حسين شبكشي
تصدير المادة
المشاهدات : 10598
شـــــارك المادة
في لقاء «مثير» للجدل لهذه الصحيفة ومع رئيس تحريرها الدكتور عادل الطريفي صرح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بأنه في اجتماع عقده مع الرئيس الأميركي باراك أوباما ونائبه جو بايدن قالا له إنه بقي أمام الأسد في الحكم شهران، وأن المالكي أجاب بكل ثقة: ولا سنتان.
وطبعا هذه الإجابة لم تأتِ على لسان نوري المالكي من فراغ، فهو جزء أساسي في أدوات دعم نظام الأسد وإطالة أمد بقائه بشتى الصور.
فالمالكي تحديدا القادم على ظهر «مؤامرة خارجية» بامتياز، تلك النغمة التي يتغنى بها إعلام بشار الأسد في تبرير ما يحصل لنظامه بدلا من الاعتراف بأن ما يحصل هو ثورة حقيقية آن أوانها لمواجهة الظلم والفساد والطغيان، وكذلك لم يدرك نوري المالكي أن بشار الأسد هو نتاج حزب البعث الخبيث الذي يحاربه المالكي بكل ضراوة في العراق ويجرم المنتمين إليه بشتى الطرق والوسائل، ولكنه يتغاضى عن كل ذلك ما دام الأمر له علاقة بميزان «طائفي» يعمى ويضلل عن الجرائم والمظالم والقائم عليها. والمالكي الذي يدرك ويعي تماما أن نظام بشار الأسد كان فاتحا لحدوده مع بلاده لكل الجماعات المتطرفة التي كانت تمول من قبل الاستخبارات السورية للقيام بعمليات إرهابية داخل العراق ضد قوات العراق والجيش الأميركي. وهذا ليس بسر، حيث إن بشار الأسد كان يقوم بذلك الأمر باسم «المقاومة» لإشغال الأميركيين عن التوسع في عملياتهم للداخل السوري. ولم يكتفِ نوري المالكي بالتغاضي عن كل هذا السجل الأسود لنظام بشار الأسد في قمع شعبه باسم البعث أو حماية الأقليات أو محاربة العمليات المسلحة وغيرها من الأكاذيب، ولكن المالكي «يدعم» نظام بشار الأسد علانية ويدافع عنه في المحافل الدولية والعربية، وجعل حدود بلاده سدا أمام النازحين السوريين الهاربين من جحيم الأسد وممرا للعتاد والسلاح والأفراد المقاتلين بجانب الأسد وجيشه وشبيحته. إطالة عمر نظام الأسد مهمة يؤديها بنجاح وامتياز كل من أحمدي نجاد الرئيس الإيراني ونوري المالكي وحسن نصر الله وجماعاتهم المحسوبة عليهم من ساسة واقتصاديين وإعلاميين، كل يؤدي دوره لأجل التبرير للأسد وتقديم الأعذار لنظامه وتفنيد الأسباب «الحقيقية» لما يحدث في سوريا، وإلغاء فكرة أن ما يحدث هو ثورة ضده من أذهان العالم، وهي مهمة باؤوا جميعا فيها بالفشل الذريع لأن قناعة العالم زادت بأن نظام الأسد مجرم ويجب أن يرحل، ولكن تخاذل «مجاميع» معينة مستفيدة من بقائه بشكل كبير سواء كجزء من مشروع سياسي وطائفي أو جزء من منظومة أمنية وسياسية تؤدي أغراض استراتيجية باهظة الأهمية. ولذلك، لم يكن غريبا بكل هذه الخلفية وغيرها أن يقول المالكي تصريحه بأنه يراهن على بقاء الأسد أكثر من سنتين لأنه هو وغيره سيكونون أنبوبة الحياة التي تمد الأسد ونظامه بالأكسجين العسكري والسياسي والأمني الذي هو بحاجة ماسة إليه للبقاء والاستمرار بأي ثمن وبأي طريقة. وما لا يدركه المالكي أنه وبصورة مباشرة يضع نفسه في نفس خانة الأسد بدفاعه عن نظام دموي وغاشم وقاتل، وسيجعل خصوم المالكي يبررون مواقفهم في الهجوم الحاد عليه، ووصفه بأنه ديكتاتور مسألة لها ما يبررها بشكل واضح وكبير. فلا يمكن للمالكي أن يدعي ويروج للعالم أنه نتاج تحول ديمقراطي في العراق أتى للحكم عبر دستور وانتخابات وبرلمان منتخب وشرعي ويدافع عن نظام كاريكاتوري أتى للحكم وراثة وبالدم، هذا النوع من الهراء والاستغفال لم يعد من الممكن قبوله ولا يمكن استمراره. فإن من العيب أن يخرج رئيس وزراء دولة تعرضت لعذاب صدام حسين وحكمه وتم تحريرها من دمويته وبطشه، ليدافع عن نسخة سورية أسوأ منه. أقل شيء ممكن أن يعمله نوري المالكي هو أن يغير بشار الأسد صدام حسين سوريا!
الشرق الأوسط
راجح الخوري
أحمد الجمال الحموي
طارق الحميد
محمد حسن عدلان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة