محمد حسن عدلان
تصدير المادة
المشاهدات : 3237
شـــــارك المادة
إياكم من الطائفية يا من تتطلعون لمستقبل زاهر لسوريا .
إنها مهلكة بتخلفها وبما فيها من تعصب أعمى تقف به مع الرديء الظالم من طائفتك على المجيد والمظلوم من الاخرين لا تفكروا بسيطرة طائفة على أخرى على مبدأ الانتقام، لا تقعوا في خطأ النظام الأسدي فتضيع البلد وتنحدر إلى أسفل سافلين ، إلى مستوى كالغابات الأفريقية،حيث قتل الملايين بسبب قبلي أو طائفي وخسر الجميع ولم يربحوا سوى نظرات الاحتقار من العالم ،أصبحوا للتندر ومثالا جيدا للتخلف.
إن عيوب النهج الطائفي كثيرة منها: تشرذم الولاءات وزرع الريبة لكل طائفة من الأخرى انتشار الفساد المالي حيث تصبح الترقية حسب الطائفة وليست حسب النزاهة تردي الدولة وضعف مؤسساتها لأن مدراءها حسب الولاء الطائفي وليس طبقا للكفاءة. انتشار مبدأ الكل ينهب على مبدأ إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب ،فالمدير ينهب لأنه لم يعين حسب نزاهته بالأصل ،والمرؤوس ينهب لتعويض الظلم الذي لحق به ،مبدأ ينظر للشريف فيه بأنه من المغفلين. تردي الإنتاج ،حيث يشعر الفرد أن الدولة ليست له وإنما لطائفة أخرى ، فيتقاعس ولا يمكن إجباره على الإخلاص في العمل إذا لم تكن قناعته بأن الانتاج للوطن والوطن للجميع. الضعف العسكري فالفرد لا يدافع عن مزرعة الآخرين ،مزرعة ليس له منها إلا الذل. ضعف نفسية الأفراد وشعورهم بأنهم مواطنين من الدرجة الثانية ،وهذا سيؤثر على جميع نواحي الحياة ،بل وسيجعل البعض فريسة سهلة لإغواءات خارجية من الأعداء. وأهم شي منافاة النهج الطائفي للعدالة ومنافاتها للقيم الدينية والدنيوية ،ومنافاتها للتحضر،فهي دائما مقترنة بالتخلف،في أي مكان من الدنيا وبالتالي فإنه عندما ننبذ الطائفية تتحقق إيجابيات مذهلة ،أهمها أن يسود السلم الاجتماعي الحقيقي وما يتبعه من زيادة الإنتاج والرفاهية وقوة الوطن . - هناك مثال جلي من وطننا ، فالتسلط الطائفي أوصل البلاد بالمقاييس العالمية لمستويات متدنية خيالية من الفساد والهوان صحيح أن الثورة اندلعت بسبب الفساد والقمع وفقدان الكرامة،ولكن هذه الأسباب نواتج غير مباشرة للنهج الطائفي للنظام وإذا كنا نحارب الطائفية كمبدأ ونطالب بحقنا فهذا لايعني أننا طائفيون ، النظام يعرف ذلك جيدا ولكنه يتجاهل ويحاول دفعنا بجرائمه الطائفية لهذا الاتجاه ، الثورة لا يوجد فيها أي شعار طائفي، فهل يعد طائفيا من يريد تغيير الفساد مهما كان مصدره ومذهب رئيسه ، ولكن الطائفية هي الاستماتة للدفاع عن النظام الفاسد بدون سبب سوى السبب الطائفي. ودليل آخر على تجرد الشعب السوري من الطائفية أنه عندما أزيحت الحكومات السابقة لم يثر أحد أي فتنة على أمل مجيء الأصلح، ولكن خاب الظن وجاء منتهى السوء . وصل الانحدار الطائفي للنظام لإرسال الشبيحة الطائفيين متنكرين بسيارات الإسعاف ليطلقوا النار على الجنائز، فكل مقدرات سوريا مسخرة لخدمة العصابة الطائفية ، أما المواطن في الأحوال العادية فيستغيث بسيارات الإسعاف ولا مجيب إن رجل المخابرات الطائفي يأمر أكبر مؤسسات الدولة من صحة وتموين وخارجية وداخلية وكهرباء واتصالات وحتى الأوقاف والخطباء... ، ورجل المخابرات كما نعرف حثالة بلا ضمير ولا فكر أو انتماء للإنسانية، فإذا كانت مؤسسات الدولة تحت سيطرته فعلى الوطن السلام. لقد وصل الأمرإلى حد أن المواطن أصبح يغني أغانيهم ليبعد عنه الشبهة ويتصنع لهجتهم لتسير كثير من أموره هذا الإذلال والتسلط الطائفي ساهم في انتشار الثورة تأييدا لدرعا المظلومة،حيث استجابت أولا المناطق المحتقنة التي يكثر فيها المتسلطون الطائفيون في حمص وبانياس وكل الساحل وريف ادلب. قد يقول قائل: إن هذه التصرفات الطائفية فردية وقد أعطت صورة سيئة عن القيادة ولا يعني ذلك تبنيها ، والحقيقة أن القيادة أشد طائفية ،يكفي النظر إلى اختيار قيادات فروع الأمن ليظهر ذلك جليا .ولا تنظروا لتعينات كالوزراء والنواب فإنما هم دمى تافهة بأيدي النظام الأمني لذر الرماد في العيون. الوطن أصبح من الضعف بمكان ،وكل ذلك بسبب الطائفية الممنهجة فالمظلوم المستعبد لا تستطيع إجباره على الدفاع عن المزرعة بإخلاص ، وقديما قال عنترة : العبد لا يحسن الكر(أي الحرب) فكان الحل أن أجابوه : كر وأنت حر.
مجاهد مأمون ديرانية
زهير سالم
سامي إبراهيم
زين مصطفى
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة