..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

سورية وايران والخليج العربي

محمد صالح المسفر

٤ سبتمبر ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7066

سورية وايران والخليج العربي
123أحمدي-نجاد-حسن-نصر-الله-بشار-الأسد.jpg

شـــــارك المادة

                                                                     (1)

قلبي يتقطع كلما شاهدت الاخبار المذاعة على شاشات التلفزة العربية والاجنبية وهي تبث اخبار ما يدور على الاراضي السورية الحبيبة، واثرت ان اتابع الاخبار عبر جهاز الراديو. شعب يذبح يوميا كان السلاح الموجه الى صدور الشعب المطالب بالحرية والكرامة واختيار نظام حكمه هو كلاشنكوف ومسدس وعصا مكهربة، وكان عدد الشهداء لا يزيد يوميا عن عشرة شهداء من المتظاهرين غير المسلحين،

واليوم وبعد مرور اكثر من ثمانية عشر شهرا أصبح السلاح الموجه ضد الشعب السوري طائرات حربية لم نشاهدها للدفاع عن الحدود السورية والاختراقات الاسرائيلية للاجواء السورية، اليوم هذه الطائرات 'ميغ' بكل انواعها وطائرات الهليوكبتر المقاتلة تصب حمم نيرانها على الشعب السوري دون تمييز، وكذلك مدفعية ثقيلة بعيدة المدى تقصف مدنا وقرى وممتلكات ومزارع دون تمييز.

 

 

الجيش العربي السوري كان يعد لمواجهة جيش الكيان الصهيوني وأصبح اليوم يواجه الشعب بكل طوائفه ومكوناته من أجل حماية بشار الأسد ومجموعة من أصحاب المصالح المرتبطين معه والابقاء عليهم في حكم سورية الحبيبة ولو أفنوا ثلاثة أرباع الشعب العربي السوري .

                                                                     ( 2 )

عندي اقتناع غير قابل للشك بان معظم الطيارين العسكريين الذين يقومون بغارات على المدن السورية وتدميرها بطرق عشوائية معظمهم ليسوا من الطيارين السوريين ولا استبعد ان يكونوا طيارين روسا أو من حلفاء الروس المجندين للحرب الى جانب شبيحة بشار المدربين على طائرات الميغ بكل انواعها لان النظام لا يثق في جيشه الذي يتزايد عدد المنشقين عنه بشكل يومي، وازعم بان معظم المقاتلين في حرب المدن السورية معظمهم من الحرس الثوري الايراني وكوادر حزبية اخرى مدربة على حرب المدن معظمهم من العراق الذي يهيمن عليه حكم طائفي استبدادي ظالم والحرس الثوري الايراني وجيش القدس الايراني وقوى اخرى لهم مصلحة في بقاء بشار في حكم سورية ولو على اسنة الرماح.


خامنئي المرشد الاعلى لثورة ايران يطالب فيلق القدس الايراني بالقيام بأعمال إرهابية لحماية الرئيس بشار كي لا يسقط نظامه لصالح الشعب السوري (الفجر 23 /8)

لاريجاني يقول: 'إن سقوط نظام بشار الأسد في سورية مقدمة لسقوط الكويت'.

مهما قيل عن نفي هذه الأقوال إلا أن هناك حقيقة في العقل الباطني الإيراني مؤداها في حالة سقوط بشار الأسد فإن التمدد الايراني عبر البصرة وعملائه في بغداد يؤدي إلى حتمية احتلال الكويت ومنها يكون الطريق مفتوحا نحو البحرين والمنطقة الشرقية في السعودية باستخدام الخلايا النائمة في المنطقة والزحف المليوني .

قد يقول أحد أصحاب الذرائع وما أكثرهم في مجالس حكام الخليج بأن إيران ليست لديها القدرة على فعل ذلك لأن القوات الأمريكية منتشرة في دول المجلس، لكني أجزم بأن الأمريكان لن يضحوا بجندي واحد من جنودهم حماية للنظم الحاكمة في الخليج العربي لأن الغرب كلهم يؤمنون بأن إيران ستكون الضامن الحقيقي لمصالحهم في المنطقة وكلا الطرفين الغرب وإيران لا يريدان خيرا ولا استقرارا للعرب.

أذكًر كل صاحب بصر وبصيرة من حكامنا الميامين ألم تبذلوا الغالي والنفيس من أجل قهر العراق بالتعاون مع الغرب وماذا كانت النتيجة؟

خسرتم العراق كقوة عربية وربحته إيران وأنتم على الأرائك متكئون.

                                                                     ( 3 )

يجري في العالم العربي اليوم حملة تثقيف على كل الصعد بوعي أو بدون وعي بأن إيران يجب أن تكون جزءا من الحل في المسألة السورية، وهذا في حد ذاته نكسة كبرى للعمل العربي الممزق ان قبل هذا المشروع . انكم سوف تسجلون على انفسكم سابقة خطيرة، كغيرها من السوابق، وهي في حال قبول إيران كجزء من الحل في سورية فعليكم ان تقبلوا بها كجزء من الحل في كل من الكويت والبحرين ولا استبعد المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية وكذلك اليمن ولبنان ومعنى ذلك أن إيران ستصبح اليد العليا في المنطقة فماذا أنتم فاعلون؟

الطوفان قادم، وعليكم أن تسارعوا في تحصين الاوطان بقوى وطنية وإصلاحات جوهرية وتحالفات عربية صادقة.

                                                                     ( 4 )

أرجو أن يفهم قولي بوعي مطلق دون تحريف أو تعصب في الشأن الاسلامي هناك أصوات نشاز مرتفعة وأفعال غير مبررة، منها الدعوة إلى تدمير أضرحة الأولياء أو اضرحة آل البيت او التماثيل لقيادات عربية اسلامية في بعض الدول العربية، أن المساس بهذه المواقع تدميرا أو غير ذلك لن يزيد في الاسلام لان هذه الاضرحة والمراقد والتماثيل كانت قائمة منذ ازمان وازمان والاسلام لم يتوقف بل تزايد المعتنقون له في كل ارجاء الدنيا. فهل يصمت هؤلاء المكفرون والمنفرون والمجتهدون بغير علم عميق في امور الدين والدنيا لتتفرغ الامة لمواجهة المحن التي تحاك ضدها.
اخر القول: اللهم اجعلنا من الذين يدعون الى سبيلك بالحكمة والموعظة الحسنة، ولا تؤاخذنا بما يفعل الجهلاء منا يا رب العالمين

 

المصدر: القدس العربي

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع