..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

"فورين بوليسي": حزب الله في ورطة كبرى مع ارتفاع خسائره على يد الثوار

العصر

١٠ يوليو ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2951

حزب الله00.jpg

شـــــارك المادة

كشف تقرير نشره موقع مجلة "فورين بوليسي" أن ميليشيات حزب الله المدعومة من إيران تعاني من تزايد عدد القتلى في معاركها مع الثوار في سوريا، فيما ينزلق وكيل طهران إلى مستنقع محتمل أكثر عمقا من أي وقت مضى.

ومع تحمل حزب الله، وعلى نحو متزايد، عبء الحرب بالنيابة عن نظام بشار الأسد، تواجه الميليشيات اللبنانية خطر المبالغة في تقدير حجم قدراتها والإفراط في تصوير نفسها كقوة قتال لا تقهر، وفقا لمسؤولين عرب وأمريكيين.

وتقود وحدات حزب الله الآن القتال ضد كتائب الثوار، في حين يكتفي جيش الأسد المتعثر بدور المساند. ورغم أنه لا يُعرف على وجه الدقم حجم ميليشياته في سوريا، فإن المسؤولين والمحللين الغربيين يعتقدون أن لديه ما يقرب من 6000 إلى 8000 مقاتل على الأرض هناك.

ويرفض الحزب أيضا مناقشة خسائره في سوريا، ولكنَ الأرقام كبيرة وفي ارتفاع مستمر. إذ منذ بداية تورط حزب الله في القتال دعما للأسد في سوريا في عام 2013، تشير تقديرات مسؤولين ومحللين إلى أن ما يقرب من 700 إلى 1000 مقاتل قتلوا أو جرحوا في المعركة، وهي خسارة كبيرة بالنسبة لحزب الله.

وقد تقترب حصيلة قتلى ميليشياته في سوريا من مجموع خسائره في حروبه ضد إسرائيل في جنوب لبنان خلال الفترة الممتدة من 1985 إلى 2000، والتي قُدرت بحوالي 1248 قتيلا وما لا يقل عن ألف جريح.

"ليس هناك شك في أن الصراع السوري يؤثر سلبا في حزب الله"، كما نقل التقرير عن مسؤول استخباراتي، مرددا تقويم العديد من المسؤولين في المنطقة.

ويمكن لطهران الحصول على المزيد من الأموال والأسلحة لتنقلها قريبا إلى ميلشيات حزب الله، ذلك أن القوى العالمية وإيران يقتربون من الإعلان عن اتفاق بشأن البرنامج النووي المثير للجدل، وهو ما قد يرفع عنها العقوبات الاقتصادية، بما يمكنها من ضخ المزيد من الأموال للقتال في سوريا، وفقا لمحللين.

كما تُمكَن أيضا الصفقة النووية، حال الاتفاق عليها، إيران من القدرة على الاستمرار في ضخ حوالي 6 مليارات دولار ترسلها سنويا للأسد، أو ربما زيادة القيمة.

في الوقت الراهن، أصبحت جنازات قتلى قوات حزب الله في سوريا مألوفة، وتنشر الصحف المحلية أحيانا أخبار موتى الحرب.

ومع أن حصيلة قتلاه لا تمثل الضربة القاضية بالنسبة للميليشيات، ولكنها تشير إلى ارتفاع تكاليف الحرب المفتوحة لهذا النظام الذي بدأ يفقد تدريجيا الأرض.

وفي هذا السياق، ينقل التقرير عن مسؤول في الاستخبارات الأمريكية، قوله: "إذا أخذنا بعين الاعتبار نكسات الأسد، فإنه لن يكون من المستغرب إذا كان يعول على مزيد تورط حزب الله في الحرب، وخصوصا باتجاه وقف مكاسب المعارضة قرب مواقع أو مناطق رئيسة".

وإذا كان تورطه في البداية قد تركز على الشريط الحدودي السوري مع لبنان، فإن وحدات حزب الله تقاتل الآن على مساحة واسعة، بما في ذلك في الشمال الغربي في إدلب وحلب، وجنوبا في درعا، وحتى في المناطق الوسطى والشرقية.

وإذا كانت نتائج معارك القلمون القريبة من الحدود متضاربة، فإن جبهة النصرة وكتائب الثوار الأخرى قد تمكنوا من صد الهجمات التي يقودها حزب الله في إدلب، درعا وبالقرب من حلب، وفقا لناشطين معارضين ومحللين.

ونقل التقرير عن "سيث جونز"، وهو مستشار سابق للجيش الأمريكي ويعمل الآن مع مؤسسة راند للأبحاث، قوله: "فقد النظام ووكلاؤه، بما في ذلك حزب الله، الأرض في المناطق الرئيسة وتكبدوا خسائر فادحة جدا".

ومع عدم وجود نهاية في الأفق وتعرض نظام الأسد للهجوم على جبهات متعددة، فإن الصراع السوري يشكل معضلة بالنسبة لحزب الله ورعاته الإيرانيين في محاولاتهم نشر نفوذهم في منطقة الشرق الأوسط.

بالنسبة لحزب الله، فإن سوريا وفرت له من فترة طويلة ممرا لشحنات الأسلحة من إيران وشكلت منطقة عازلة. ولكن على الميليشيات الشيعية تحقيق التوازن بين الحاجة إلى منع سيطرة السنة على الحكم في سوريا والاحتفاظ بقوات جاهزة للقتال في جنوب لبنان.

في حين تراهن القيادة الإيرانية على إمكانية أن إمكانية أن تخرج منتصرة من حرب طاحنة في سوريا مع الحفاظ على مساعدات عسكرية واسعة النطاق للميليشيات الشيعية في العراق ودعم المجموعات الأخرى، بما في ذلك المتمردين الحوثيين في اليمن.

وفي هذا، نقل التقرير عن أحد المحللين قوله: "أعتقد أن الخوف من فشل المهمة هو مصدر قلق لحزب الله". وأضاف: "حاولت الميليشيات تحقيق أهدافها العسكرية بطريقة مدروسة في سوريا، على أمل تجنب خسائر لا داعي لها على أرض المعركة، ولكنهم أدركوا أنه لا يمكنهم أن يمضوا بكامل طاقتهم في هذا الخط وحرق أنفسهم".

وقد تركزت ميليشيات الحزب قوتها القتالية في هذا الشهر حول الزبداني، البوابة المؤدية لمعقلها في جنوب لبنان، وذلك جزئيا للتحوط حال سقوط الأسد، وفقا لبروس ريدل، وهو ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية من الذين خدموا في منطقة الشرق الأوسط.

وقال التقرير إن فقدان هذه المدينة الحدودية، الزبداني، سيكون نكسة كبرى للميليشيات، حيث تقع المدينة على طول الطرق البرية الحيوية التي تربط بين الأراضي التي يسيطر عليها حزب الله مع سوريا. في السابق، استُخدمت الزبداني كمركز لوجستي لنقل الأسلحة الإيرانية إلى الميليشيات.

وهنا نقل التقرير عن أحد المحللين قوله: تواجه طهران خيارا حاسما.. إما الاستمرار في استخدام حزب الله لحماية الأسد على الرغم من الخسائر الفادحة أو قطع العلاقات مع حليفها الأكثر أهمية في العالم العربي للحفاظ على نفوذ الميليشيات في لبنان وضمان استخدامها مستقبلا.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع