..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

أمريكا والربيع السوري

ثامر سباعنه

٢٩ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2814

أمريكا والربيع السوري
1الربيع السوري.jpg

شـــــارك المادة

"أمريكا يمكن أن تدعم الديمقراطية التي تتماشى فقط مع مصالحها الإستراتيجية، ولذلك فإن الشرق الأوسط يظل من أهم تطلعات الولايات المتحدة الأمريكيّة"،
عبارة قالها الكاتب والمفكر الأمريكي نعوم تشومسكي .
أمريكا ستبقى راعيه لمصالحها ومصلحة الصهاينة حيث كانت هذه المصالح، ولن تلتفت إلى آهات وآلام الشعوب العربية والإسلامية، ولن يكون شعار حقوق الإنسان إلا شماعة تعلق عليها أمريكا ملابسها الملطخة بدماء الشعوب والإنساني، بعد أن شعرت الولايات المتحدة الأمريكية أنه من الصعب احتواء الثورات العربية بشكل كامل.

 

وتقاطعت تلك الاستراتيجية مع رؤية العديد من الآيديولوجيات والفلسفات التي تستقي بعض الأحزاب والحركات العربية رؤيتها ، وبدأت تلك الحركات والأحزاب تدعم حراكاً سياسياً شعبياً ضد تلك الأنظمة، مستثمرة النزعة الثورية التي يتسم بها الشباب العربي في تلك الأيام.
عملت الولايات المتحدة الأمريكية منذ سنوات في تقسيم العالم العربي والإسلامي إلى محاور:
الأول محور الاعتدال
والثاني محور المقاومة والممانعة ،
ومحور ثالث على الحياد.
والمتتبع لخريطة التغيير السياسي في المنطقة يلاحظ أن الخاسر الأكبر هو محور الاعتدال أي المحور المدعوم أمريكيا وبالتالي امريكا من أول الخاسرين في ظل الربيع العربي.
امريكا وسوريا :
قال المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي في حديث أجراه مؤخرا مع "سكاي نيوز ": "الاستخبارات الأميركية لا ترى أية مصالح في التدخل عسكريا بالأزمة السورية".
وأضاف: "ليست هناك إشارات لتغير هذا الموقف بعد الانتخابات" الرئاسية الأميركية المقرر إجراؤها شهر نوفمبر المقبل. ووصف تشومسكي الوضع في سوريا بأنه "تسابق على الموت"، مستبعدا "تغير المشهد قريبا"، ومبينا أن "احتمالات وضع حد للقتل هناك منخفضة جدا".
سياسة الولايات المتحدة لا تختلف كثيرا عن باقي الدول الإمبريالية كفرنسا وبريطانيا، فللولايات المتحدة مصلحتين رئيسيتين ..
إحدى هاتين المصلحتين هي أنها تريد السيطرة على مصادر الطاقة..
أما المصلحة الثانية فهي الحيلولة دون وجود الديمقراطية، إنه من الأهمية بمكان للولايات المتحدة وحلفائها الحيلولة دون قيام الديمقراطية في المنطقة.
(النفط، والقمع) متوفرتين بقوة في ظل النظام القائم، لذلك فمن المستبعد جدا أن تقوم أمريكا بالدور الذي قامت به في ليبيا (في ظل الظروف الحالية)، بل ستظل تلعب على كافة الأحبال، لتضمن مكاسبها سواء مع الثوار أو مع نظام الأسد.
أمريكا لا تضمن ولاء النظام القادم وما يهم امريكا هو حماية المصالح الأمريكية، سيما ضمان الحماية التامة والكاملة لإسرائيل.
الخوف الأكبر عند الإدارة الأمريكية هو صعود تيارات الإسلام السياسي، وإحكام قبضتها على سوريا، وهو خوف تشترك فيه أمريكا وإسرائيل وإيران وباقي دول الغرب بصفة عامة، لذلك فالجميع متفق على الحيلولة دون وصول هذه التيارات إلى حكم سوريا، ولو أبيد الشعب السوري عن بكرة أبيه.
ما يجري الآن هو ركوب أمريكا لموجة الثورات العربية وعملها على إحباط هذه الثورات من الداخل، وهذا واضح جدا ، إذ تعلن أمريكا أنها مع الشعب ومع خياره لكنها على أرض الواقع تسعى لفرض سياستها القديمة وإجبار أولي الأمر الجدد على إتباع من سبقوهم على هذا الدرب لكن طبعا مع إبقاء فسحه للشعب لإشعار الشعب أنه حقق جزء من الانتصار، فبدأت تغازل جماعة الإخوان المسلمين وبعض الأحزاب الأخرى، وتدعم رياح التغيير، وتظهر نفسها وكأنها الراعي الوحيد للتحولات الديمقراطية في العالم العربي، ولكن إرادة الشباب العربي الثائر، وصدق انتمائهم الوطني ، وقوة عزيمتهم، هي ما أجبر الولايات المتحدة لأن تتنازل عن حلفائها من الزعماء العرب، ولكنها أدركت متأخرة بأن الشعوب العربية هي شعوب واعية مثقفة ووطنية ، ولن تسمح لأحد باحتواء ثورتها ، أو القفز عليها ، وفي المقابل يدها ممدودة للجميع بما يحقق مصالح دولها وشعوبها...

 

المصدر: اللواء الدولي

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع