عبد الهادي الخلاقي
تصدير المادة
المشاهدات : 7143
شـــــارك المادة
انفجار هاطاي التركية هل هو تنفيذ لتهديد رئيس النظام السوري بشار الأسد الذي أشار إليه في أخر مقابلة له على القناة السورية، حيث هدد الأسد بشكل واضح كل من الأردن وتركيا واتهمهما بدعم الثورة السورية ضد نظامه.
بالأمس هز انفجار سيارتين ملغومتين بمحافظة هاطاي التركية المتاخمة للحدود مع سورية عن مقتل ما لا يقل عن أربعين شخصا، و انفجاريين آخرين وقعا في مدينة ريحانلي الحدودية، والسؤال من الذي يقف خلف هذه التفجيرات وخاصة في هذه الفترة وفي تركيا تحديداً. من المستبعد أن تكون هذه التفجيرات من عمل حزب العمال الكردستاني حيث إن الحكومة التركية دخلت في عملية محادثات مع زعيم الحزب عبدالله اوجلان تمخضت حتى الآن عن إعلان الأخير وقف إطلاق النار وانسحاب عناصر الحزب المسلحة من تركيا وليس من المعقول أن يؤد الحزب هذه المحادثات مع الحكومة ويتبنى هذه التفجيرات، كما أن الحزب لم يكن هدفه تبني عمليات تفجيرية تستهدف أرواح المواطنين الأتراك لان هذا من شأنه أن يقوض الرأي العام التركي ضده ولكن من المحتمل أن يزج النظام السوري بمؤيديه من عناصر حزب العمال الكردستاني على الحدود التركية للقيام بأعمال عسكرية ضد الجيش التركي كرسالة تحذيرية للحكومة التركية بمدى خطورة الوضع في حال استمر دعمها للجيش الحر. إذا النظام السوري يضع نفسه في محل اتهام مجدداً حيث سبق وان هدد تركيا لدعمها الثورة السورية وهذا ما ذكره بشار الأسد في مقابلته الأخيرة واستهداف تركيا يراد به الضغط على القوى الداعمة للثورة السورية بالكف عن دعمهم للثوار علماً بأن النظام السوري سبق وان اسقط طائرتين مقاتلتين تركيتين في 22 يونيو/حزيران من العام الماضي، ومازالت تركيا تستخدم لغة ضبط النفس حتى لا تفتح للنظام السوري مجال لتدويل الخلاف بينه وبين الثوار السوريين وتتحول القضية من شأن داخلي إلى شأن دولي تدخل على ضوئه دول أخرى ذات مصالح مشتركة مع النظام السوري مثل روسيا وإيران اللتان يبحثان عن فرصة للانقضاض على المارد التركي الذي بات يرعب المنطقة وخاصة إسرائيل ومازلنا نتذكر حادث الاعتداء على سفينة الحرية التي أزمت العلاقات بين البلدين وخلقت احتقان كاد أن ينفجر بين الطرفين، إذاً فالمتربصين بتركيا كثر وليس من المستبعد أن يزج النظام السوري بنفسه من أجل إشعال هذه الفتيل الذي بلا شك سوف يعود عليه بمكسب كبير يضمن له إطالة أمد الحرب أو يضمن له البقاء في حكم سوريا. أما الأردن فمازالت بعيدة في الوقت الراهن عن عمليات التفجير هذه ولكن قد تطالها أيدي عملاء النظام السوري فقد هدد النظام السوري الأردن من خلال رئيسه الأسد وكذلك من خلال ما صرح به فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري الذي أكد قائلا: "الأردن يمارس لعبة خطرة من خلال السماح بمرور إمدادات الأسلحة عبر أراضيه إلى الجماعات المتمردة في سورية ونأمل ألا يتورط بصورة أكبر, لأن القوى نفسها التي تقتل الأبرياء في سورية موجودة على أراضيه أيضاً" في إشارة صريحة إلى إمكانية تفجير الوضع في الأردن، ومازالت المساومات ومحاولة شراء ولاء الأردن للنظام السوري وردعه عن دعم الثوار جارية من قبل حلفاء الأسد ومنهم إيران والعراق ومنها محاولة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عقد صفقة مد أنابيب النفط والغاز العراقي عبر الأردن إلى خليج العقبة مقابل تزويد الأردن بكافة احتياجه من النفط والغاز العراقي بالإضافة إلى مئات المليارات كدعم للاقتصاد الأردني الذي يعاني من عجز كبير اثر على مستوى دخل الفرد الأردني وهذا يعتبر عرض مغري جدا لبلد يكاد ينفجر بسبب تدهور اقتصاده. رغم ذلك ظل الأردن وفياً لعروبته وللثورة السورية رغم العروض المغرية التي قُدمت لهُ.
مهنا الحبيل
خالد مصطفى
عزمي بشارة
حسان الحموي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة