..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

السبيل إلى الخلاص

معاذ عبد الرحمن الدرويش

٢٨ يناير ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7275

السبيل إلى الخلاص
09-50729c5a088ed.jpg

شـــــارك المادة

إذا أردت التخلص من شيء ما فما عليك سوى اقتلاعه من قواعده و استئصاله من جذوره ليسهل عليك رميه بعيداً.
و النظام المجرم لم يكن له هم و لا شاغل - خلال طيلة عقود سلطته – سوى ترسيخ تلك الجذور و تمتينها لأنه يدرك أن رياح الاقتلاع لا بد و أن تهب في وجهه في يوم من الأيام ،فهو يعرف أن الأرض التي نبت فيها هي أرض غريبة عنه و لم تكن يوماً أرضه.

 


- على الصعيد الداخلي اعتمد على نظام السرطان حيث كان متغلغلاً من أعلى هرم بالدولة إلى أصغرها عبر أجهزة استخباراته، و تم تكديس ترسانة عسكرية رهيبة بحجة الممانعة و المقاومة.
- على الصعيد الدولي باع الوطن و ثروات الوطن و قضايا الأمة كلها في سبيل المحافظة على استقرار عرش سلطته.
- على صعيد الإنسان و هو الأخطر و الذي يعتبر الأهم لنا في هذه المرحلة الحرجة من الثورة و سوف اتحدث عنه بتفصيل.
مهما تطورت التقنيات و تغيرت أساليب الحياة يبقى الإنسان أولاً و أخيراً هو سيد الموقف على سطح المعمورة.
فلا يمكن أن تهزم أمة إلا إذا انهزمت من داخلها، و لا يمكن أن ترضخ أمة إلا إذا رضخت نفوسها، و النظام العفن يدرك هذه المعادلة الخفية ، أضف إلى ذلك أن الماسونية العالمية والموساد الإسرائيلي كانا في خدمة النظام دائماً.
فالنظام الفاسد لا يمكن أن يعيش لحظة إلا إذا كانت النفوس التي تعيش من حوله في مجملها فاسدة
فكان عدوه اللدود الدين الإسلامي و الذي لا يدعوا إلا لصلاح النفوس و محاربة الفساد، و كانت أحداث الاخوان المسلمين المفتعلة من قبله – و هناك شهادات من قيادات الاخوان المسلمين أن الأحداث اشتعلت في حماة بدون دراياتهم – و بناء عليها تم تصفية نخبة الشباب السوري و تم فيما بعد نسف أي ظاهرة إسلامية سواء أكانت فكرية أو حتى شكلية.
و من ثم تم توجيه الجيل الناشئ في الطريق المعاكس للفضيلة و إرغامه على اتباع طرق الرذيلة بطرق مباشرة في المدارس و الجامعات و طرق غير مباشرة عبر وسائل الإعلام، و في تغيير أوجه الحياة اليومية بدعم أي فساد و محاربة أي صلاح.
و تحت كذبة الدفاع عن الوطن و ذريعة الوطن المحاصر تم محاصرة رغيف الخبز للمواطن، و إغلاق كل الطرق المؤدية إلى الفرن باستثناء طريق الرشوة و الربا و السرقة فكانت مفتوحة و بدون أي رقيب أو حارس.
فالفساد مع كل أسف استشرى داخل كل النفوس و البيوت إلا ما رحم ربي.
فركائز وجود النظام إذا هي ثلاثة:
1- ركيزة دولية
2- ركيزة داخلية
3- ركيزة بشرية
- فالركيزة الدولية نستطيع أن نغير معادلتها من خلال تلاحمنا و إظهار وحدة الصف على الأرض  .
- الركيزة الداخلية لا تواجه إلا  بالنار مع فارق كبير بالعدة لصالح النظام.
- لم يبق أمامنا إلا الركيزة البشرية،و هي الأسهل و الأصعب و الأقوى و الأهم في نفس الوقت.
لكي نسقط النظام لا بد أن نسقطه من نفوسنا أولاً، و إسقاط النظام من النفوس ليس بالشعارات و لا بالبيانات، و لا بالمظاهرات و لا حتى بالسلاح - فهناك الكثير من الأخوة الثوار يقاتلون النظام لكن بنادقهم مصوبة باتجاه الثورة و هم لا يدرون - و إنما بإصلاح نفوسنا، من خلال نزع الأنانية و الحقد و الأنا و الجشع والطمع و كل ما هو مشين من نفوسنا.
و حض النفس على حب الغير و التضحية و الإيثار و الصدق و الأمانة والإخلاص ......و.........
غليان الثورة مثل غليان القدر جعل الفساد يطفو على السطح مثل "الرغوة"
و نحن بأمس الحاجة للتخلص منها و رميها بعيداً لإبقاء الماء النقية فقط.
فإذا صلحت النفوس سخر لنا المولى من يفاوض عنا بإخلاص في الملتقيات الدولية و زاد رصيدنا الدولي و قل رصيد العصابة المجرمة.
و إذا صلحت النفوس توحدت الجهود العسكرية و انتظمت تحت راية الحق لدك حصون النظام الآيلة للانهيار.
و إذا صلحت النفوس تقاسمنا مصيبة بعضنا البعض فخففت من آلامنا كثيراً.
ليكون النصر قريباً بإذن الله.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع