أسامة الخراط
تصدير المادة
المشاهدات : 7063
شـــــارك المادة
قد يقول قائل الاثنان يقتلان... الاثنان يسيطران على الأرض... الاثنان يستخدمان الأسلحة الحربية بأنواعها... الاثنان يأسران المقاتلين... الاثنان يخططان ويخدعان الأعداء. هذا صحيح ولكن الفرق أن الإسلام وضع لنا قواعد صارمة في القتال هي أخلاقنا في الحروب نطبقها كما نطبق أخلاقنا في السلام. ويحاول العالم اليوم تبنيها وتطبيقها بعد أكثر من ألف وأربعمئة سنة من إقرارها في الشريعة بشكل واضح تماما وبأحاديث ثابتة وبتطبيق صارم من قبل الرسول وأصحابه. ومن هذه القواعد: القتل يكون مسموحا به في وقت المواجهة القتالية أما القتل بدون سبب شرعي هو جريمة.. وأيضا "لا تزر وازرة وزر أخرى".. فلا يقتل إلا المقاتل نفسه وليس مسموحا أن يقتل أبوه أو ابنه انتقاما منه. قتل الطفل والمرأة والراهب في المعبد ومن اعتزل القتال أي المدني.. جريمة. استخدام النار في الحرق وما يشابهها من الأسلحة التي تؤدي لدمار شامل.. جريمة. الأسير والجريح مكرم ولا يجوز منعه من حقوقه كإنسان وحتى من الفضائل إطعامه وإكرامه "ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا". التعذيب جريمة كبرى.. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا: قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ ...
وحتى في حالة قد يظنها البعض ضرورة لم يرى بعض كبار العلماء استخدام أي نوع من التعذيب.. فقد سئل الإمام مالك: (أيعذب الأسير إن رجي أن يدل على عورة العدو قال: ما سمعت بذلك) وهناك طرق أخرى غير التعذيب لمعرفة المعلومات الضرورية للحرب. الغدر وإخلاف الوعود لا يجوز.. "المسلمون عند عهودهم" ومن أمنه أي مسلم أي قال له استسلم وأنت بأمان فلا يجوز الغدر به من أي شخص كان. هذه بعض القواعد الشرعية التي طبقها رسول الله وصحابته من بعده والتي أقرتها الأمم المتحدة في القانون الدولي الإنساني بعد فظائع ما جرى في الحروب العالمية وتبنتها أيضا منظمة الصليب والهلال الأحمر الدولي كدستور لها. إن أي مسلم مهما كانت مرجعيته أو جماعته يخالف هذه التعاليم يتحمل وحده وزر هذه الجرائم والإسلام بريء منه. وحتى لو تخلى الطرف الآخر عن هذه القواعد وتجاهلها لا يجوز لنا كمسلمين التخلي عنها لأننا بذلك نكون قد تخلينا عن ديننا وأصبحنا مجرمين مثلهم. فالمنظمات التي تدعي أنها سنية أو شيعية وتقوم بمثل هذه الجرائم هم أناس مجرمون بلا دين ولا أخلاق ولن يخدعوا أحدا برفعهم لشعارات كاذبة. الإسلام أخلاق وقيم... وليس شعارات ورايات. من الكتب المختصرة والجميلة حول هذا الموضوع الكتاب في الصورة المرفقة.
صفحة الكاتب على فيسبوك
رابطة خطباء الشام
عبد العزيز محمد آل عبد اللطيف
علي الكيلاني
محمد العبدة
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير