قصف صاروخي ومدفعي يستهدف مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وريف دير الزور الشرقي لا يزال تحت القصف الجوي العنيف، بالمقابل، قوات النظام تستعيد السيطرة على القريتين من تنظيم الدولة، وتتهم "الموك" بتسهيل دخوله، فيما الطيران الإسرائيلي يستهدف مواقع لنظام الأسد قرب الحدود، ورئيس أركان إيران يتفقد جبهات ريف حلب، من جهته، أردوغان وبوتين يؤكدان على استمرار التنسيق بينهما حول سوريا.

جرائم حلف الاحتلال الروسي الأسدي والتحالف الدولي:

قصف صاروخي ومدفعي يستهدف مدن وبلدات الغوطة الشرقية:

جددت قوات النظام قصفها العنيف اليوم على مدن وبلدات الغوطة الشرقية وحي جوبر جنوب العاصمة دمشق، حيث استهدفت بمختلف الأسلحة عدداً من المناطق والأحياء.

وقال مركز الغوطة الإعلامي إن قوات النظام استهدفت بقذائف المدفعية الثقيلة وصواريخ "أرض-أرض" من نوع فيل بلدة عين ترما وأطراف كفر بطنا في الغوطة الشرقية بريف دمشق، كما استهدفت تلك القوات محور جوبر – عين ترما بعدد من قذائف المدفعية الثقيلة.

وأفاد مركز دمشق الإعلامي بأن قوات النظام استهدفت بثلاثة صواريخ "أرض-أرض" وعدة قذائف مدفعية بلدة حزة في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

أما في منطقة جبل الشيخ فقد ألقى الطيران المروحي عدداً من البراميل المتفجرة على قرية مزرعة بيت جن، أحدها يحوي غاز الكلور السام.

ريف دير الزور الشرقي لا يزال تحت القصف الجوي العنيف:

لا تزال مدن وبلدات ريف دير الزور الشرقي تتعرض لقصف عنيف من الطيران الحربي والطيران الروسي وسط حالة نزوح واسعة للمدنيين باتجاه باقي مناطق الريف والبادية السورية.

وقالت وكالة فرات بوست إن الطيران الحربي شن عدة غارات على بلدة السيال بريف مدينة البوكمال صباح اليوم، ولم تسجيل إصابات في صفوف المدنيين. كما شن الطيران غارات جوية استهدفت مدينة البوكمال بالقرب من منطقة القبان ومحيط البساتين خلف المصفاة القديمة بالإضافة إلى مفرق القهاوي في منطقة الشعيطات، واقتصرت الأضرار على الماديات.

وأضافت الوكالة أن مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي تتعرض لقصف مدفعي عنيف منذ مساء أمس، ما أدى لدمار واسع بمنازل المدنيين، بالإضافة إلى قصف استهدف مشروع مياه البصيرة ومشفى التوليد.

الوضع الميداني والعسكري:

قوات النظام تستعيد السيطرة على القريتين من تنظيم الدولة، وتتهم "الموك" بتسهيل دخوله:

استعادت قوات النظام سيطرتها على مدينة القريتين في منطقة البادية بريف حمص عقب اشتباكات عنيفة دارت بينها وبين تنظيم الدولة اليوم.

وقال الإعلام الحربي المركزي التابع لجيش النظام إن قوات المن الجيش استعادت السيطرة على مدينة القريتين بريف حمص بالتعاون مع من وصفتهم بـ "القوات الحليفة"، وذلك بعد القضاء على عناصر تنظيم الدولة الذين تسللوا إلى المدينة، حسب

واتهم النظام "غرفة الموك" بتسهيل دخول التنظيم إلى القريتين، حسب زعمه، مضيفاً ان التنظيم تسلل إلى المدينة بعد أن سهلت الغرفة دخوله إليها.

نظام أسد:

الطيران الإسرائيلي يستهدف مواقع لنظام الأسد قرب الحدود:

استهدف الطيران الإسرائيلي اليوم 3 مواقع لقوات النظام داخل الحدود السورية من جهة الجولان السوريا المحتل، وذلك رداً على سقوط عدة قذائف داخل الأراضي المحتلة.

وقالت وسائل إعلام عبرية إن الجيش الإسرائيلي استهدف ثلاث مدفعيات سورية، رداً على سقوط قذائف بالقرب من مستوطنات الجولان المحتل.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي "أفيخاي أدرعي" إن 5 قذائف صاروخية سقطت صباح اليوم داخل الأراضي المحتلة، وأضاف أدرعي خلال تغريدة له في حسابه على تويتر إن 4 قذائف تم العثور عليها داخل الأراضي المحتلة حتى الآن.

ولفت أدرعي إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لن يحتمل أي محاولة للمس بسيادة دولة إسرائيل وأمن سكانها، حسب زعمه، كما حمّل نظام الأسد المسؤولية الكاملة عما يحدث داخل أراضيه.

رئيس أركان إيران يتفقد جبهات ريف حلب:

في مؤشر جديد على التورط الإيراني الهائل في سورية ومن خلال أعلى المستويات، كشفت ميليشيا «حزب الله» اللبناني أمس (الجمعة)، أن رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال محمد باقري، زار خط مواجهة قرب مدينة حلب السورية. وبحسب وكالة «تسنيم» التابعة للحرس الثوري، فقد توعد باقري في كلمة له، الثلاثاء الماضي، أمام حشد من قوات الحرس والميليشيات في ريف حلب، بالقضاء على المعارضة السورية.

ونشرت لباقري صورا، قالت إنها في حلب، ويظهر فيها محاطاً بعدد من الضباط الإيرانيين بمختلف الرتب العسكرية. وسبق لقاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، أن ظهر في حلب أخيراً.

المواقف والتحركات الدولية:

أول تعليق رسمي أمريكي على رفع صورة "أوجلان" في الرقة:

دانت وزارة الدفاع الأمريكية الخطوة التي أقدمت عليها مليشيا (YPG) برفع صورة الزعيم الكردي عبد الله أوجلان وسط محافظة الرقة قبل أيام.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، أدريان رانكين غالاوي، في تصريح لوكالة الأناضول التركية يوم أمس الجمعة "ندين رفع صورة عبد الله أوجلان، مؤسس وزعيم حزب العمال الكردستاني في الرقة".

وشدد المتحدث على أن التحالف "لا يقبل رفع تلك الرموز والصور التمييزية، في فترة تتطلب التركيز على دحر داعش في سوريا"، على حد قوله.

كما أكد "غالاوي" على أن واشنطن تواصل دعمها لتركيا في كفاحها ضد منظمة "PKK"، لافتاً تقدير بلاده لجهود وتضحيات تركيا في هذا المجال باعتبارها عضواً في الناتو.

أردوغان وبوتين يؤكدان على استمرار التنسيق بينهما حول سوريا:

أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم أمس الجمعة، أكدا خلاله على ضرورة استمرار التنسيق بين البلدين فيما يخص القضية السورية.

ونقلت وكالة الأناضول عن مصدر في رئاسة الجمهورية التركية أن الرئيسين تبادلا خلال المكالمة الآراء حول العلاقات بين تركيا وروسيا، والتطورات الإقليمية، كما تطرقا إلى جهود تفعيل مناطق “خفض التوتر” في سوريا، وخاصة بمحافظة “إدلب”، فضلًا عن مفاوضات “أستانة”.

من جهته، وصف المتحدث باسم الكرملين "ديميتري بيسكوف" الاتصال بين الرئيسين الروسي والتركي بـ "الإيجابي"، مضيفاً أن الرئيس بوتين أثنى على دور تركيا الإيجابي في سوريا ضمن الخطة الروسية لإنهاء الصراع في البلاد.

آراء المفكرين والصحف:

السعودية في الرّقة

معن البياري

تضيف حزمة الرسائل الغزيرة في زيارة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، ثامر السبهان، محافظة الرقة في شمال سورية، أخيرا، مستجدّا مهما إلى متاهات الجغرافيا السورية وخرائطها السياسية، العويصة والمتصلة، حكما وبالضرورة، بالإقليم، حيث الجوار هو العراق وإيران وتركيا. يزيد من أهمية الزيارة أن السبهان كان مصحوبا، فيها، وفي الاجتماعات التي عقدها في غير بلدة في المحافظة (على ما ذاع من أخبار)، مع المبعوث الأميركي الخاص للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، الجنرال بريت ماكغورك.

وإذا كان ميسورا الوقوع على رسائل هذه الزيارة التي يقوم بها مسؤول سعودي إلى الرقة، فور تحريرها من احتلال تنظيم داعش الإرهابي، إلى النظام في دمشق وتركيا وإيران، فإنه يبقى غير ميسور، تماما، الوقوع على كيفيات اشتغال العقل السياسي السعودي الراهن، كما ينبئ بها هبوط ثامر السبهان في مدينة بني عيسى في المحافظة السورية، وجلوسِه فيها إلى مسؤولين عسكريين في قوات سورية الديمقراطية (قسد) التي تتبع حزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي) الملتحق بحزب العمال الكردستاني، الإرهابي في أعراف تركيا وغيرها.
هل ثمّة رؤية محكَمةٌ في سياسة سعودية مرتقبة في الملف السوري، وحواشيه التركية والإيرانية (والكردية)، اهتدى إليها العقل المشار إليه، بعد درس الحسابات والرهانات، فجاءت اجتماعات وزيرٍ معني بشؤون الخليج (!) في بني عيسى (وغيرها)، برفقة جنرال أميركي، خطوةً مبنيةً على هذه الرؤية؟ أم أن القصة وما فيها مجرّد اختبار موضعي، أريد منه تحسّس آثاره، قبل المضي إلى خطواتٍ لاحقةٍ مبنية عليه؟ لا يستقيم، في حساباتٍ أولى وتفكيرٍ عابر، أن يكون السفير السعودي السابق في بغداد، ثامر السبهان، والموصوف بأنه مندفعٌ ومتحمس، قد حطّ رحاله في مضارب عشائر الرّقة، من أجل تسلم ثلاثين سعوديا داعشيا تم أسرهم، على ما قيل. وإنما يستقيم القول، ربما وإلى حد كبير، إن الرياض إنما تبدأ، في السهم الذي رمته مع السبهان في الرمال السورية شمالا، تمرينا أول في خيارٍ سياسي، تنوي تجريبه، بعد أن وصل إلى قناعتها غير الخافية أن بقاء الأسد رئيسا أمرٌ لا ردّ له، وليس في وسعها أن تخربش عليه، بل يمكنها التعاطي معه، وإنْ بمضضٍ أولا، وبمقادير من الأريحية تاليا. وإذا كان معلقون لبنانيون مشايعون للأسد قد امتعضوا من أن قفزة السبهان المفاجئة إلى أرضٍ سوريةٍ تمت من دون تنسيق مع السلطة في دمشق، فإن الأخيرة لم تنزعج من هذا، بل استحسنت هذه الحركة السعودية باتجاه حزبٍ كردي صديق للنظام، وإنْ كان ذا هوى انفصالي، فضلا عن أنها حركةٌ تغضب أنقرة، في غضون توتر معلن في العلاقات التركية الأميركية، وهذا وحده يبعث على السعادة في دمشق. وإذا صحّ أن من أغراض الزيارة البحث في مسألة إعادة إعمار الرّقة التي دمرت نحو أربعة آلاف غارة للتحالف الدولي ما بين 60% إلى 80% من مبانيها، فبها ونعمت، وإنْ يجري الأمر برغبة أميركية. (العربي الجديد)