الجزيرة نت
تصدير المادة
المشاهدات : 2654
شـــــارك المادة
قالت صحيفة أميركية إن روسيا تتبنى موقفا متشددا إزاء أي قرار تصدره الأمم المتحدة يدعو الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي عن السلطة، وتؤكد ضرورة أن يُستبعد أولا أي احتمال لتدخل عسكري.
وقالت روسيا إنها لن تسمح بأي حال بالمصادقة في الأيام القليلة القادمة على قرار بشأن الصراع المحلي المضطرم في سوريا، إذا تركت أبسط ثغرة تتيح تدخلا خارجيا في الأزمة.
وذكرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية أن هذا الموقف "المتشدد" من جانب موسكو وضعها في خلاف ليس مع الغرب فحسب، بل مع العديد من الدول العربية التي تؤيد مسودة القرار التي تقدم بها المغرب وتطالب الأسد بالتنحي وتسليم السلطة لنائبه، كخطوة أولى نحو الانتقال للديمقراطية.
وقال مندوب روسيا لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيخوف إن مسودة القرار أغفلت "أهم شيء وهو بند واضح يستبعد احتمال صدور قرار قد يستخدم لتبرير تدخل عسكري من الخارج في الشؤون السورية"، مشيرا إلى أنه لهذا السبب لا يرى أي احتمال لإجازة هذه المسودة.
وتعد روسيا واحدة من خمس دول أعضاء تتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، وما لم يتم إقناعها بالامتناع عن التصويت على الأقل فإنه لا توجد أي فرصة للتصديق على أي مقترح يتضمن تدخلا سياسيا أو عقوبات، أو منطقة حظر جوي على الطريقة الليبية، أو حتى ممر آمن بغطاء عسكري للمساعدات الإنسانية التي تهدف إلى إيصال المؤن للمدنيين السوريين المتضررين.
خشية روسية وقد ظلت دمشق "شريكا سياسيا ووكيلا إقليميا لموسكو منذ 1971، وآخر عميل رئيسي للسلاح الروسي في الشرق الأوسط"، على حد تعبير الصحيفة.
ويقول رئيس معهد التقديرات الإستراتيجية المستقل في موسكو ألكساندر كونوفالوف إن روسيا تخشى من أن تخرج الأحداث في سوريا عن السيطرة.
ويضيف "لدينا مصالح اقتصادية عديدة على وشك أن نخسرها، لكن ليس ذلك هو الشيء المهم. إن فقدان النفوذ السياسي هو الأهم، ذلك أن سوريا هي النقطة الأخيرة في الشرق الأوسط التي تلعب فيها روسيا دورا كبيرا".
ويردف قائلا "روسيا تخشى من أن الولايات المتحدة تدبر تغييرا للنظام في هذه المنطقة الإستراتيجية، وروسيا لن تضطلع ببساطة بأي دور يمنح تخويلا بذلك".
ويشير أندريه كليموف نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب (الدوما) الروسي إلى أن سوريا لا تبعد كثيرا عن "حدودنا، ولا يمكن لأي أحد أن يتنبأ بما ستؤول إليه أي حلول تُفرض قسرا".
ويضيف أنه "قد يبدو سهلا تدبير تلك الأمور من مكان آمن مثل واشنطن، لكن علينا أن نتذكر الفوضى التي انطلقت من عقالها بعد الغزو الأميركي للعراق. ولعل حدوث شيء مماثل في سوريا يظل احتمالا كبيرا".
ويصف رئيس معهد دراسات الشرق الأوسط المستقل في موسكو يفغيني ساتانوفيسكي ما يجري في سوريا من أحداث بأنه "حرب أهلية تُنذر بحمام دم كبير أسوأ بكثير مما حدث في ليبيا".
ويتساءل "هل لدى الولايات المتحدة أي خطط للتعامل مع هذا الشأن؟ وماذا عن مصالح روسيا؟ من سيدافع عنها؟"، مشيرا إلى أنه ينبغي تبيان السبب الذي يدفع موسكو إلى عدم تمكين الغرب من فرض "مزيد من المغامرات في الشرق الأوسط".
وتدين مسودة القرار الذي تفضله روسيا العنف من كافة أطراف النزاع في سوريا، وتحض على إجراء حوار سلمي بين المعارضين والحكومة، لكنها تستثني أي شكل من أشكال الدعم الخارجي العلني للمناوئين للأسد.
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة