حسان الحموي
تصدير المادة
المشاهدات : 3492
شـــــارك المادة
الخميس وصلت أول شحنة عسكرية أمريكية، إلى الجيش السوري الحر. وظهر قائد أركان الجيش الحر المنتصر بالله " اللواء سليم إدريس، بجانب إحدى حاويات الشحن، قائلا: "آمل أن تكون هذه المساعدات خطوة أولى تتلوها خطوات أخرى، تتوج بأن نحصل من الأصدقاء الأوروبيين على ما نحتاجه في ميدان المعركة".
وطبعا وحسب جريدة الشرق الأوسط اللندنية الجمعة: أن الدفعة الأولى للمساعدات الأمريكية إلى المعارضة السورية، التي بلغت قيمتها 250 مليون دولار، اقتصرت على مواد طبية ومناظير الرؤية الليلية ودروع واقية وغذاء، لأن واشنطن كانت قد اتخذت قرارها في الأيام القليلة الماضية بالعمل على تعزيز القوة العسكرية لجيران سوريا عبر تعزيز الدفاعات على طول الحدود الأردنية ــ السورية والتركية - السورية. والأهم من كل ذلك صفقة الأسلحة الهائلة للكيان الصهيوني والذي يبدو أن أمريكا أوكلت إليه تنفيذ الحلقة الأخيرة من مسلسل الدراما السورية . ففي البداية كان استهداف ما تدعيه اسرائيل شحنة صواريخ في سورية يعتقد أنها كانت في طريقها إلى مقاتلي حزب الله اللبناني.
ترافق ذلك مع تصريح لمسؤول اسرائيلي "أنها مستعدة لاستخدام القوة لمنع وصول أسلحة سورية متطورة من بينها الترسانة الكيماوية لأيدي المعارضة الاسلامية التي تقاتل ضده أو لحليفه حزب الله اللبناني" واليوم صباحا تم القصف بطائرات إسرائيلية من داخل المجال الجوي السوري، باستخدام أسلحة تعرف بالترسانة الأمريكية من نوع JDAM و صواريخ كروز وصواريخ Hellfire بالإضافة لثلاثة انفجارات عملاقة يرجح انها بأسلحة غير تقليدية.
وقد تجاوز عدد الانفجارات بشكل عام 40 بين متوسطة وكبيرة وثلاثة انفجارات عملاقة تسببت بهزة أرضية تجاوزت 4 درجات على مقياس ريختر. وقد كانت أهم المواقع المضروبة هي التالي: - اللواء 105 حرس جمهوري - اللواء 104 - لواء صواريخ بقاسيون - مستودعات الذخائر بقاسيون - مبنى البحوث العلمية في جمرايا - موقع بالقرب من معامل الدفاع بالهامة - موقع للفرقة الرابعة بالقرب من ضاحية قدسيا - مستودع أسلحة للفرقة الرابعة بضاحية قدسيا - موقع بين معربا والتل يرجح أنه موقع صواريخ استراتيجية (سكود) - أخبار غير مؤكدة عن سقوط قذائف ضمن المساكن المدنية للحرس الجمهوري بقدسيا - أخبار غير مؤكدة عن سقوط قذائف داخل المناطق السكنية بقدسيا ومازالت حتى اللحظة الانفجارات ضمن مخازن الأسلحة والذخائر بالإضافة لسماع أصوات المضادات الأرضية بجميع المناطق المذكورة سابقا وأصوات قذائف غير معروفة المصدر. هذا الهجوم ربما كان نتيجة مناقشة مستفيضة لخيارات الولايات المتحدة والتي تتصف بالذكاء والخباثة الأوبامية المعهودة؛ فهي بالفعل قررت أن تدعم المعارضة السورية وتدعم العصابة الأسدية بشكل علني ولكن على طريقتها الصهيوأمريكية. وبالفعل تم اعتماد الخطة وجاري تنفيذ الجزء العملاني العسكري ابتداء من ليلة الجمعة. وبالتالي فإن أمريكا اختارت أن لا تسلح المعارضة في هذه المرحلة وإنما اختارت إضعاف القوة العسكرية للعصابة الأسدية في المناطق المزمع التخلي عنها، وهدفها من ذلك هو الاحتفاظ بالقرار السياسي ضمن الدائرة الصهيوأمريكية مع إعطاء صبغة ديمقراطية للمجتمع المدني السوري تحت الإدارة الاستراتيجية للمجتمع الدولي في المرحلة القادمة، من منطلق حماية الأقليات، وعدم الانزلاق في أتون الحرب الأهلية التي تسعى عصابات الأسد جاهدة إلى زج الأقليات فيها. لذلك يمكن أن نشهد في الأيام القليلة القادمة تغيير جذري للتحرك الدولي ربما من خلال تعيين كلنتون كوصي شرعي لسورية المستقبل بدلا عن الأخضر الإبراهيمي الذي فشل كليا في إدارة العمل الدبلوماسي للأزمة السورية كما يصفونها. كل ذلك يحسب للسياسة الأوبامية ونظريته في القيادة من الخلف ضمن منظومة العمل الاستراتيجي الذي أثبت نجاعته من خلال: - امتصاص المخزون السلبي عند المجتمع الأمريكي ضد التدخل الأمريكي الفاشل في كل من أفغانستان والعراق. - إتاحة المجال للرئيس الأمريكي لاتخاذ القرارات بأريحية كاملة بعيدا عن الضغوط الشعبية والدولية. - تفادي التأثيرات الجانبية وردات الفعل من خلال منظور استراتيجي متكامل. - التعامل مع اللاعبين الدوليين بطريقة ذكية غير تصادمية بحيث يتم سحب الجوكر في اللحظة المناسبة دون استفزاز للحساسيات السياسية بين الدول صاحبة القرار. وطبعا خشية أمريكا من ردود الأفعال العربية والدولية ضد اي تدخل، وحرصها من جهة أخرى أن تبقى اسرائيل هي اللاعب الأوحد في منطقة الشرق الأوسط، و بانتظار اللحظة التي يكون تدخل الكيان الصهيوني لا يثير ردات فعل مستهجنة عند عامة الشعب السوري والعربي، جعلها تتروى حتى يظهر جليا دخول إيران وحزب الله في القتال بصورة مباشرة، وتمادي العصابة الأسدية في استخدام ما لديها من ترسانة أسلحة وبطش لم يعد من الممكن نكرانها؛ وهذا ما أكده أوباما في مورد رده على استخدام عصابات الأسد للكيماوي والمجازر الأخيرة في جديدة الفضل وبانياس: " بأن توافر "أدلة قوية" على إستخدام نظام بشار الأسد أسلحة كيميائية سيغير "قواعد اللعبة" بالنسبة لواشنطن. وبأنه "لا يعتزم إرسال جنود أمريكيين إلى سوريا"، وقال إن بلاده تفكر مليا قبل اتخاذ أي إجراء بشأن الأزمة. وبأن أمريكا تبحث كل الخيارات لإنهاء الأزمة. وأنه يدرس" كل الخيارات" ردا على استمرار سفك الدمار والاستخدام المحتمل للأسلحة الكيميائية في سوريا. غير أنه شدد على أنه لم يتخذ قرارا نهائيا حتى الآن بشأن مثل هذه الخطوة. وأشار أوباما إلى أنه "منذ العام الماضي طلبت من البنتاغون ومن مسؤولينا العسكريين والاستخباراتيين دراسة الخيارات المتاحة في هذه الحالة، لكنني لن أخوض في تفاصيل ما ستكون عليه" هذه الخيارات. وشدد الرئيس الأمريكي على أن ذلك "سيشكل بوضوح تصعيدا في رؤيتنا للمخاطر التي ستواجه المجتمع الدولي وحلفائنا والولايات المتحدة. هذا يعني أن هناك بعض الخيارات التي لا ننوي استخدامها حاليا والتي ندرسها بجدية". الآن وبعد وصول أول دفعة من المساعدات الأمريكية والتي تضمنت مناظير ليلية، وضحت الرؤيا بأن أوباما اختار قيادة العمل السياسي والدبلوماسي وترك المهمة العسكرية لحليفته اسرائيل بغية ضمان إبقاء الهيمنة الاسرائيلية على المنطقة وباعتبار أن إسرائيل هي ذات خبرة طويلة في التعامل مع المتغيرات الجيوسياسية. وأعتقد أن الساحة ستشهد تطورات دراماتيكية كبيرة في الأيام القادمة، بعد أن أصبح بإمكان الجيش الحر مشاهدة الطيران الصهيوني وهو يدك صروح الأسد و الصواريخ البالستية عن قرب، أيضا وهي تقصف الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري ليلاً وبتقنية (HD) من خلال تلك المناظير. وعلى المعارضة السورية أن تعد نفسها من جديد لمقارعة الاحتلال الصهيوني لأجزاء من سورية حتى الفرات بعد أن تهب القسم المتبقي للدولة العلوية في الساحل والدولة الكردية في الجزيرة. مصداقا لحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ( يا معاذ إن الله عز وجل سيفتح عليكم الشام من بعدي من العريش إلى الفرات رجالهم ونساؤهم وإماؤهم مرابطون إلي يوم القيامة فمن اختار منكم ساحلاً من سواحل الشام أو بيت المقدس فهو في جهاد إلي يوم القيامة) أخرجه القاضي مجير الدين الحنبلي المقدسي في الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل 1/228.
جهاد صقر
بيسان الشيخ
حسان حيدر
زياد الشامي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة