موفق مصطفى السباعي
تصدير المادة
المشاهدات : 7148
شـــــارك المادة
تحية طيبة وبعد : لا أدري إن كنت لا تزال تذكر لقاءنا الأخير في فندق الشيراتون بالدوحة يوم الخميس 8-11-12 في اليوم الأول لانعقاد مؤتمر المعارضة السورية لتشكيل الائتلاف الأخير .. حيث وجدتك مع السيد هيثم المالح واقفين في البهو .. فبادرتك وقتها بالقول: إلى متى ستبقى حكومة بلادك واقفةً تتفرج على مذابح وجرائم الأسد في سورية ؟؟
فأجبتني سريعاً: بأنكم قد فرضتم عليه عقوبات اقتصادية قاسية.. فضحكت وقلت لك هذه مسرحية هزلية لم تعد تنطلي على شعبنا.. بل هذه أكذوبة خرافية وهمية لا يصدقها حتى الأطفال الصغار.. فقلت لي ماذا تريدون ؟؟؟ حظر طيران ؟؟؟ إنه لا ينفعكم ولا يفيدكم بشيء أمام بأس وشدة الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري ..
قلت لك: لا تقلق ثوارنا ورجالنا الشجعان قادرون على تحطيمها وتدميرها .. ألا تسمع وتشاهد الانتصارات الكبيرة التي يحققها الجيش الحر على الأرض .. ولولا الطيران الأسدي الذي يوقع الخسائر في البشر والحجر لسقط النظام منذ زمن بعيد ... وعلى كل حال إذا كنتم لا تريدون حظر الطيران .. فلتسمحوا بتوريد السلاح المضاد للطيران للجيش الحر إذا كنتم صادقين في تأييد الثورة ؟؟؟ غير أنكم لا تريدون تحقيق هذا ولا ذاك.. لأنكم تعلمون علم اليقين.. أن الجيش الحر هو جيش مسلم وطني يهدد أمن حبيبتكم وربيبتكم إسرائيل ... وتوقفنا عند هذا الحد من الحديث.. لأنك كنت وقتها مستعجلاً وينتظرك اثنان من أصحابك لتذهبا إلى مكان ما.. فطلبت وقتها منك إعطائي بريدك الإلكتروني لمتابعة الحديث ووافقت على ذلك ..
وها أنذا أخط لك هذه الرسالة – ولو أنها كانت متأخرة ولكنها تأتي في الوقت المناسب – لأقول لك : إنه لا شك ولا ريب أن دولة بلادك تشكل القوة العظمى والكبرى في العالم.. ولهذا فهي مصابة بالغرور وجنون العظمة .. والاعتقاد بأنها قادرة على سحق ومحق الدول الصغرى .. أو الدول المستنكفة والرافضة للانصياع والخضوع لها.. غير أن هذا المرض إذا ما استشرى وانتشر في أي دولة مهما كانت عظمتها كبيرة .. فإنها ستتهاوى وتتصدع .. وما قصة هتلر الذي استطاع السيطرة على معظم أوربا .. ثم انهار وزال عنك ببعيدة ، وكذلك سقوط الإتحاد السوفياتي ليس عنك ببعيد .. وقبلهما إمبراطوريات كثيرة تهاوت واختفت من على خارطة العالم .. هذا الغرور والتكبر الذي تتصفون به .. جعلكم تقعون في أخطاء كثيرة فيما يتعلق بالثورة السورية .. علماً بأنك كنت سفيراً في سورية أثناء الثورة .. وذهبت بنفسك إلى حماة وإلى درعا .. ورأيت بأم عينك الجموع الحاشدة الغفيرة ضد نظام بشار .. وشاهدت الغليان الشعبي المضطرم المنادي بإسقاط النظام الأسدي .. كان المفروض أنك نقلت إلى حكومتك صورة الحقيقة الواقعية في سورية .. ولا أشك إطلاقاً أنك قد نقلتها إلى حكومتك بكل صدق وأمانة ... غير أنها كابرت وتغطرست .. مما دفعها إلى المراهنة على بقاء نظام الأسد .. الذي كانت ظاهريا تدعوه إلى الرحيل .. وتبدي تعاطفها مع الثورة السورية ..وتأييدها ودعمها لحقوق الشعب في الحرية و الديموقراطية .. ولكنها في الخفاء كانت تأيده وتدعم بقاءه في السلطة .. لأنه في نظرها هو الدرع الواقي والحامي للكيان الصهيوني .. الذي لا يجوز التفريط به .. ولأن الإدارة الأمريكية ومنذ 65 عاماً .. ومنذ أن وُلد هذا الكيان الخديج على أرض فلسطين العربية المسلمة .. وهي ترعاه وتسخر لأجل المحافظة عليه .. سليماً من الأذى، كل إمكانياتها المادية والسياسية والعلمية والعسكرية والاقتصادية... ولأجل ذلك قامت بتجربة أول انقلاب في المنطقة العربية فأحدثتها في سورية عام 1949 قبل ميلادك بسنوات .. لأنها كانت تريد إيجاد حكم موالٍ لها في سورية .. فلم تنجح .. وبقيت تجرب وتجرب طوال 21 عاماً .. حتى حصلت على الشخص المطيع الخانع الخاضع لها باطنياً .. والمقاوم والممانع ظاهرياً .. ومن الطائفة النصيرية المشهود لها عبر التاريخ .. بالتعاون مع أي أجنبي ضد العرب والمسلمين .. وهو حافظ الأسد .. فدعمته بكل جبروتها وعنفوانها حتى يستلم الحكم في سورية عام 1970 بعد أن باع هضبة الجولان الشامخة إلى الكيان الإسرائيلي الخديج ... ثم ورثه لابنه الأبله بشار بموافقتها ورضاها .. فأنى لها أن تتخلى عنه بعد أن أرهقها البحث 21 عاماً؟؟؟ لكن الخطأ الكبير الذي أخطأته إدارة بلادك – يا سعادة السفير – هو في الدرجة الأولى أخلاقي ..إنساني .. حيث وقفتم تتفرجون على أنهار الدم البشري السوري تتدفق كالشلالات الهادرة .. وتشاهدون أشلاء الضحايا تتناثر كالعهن المنفوش على أرض سورية ..مما يتعارض مع إدعاءاتكم بالمحافظة على حقوق الإنسان ..ولم تقوموا بأي عمل إيجابي ولو حتى بتخفيف حدة هذه الجرائم .. سوى العربدة الكلامية .. والتصريحات اللفظية العنترية أمام وسائل الإعلام التي لم تسمن ولم تغن من جوع .. سوى الاستهلاك التضليلي ..الخداعي ..الكاذب .. الخطأ الثاني ظنكم أن الثورة سوف تنطفئ شعلتها ..ويخبو أوارها ..ويتعب الثوار ..ويعودون إلى بيوتهم ..ويبقى عميلكم بشار على سدة الحكم يمارس دور الحارس الأمين لحدود الكيان الصهيوني .. ذلكم الظن الذي ظننتم به سوف يرديكم ويجعلكم من الخاسرين .. لماذا ؟؟؟ لأنكم لو عملتم منذ الأشهر الأولى للثورة - حينما كانت لا تزال سلمية ولم تُطلق رصاصة واحدة من الثوار – على المساعدة في إسقاط النظام .. وتكوين حكومة يرتضيها الشعب ..حينها ستكون لكم اليد الطولى عليه .. وتثبتوا له مصداقيتكم في الدفاع عن حقوق الإنسان .. وتشعروه بفضلكم ومعروفكم عليه لسنوات طويلة ..ويكون أقرب إلى التوافق مع اتجاهاتكم وسياستكم العامة ..ومن المحتمل أن تبقى الحدود مع ربيبكم الكيان الإسرائيلي هادئة لفترة طويلة .. وقد تستطيعون وقتها التأثير والضغط على أركان الحكم الجديد ليتلاءم معكم .. ولكن الله ختم على سمعكم وأبصاركم وقلوبكم غشاوة .. مما جعلكم تستنكفون وترفضون أي نوع من أنواع التدخل لإسقاط النظام ..وتركتم أنتم وعملاؤكم وزبانيتكم في المنطقة العربية والعالم أجمع .. الشعب السوري لوحده ليقوم بهذه المهمة القاسية ..الصعبة ..المكلفة ..الغالية .. فماذا كانت النتائج ؟؟؟
المصدر: أرفلون نت
علي حسين باكير
طارق الحميد
إبراهيم العلبي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة