لجبريل بتسليح زعران المخيم، وأن يعملوا على تحييد المخيم قبل فوات الأوان، لأن جبريل كان يطرح منذ ذلك الوقت المبكر، على تشكيل لجان شعبية تحت حجة حماية المخيم، وكان الجواب أنهم لن يقبلوا زج المخيم في الصراع، ولن يسمحوا لجبريل بتوريط المخيم، ولكنهم على ما بدا لاحقاً تجنبوا الصمت، وتمترسوا خلف شعار التحييد الذي داسه جبريل تحت قدميه، وأطلق العنان للسفلة الذين تعهد ابنه المعتوه خالد جبريل بجمعهم وتسليحهم، وهم من تسببوا باعتداءاتهم على المناطق الثائرة و المجاورة للمخيم بدخول الجيش الحر إليه، وبعد طردهم من المخيم، شاركوا النظام بحصار المخيم والتنكيل بأهله، وارتكبوا أشنع الأفعال انتقاماً من أهل المخيم الذين رفضوا مغادرة بيوتهم، لأن جبريل كان يفرغ حقده على فقراء المخيم، ويستأسد عليهم بعد أن فشل في هزيمة من مرغوا أنفه في الوحل، واليوم بعد أن دخل الدواعش إلى المخيم كي يستكملوا ما عجز عنه النظام، وبعد أن أصبح المخيم مستباحاً من هؤلاء المجرمين خريجي أجهزة المخابرات، تنتعش نذالة جبريل ومن معه من فصائل العار، وهم ينتظرون بفارغ الصبر لحظة سقوط المخيم، ويخرج المسوخ من أمثال أنور رجا وأبو حازم الصغير وأنور عبد الهادي، لتبرير دك المخيم وتدميره على رؤوس أهلنا. ولمن تجاهلوا الأسباب الحقيقية التي أوصلت المخيم إلى ما وصل إليه اليوم، ثم يتحفوننا بعد خراب البصرة، بشعارات الحياد والتحييد، أقول لهم: أين كنتم حين استفرد جبريل بالمخيم، وماذا فعلتم قبل توريطه لأهل المخيم، حين قبل على نفسه أن يكون حذاءً في قدم النظام، وعن أي حياد تتبجحون بعد أن تركتم المخيم يؤكل قطعةً قطعة. لكن المخيم لن ينسى كل من حاصره وقصفه وجوعه وذبح أبنائه، وكل من تخلى عنه وتنكر لمأساته، المخيم لن يموت لأنه في ضمير كل فلسطيني حر، ولأنه ذاكرة الشهداء وأنين الضحايا، ولأنه باقٍ طالما هناك طفل فلسطيني ينادي من خلف البحار. لن يسقط اليرموك
سراج برس
وكالة رويترز
مجاهد جزراوي
وسيم شامدين
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة