..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


ابحاث ودراسات

خطة أمريكية لإنشاء مناطق آمنة في سوريا عقب السيطرة على الرقة

المرصد الاستراتيجي

٨ إبريل ٢٠١٧ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2770

خطة أمريكية لإنشاء مناطق آمنة في سوريا عقب السيطرة على الرقة
1.jpg

شـــــارك المادة

تتسابق وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ومجلس الأمن القومي على وضع خطة إنشاء مناطق آمنة في سوريا، بالتعاون مع موسكو، وذلك استجابة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أكد لوزير الدفاع ومستشار الأمن القومي أنه يريد بدء العمل بالمناطق الآمنة حالاً، حتى ولو تطلب ذلك نشر المزيد من الثوات البرية الأمريكية في سوريا.
وتشير المصادر إلى أن ترامب يرغب في فرض واقع فعلي على الأرض، قبل المضي في مشروع إنشاء شراكة عسكرية مع روسيا وتركيا والأردن ضد تنظيم الدولة، وقد قرر صم أذنيه عن انتقاجات بعض الجمهوريين حول فكرة إنشاء مناطق آمنة، معتبرين أن الفكرة "وصفة لكارثة سياسية وعسكرية ستتسبب بعواقب وخيمة على الولايات المتحدة على المدى الطويل".
ولتنفيذ مشروعه الطموح: أنشأ ترامب طاقماً يتكون من ثلاث ضباط من ذوي الخبرة العسكرية في الشرق الأوسط ممن عملوا تحت إمرة الجنرال ديفيد بترايوس القائد السابق للقوات الأمريكية في العراق، منهمم ضابطان ساهما في إعداد وتنفيذ خطة زيادة عدد القوات الأمريكية للقضاء على تنظيم القاعدة في العراق.


كما انضم إلى فريق مجلس الأمن القومي العقيد ديريك هارفي، بصفته مسشاري الرئيس لشؤون الشرق، كان قد تقاعد من الخدمة العسكرية في 2006، بعد أن خدم 26 عاماً كضابط استخبارات وضابط استراتيجيات شرق أوسطية، ومحللاً بارزاً للشؤون العراقية في مديرية الأركان المشتركة للاستخبارات ما بين 2004 و 2005، ومحللاً استخباراتياً للقوات متعددة الجنسيات في العراق، وشارك في فريق التقييم الاستراتيجي المشترك الذي أنشأه السفير رايان كروكر وبيترايوس، لتقييم الوضع في العراق، وتطوير خطة حملتهما المشتركة.
ولتعزيز فريقه في الأمن القومي، عين ترامب العقيد جويل رايبرن للمساهمة في تطوير السياسات الأمريكية تجاه العراق وسوريا وإيران وغيرها، من البؤر الساخنة في الشرق الأوسط، وكان رايبرن قد قام بالعديد من الأبحاث التي انتقد فيها العملية الأمريكية للإطاحة بصدام حسين عام 2003، ومانجم عنها من مظاهر "التطرف السلفي" الذي مهد الأرضية لنشوء تنظيم الدولة وعمليات التمرد التي صاحبتها.
كما عمد ترامب إلى تعيين العقيد مايكل بيل مسؤولاً عن الملف السعودي بمجلس الأمن القومي، نظراً لخبرته الواسعة في الاستراتيجيات العسكرية، حيث تولى منصب المساعد الخاص للقائد العام للجيش الأمريكي، في العديد من المناطق حول العالم، ثم خدم كمحللل استراتيجي في مديرية السياسات والخطط الاستراتيجية، وفي الأركان المشتركة ومن ضمن المشاريه التي عمل عليها: إعداد الاستراتيجية العسكرية الوطنية، واستراتيجية الدفاع الوطني، والخطة الاستراتيجية العسكرية الوطنية للحرب على الإرهاب، ولعب دوراً بارزاً في منظومة التخطيط الاستراتيجي المشترك التابع للأركان المشتركة الأمريكية، وتولى عدى مهام استراتيجية وأمنية لصالح دولة الكويت، وشارك في عضوية العديد من الكليات المرموقة ومراكز الفكر الأمريكية.


وتلوح في الأفق بوادر خلاف أمريكي-تركي حول المنطقة الآمنة التي كانت أنقرة ترغب في إنشائها، في مساحة تقدر بنحو 5 آلاف كم مربع في الشمال السوري، حيث إن المناطق التي سيطرت عليها قوات درع الفرات حتى الآن لا تتجاوز ألفي كم مربع فقط.
ولتحقيق ذلك فإنه يتعين على الأتراك التوجه نحو منبج بعد إتمام السيطرة على الباب، ومن ثم التقدم باتجاه مدينة الرقة، لكن التقدم الأمريكي المفاجئ قد أفسد الخطة التركية برمتها، خاصة وأن القوات الأمريكية تعتزم تنفيذ خطة بديلة تعتمد على الأكرد بصور رئيسية لإنشاء منطقة نفوذ أمريكية شرقي الفرات، ويبدو أنها تعمل على تحقيق ذلك بالتعاون مع النظام من خلال الوسطاء الروس، والعمل على إقامة علاقة تنسيق بين قوات النظام ووحدات حماية الشعب الكردية لمواجهة تنظيم داعش.
وترجح مصادر أمنية أن القوات الأمريكية قد تقدمت نحو منبج بهدف الحد من طموحات الأتراك بالتقدم نحو الرقة بعد السيطرة على الباب ومنبج، حيث هدفت العملية العسكرية الأمريكية في منبج إلى حماية حلفائها الأكراد، مما يعني انحسار الدور التركي الذي يبدو أنه سيتوقف عند مدينة الباب وينتهي بها.
وفي هذا الإطار تثور تساؤلات حول حقيقة موقف القوات التركية التي لم تتقدم نحو بلدة تادف بعد انسحاب تنظيم داعش منها، بل فتحت الطريق لقوات النظام باحتلالها من جديد، وأتاحت لها مجال التمدد من الجهة الجنوبية الشرقية لمدينة الباب نحو ريف منبج الجنوبي الغربي.


في هذه الأثناء تشير المصادر الأولية إلى أن ترامب يرغب في إنهاء الترتيبات العسكرية المتعلقة بالعمليات المزمعة في الرقة قبل التوصل إلى اتفاق مع الروس والأتراك على إنشاء المناطق الآمنة، وذلك بهدف تقليل المخاطر على قواته التي سيكون من الصعب عليها تنفيذ خطتين عسكريتين طموحتين في آن واحد.
وبالنسبة إلى التكلفة الباهظة لخطة إنشاء المناطق الآمنة، فإن ترامب قد تحدث مراراً قبل وصوله إلى البيت الأبيض عن ضرورة تحمل دول الخليج تكلفة هذا المشروع، وقد تحدث تقرير "تاكتيكال ريبورت" 3 مارس 2017، عن موافقة الملك سلمان على التعاون مع وزارة الدفاع الأمريكية لإنشاء مناطق آمنة شريطة تنفيذها ضمن خطة سعودية-أمريكية-تركية مشتركة.
وأشار الموقع إلى أن الرئيس التركي قد ناقش هذه الخطة مع الملك سلمان في زيارته الأخيرة إلى الرياض، وتم الاتفاق على إنشاء منطقة إمداد لوجستي في قاعدة "إنجرليك" لإنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري.

 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع