..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

«الأوبامية» كمدخل للتغوّل الروسي ولظاهرة ترامب

عبد الوهاب بدرخان

١٤ مارس ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2692

 «الأوبامية» كمدخل للتغوّل الروسي ولظاهرة ترامب
الوهاب بدر خان-0-0-0.jpg

شـــــارك المادة

سعى باراك أوباما خلال ولايتيه أولاً إلى أن يستذكره الأميركيون إيجابياً عندما يغادر البيت الأبيض، إذ حاول ونجح عموماً في لجم الأزمة الاقتصادية التي ورثها حتى قبل انتخابه عام 2008، كما أنه رتّب الانسحاب من العراق ثم من أفغانستان ولم يذهب إلى أي حرب ولم يرسل جنوداً أميركيين إلى القتال في الخارج. ظل الإرث الداخلي أولويته لكن الجدل حوله غير محسوم لمصلحته، أما إرثه الخارجي فيبدو سلبياً جداً.

لم تكن انهزاميته أمام إسرائيل وزمرة المتطرفين في حكومتها أسوأ إخفاقاته، بل إن تقاعسه في سوريا تسبب بأفدح الكوارث في المنطقة، ورغم اعتقاده أن الاتفاق النووي مع إيران تتويج لـ «عقيدته» وسياسته الخارجية إلا أن مفاعيل «ما قبل» هذا الاتفاق كانت أسوأ من أي «قنبلة نووية» أرادت إيران اقتناءها، ولن يكون أوباما في منصبه ليشهد أي نتائج «إيجابية» لـ «ما بعد» هذا الاتفاق على المستويين الإقليمي والدولي.
هذا النمط من السياسة الخارجية لدولة كبرى تصرّ على أن تكون في الصدارة، من دون أن تكون لديها إرادة أو مبادرات فاعلة، هو ما أدى إلى شيوع الظواهر الوحشية، سواء كانت على شكل مجموعات إرهابية مثل تنظيم «الدولة الإسلامية»/ «داعش» أو على شكل الغارات الروسية الكثيفة التي تستهدف المدنيين تنفيذاً لرغبة نظام سوري يريد التخلص من شعبه.

لم تستطع تدخلات فلاديمير بوتن أن تُظهر وجهاً آخر مختلفاً عن التدخلات الأميركية، أو أن تبرهن أياً من حججه ضد الولايات المتحدة، أو حتى أن تقترح نموذجاً أفضل للنظام دولي. تكفي الإشارة هنا إلى أن معاناة الشعب السوري جعلت بوتن وأوباما متساويين، بل متواطئين في نهاية المطاف، فالروسي يتدخل للمشاركة في قتل هذا الشعب والأميركي يتركه فريسة سهلة للقتل. ثم إن الروسي يقترح «الفيدرالية» والأميركي يطرح «التقسيم». والاثنان يقولان إن السوريين هم من يقررون مصيرهم.
ما النتيجة الطبيعية لسياسات أوباما المتردّدة والملتبسة؟ أن يخلفه رئيس مثل دونالد ترامب معبأ بأفكار خرقاء للتعامل مع نتائج سياسات سلفه الذي يفاخر بسلبيته. أليس هذا ما يُفهم من الاعتبارات المنسوبة إليه في تقرير مجلة «أتلانتيك» عن «عقيدته» التي بات ممكناً تلخيصها، بلا مبالغة، بأنها: ابقَ في الواجهة ولا تفعل ما يلزم أو افعل ما ترى فيه مصلحة واعطِ انطباعاً بالوفاء للقيم والأخلاقيات حتى لو لم يكن صحيحاً..

واللافت أن أوباما افتخر مجدداً بتصفية الترسانة الكيماوية لنظام دمشق، كخطوة أكثر فاعلية من ضربه ومعاقبته، رغم علمه بأن هذا النظام واصل استخدام السلاح الكيماوي ضد شعبه.
عندما يلوم أوباما قادة بريطانيا وفرنسا وإيطاليا على انسحابهم وتقاعسهم غداة سقوط نظام معمر القذافي في ليبيا، ما أدى إلى خرابها الحالي، فإنه يتحدث عملياً عن الأدوار الموزعة استراتيجياً بين الدول الغربية.

قد يبدو محقاً في هذه النقطة تحديداً، إلا أن أميركا لم تكن منسحبة من ليبيا كما يوحي، بل إن غموض أهدافها وخياراتها أحبط خطط الأوروبيين وسواهم في محاولاتهم للتدخل أو لمساعدة الليبيين. وحتى عندما تعتزم واشنطن الآن محاربة «الحال الداعشية» فإنها لا تبدو على الموجة نفسها مع الشركاء المعنيين، ربما لأن المشكلة تكمن في صلب ما يسمى «عقيدة أوباما».

 

 

العرب القطرية

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع