الجيش الحر يسيطر على كامل منطقة عفرين، والثوار يحررون عدة مناطق في منطقة القلمون الشرقي نصرة للغوطة، بالمقابل، انخفاض حدة القصف في الغوطة بالتزامن مع "مفاوضات" بين فيلق الرحمن والأمم المتحدة، فيما الجيش الحر يفصل عدداً من عناصره بسبب "التجاوزات" بحق المدنيين في منطقة عفرين، من جهتها.. "رايتش ووتش" تؤكد استخدام النظام لـ "الكيماوي" في الغوطة وتدعو لنشر مراقبين دوليين.

الوضع الميداني والعسكري:

الجيش الحر يعلن مدينة "عفرين" وقراها محررة بالكامل:

سيطرت قوات الجيش السوري الحر والجيش التركي ضمن غرفة عمليات غصن الزيتون على كامل مدينة عفرين صباح اليوم الأحد بعد ساعات من بدء اقتحامها.

وأعلنت فصائل الجيش السوري الحر سيطرتها على كامل المدينة بعد بدء اقتحامها من المحورين الشرقي والغربي، وسيطرتهم على الكراج القديم وحيي الأشرفية والجميلية.

وبث ناشطون مقاطع من داخل المدينة عقب سيطرة الجيش الحر عليها، كما تداول عدة صفحات صوراً تظهر أبرز معالم المدينة بعد أن دخلتها قوات الجيش السوري الحر ورفعت علم الثورة عليها.

وأعلنت غرفة عمليات غصن الزيتون بشكل رسمي سيطرتها على كامل المدينة بعد أن توغلت فيها صباح اليوم، مشيرة إلى مقتل 70 عنصراً من مليشيا "PYD" الانفصالية.

كما بسطت الغرفة سيطرتها على ناحية معبطلي وباقي القرى المتبقية غربي عفرين، ليصبح الإقليم بأكمله تحت سيطرة الجيش الحر والجيش التركي.

انخفاض حدة القصف في الغوطة بالتزامن مع "مفاوضات" بين فيلق الرحمن والأمم المتحدة:

شهدت مدن وبلدات الغوطة الشرقية هدوءاً حذراً وانخفاضاً ملحوظاً في حدة القصف بالتزامن مع مفاوضات يجريها فيلق الرحمن، قال إنها "تضمن سلامة المدنيين وحمايتهم".

وأعلن المتحدث الرسمي باسم فيلق الرحمن "وائل علوان" إن الفيلق يجري مفاوضات مع الأمم المتحدة بهدف إدخال المساعدات للمدنيين ووقف إطلاق النار إضافة على إخراج المصابين والمرضى للعلاج خارج الغوطة.

وقال علوان في تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر: "وقف إطلاق النار وتأمين المساعدات للمدنيين وإخراج الحالات المرضية والمصابين بضمانة أممية هي أبرز نقاط مباحثات قيادة فيلق الرحمن مع وفد من الأمم المتحدة يجري الترتيبات لمفاوضات جادة تضمن سلامة المدنيين وحمايتهم".

هذا ما حققه الثوار في اليوم الأول من معركة الشهيدة "سعاد كياري" بالقلمون الشرقي:

أعلن جيش تحرير الشام صباح اليوم الأحد إطلاق معركة "الشهيدة سعاد كياري" ضد قوات النظام في منطقة القلمون الشرقي، نصرة للغوطة الشرقية.

ونشرت الحسابات الرسمية لجيش تحرير الشام خبر إطلاق المعركة صباح اليوم موضحة أنها لنصرة الغوطة الشرقية والتخفيف عن المجاهدين هناك.

ومع انطلاق المعركة أعلن الجيش سيطرته على عدة نقاط ومواقع للنظام بالقرب من منطقة المحسا بالقلمون الشرقي، بالإضافة إلى مقتل وإصابة أكثر من 20 عنصراً من قوات النظام.

كما تمكن الثوار من إسقاط طائرة حربية من نوع سوخوي، إضافة إلى اغتنام دبابة من طراز تي 72 وعربة بي إم بي وعدد من الأسلحة والذخائر.

وبثت الحسابات الرسمية لجيش تحرير الشام مقطع فيديو يظهر لحظة إصابة الطائرة الحربية، كما نشرت صوراً تظهر الغنائم التي اغتنمها الثوار في المعركة.

البيانات والفعاليات:

الجيش الحر يفصل عدداً من عناصره بسبب "التجاوزات" بحق المدنيين في منطقة عفرين:

أصدر الفيلق الثالث التابع للجيش الوطني السوري قراراً بفصل عدد من قادة الكتائب التابعة له بسبب تورطهما في قضايا سرقة في منطقة عفرين.

وتضمن القرار الذي أصدره الفيلق اليوم قراراً بفصل كل من قائد كتيبة سيوف الشام "عبد الفتاح إبراهيم" وفارس العمر قائد كتيبة الوعر، بسبب تورطهما بالسرقة والتعدي على حقوق المدنيين.

كما حذر الفيلق كل شخص يثبت عليه التورط بالسرقة أو التعدي على حقوق المدنيين بالفصل الفوري، داعياً الجميع للتعاون والتبليغ عن أي مسيء حتى تتم محاسبته أصولاً.

المواقف والتحركات الدولية:

أردوغان: في نفس اليوم الذي انتصرنا فيه بمعركة "جناق قلعة" حققنا النصر في عفرين:

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطاب جماهيري تحرير مدينة عفرين من مليشيا "PYD" الانفصالية، مؤكداً أن هذه العملية لن تكون الأخيرة، بل ستتبعها خطوات أخرى ضد تل المليشيا في سوريا.

وأوضح أردوغان في خطاب ألقاء في ذكرى معركة "جناق قلعة" أنه "بالتوازي مع تطهير عفرين من آثار الإرهابيين، سنقدم على خطوات من شأنها تأهيل المنطقة وإحيائها مجدداً عبر إعادة إنشاء البنيتين التحتية والفوقية، وسنتيح للأهالي فرصة العودة إلى ديارهم".

وأضاف أردوغان: "مثلما خاضت الأمة التركية نضالا بعزيمة وإيمان بالأمس في جناق قلعة (إبان الحرب العالمية الأولى) فإننا اليوم أيضا نناضل بنفس الشكل داخل حدودنا وخارجها".

كما شدد الرئيس التركي على أن قوات الجيش الحر والجيش التركي لم يقدموا على أي خطوة من شأنها أن تلحق أقل أذى بالمدنيين، لأن تلك القوات ليست قوات احتلال، وإنما دخلت للقضاء على المجموعات الإرهابية، حسب قوله.

"رايتش ووتش" تؤكد استخدام النظام لـ "الكيماوي" في الغوطة وتدعو لنشر مراقبين دوليين:

طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" مجلس الأمن الدولي بإرسال فريق أممي إلى الغوطة الشرقية للوقوف على حقيقة الانتهاكات التي ترتكبها قوات النظام ضد المدنيين في الغوطة.

وأكدت المنظمة المتخصصة بالدفاع عن حقوق الإنسان ان قوات النظام استخدمت "أسلحة محظورة دولياً" في حربها ضد فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية.

ووجهت المنظمة رسالة إلى مجلس الأمن طالبت "بشكل عاجل بمنح فريق مراقبة أممي إمكانية الوصول الفوري إلى مناطق الغوطة الشرقية، الخاضعة الآن لسيطرة النظام"، مؤكدة أن "على الفريق توثيق أي جرائم ارتُكبت بالفعل، كما أنّ وجوده قد يردع أي انتهاكات أخرى. على الفريق أيضاً زيارة المواقع التي تنقل إليها الحكومة سكان الغوطة الشرقية، نظراً لوجود مخاوف كبيرة حيال معاملتهم".

كما حذرت المنظمة من "مخاوف كبيرة حول تعامل القوات الحكومية مع السكان في المناطق التي خضعت لسيطرتها، في ضوء تقارير سابقة عن الإعدامات الانتقامية".

آراء المفكرين والصحف:

عفرين.. دلالة تحريرها من أصحاب الفتنة الصغرى

أبو يعرب المرزوقي

ماذا يعني تحرير عفرين من علمانيي أمريكا وحلفاء بشار ومليشيات إيران؟ 
أعرّفه سلبا: هو ليس انتصار مسلم على مسلم ولا تركي على كردي ولا عربي على كردي. 
وأعرّفه إيجابا: هو انتصار التركي والعربي والكردي على الإسفين الذي أرادت أمريكا دقه بينهما. إنه الانتصار على تفتيت شعوب الأقاليم المسلمة.
وهو انتصار على الثورة المضادة بنظاميها القبلي الذي يمولها والعسكري الذي ينجزها وعلى ذراعي حماة هذه الأنظمة العميلة روسيا وأمريكا. وما كانت روسيا تقبل بذلك لو كان لها حل آخر: فهي لا تستطيع في الوضع الراهن معاداة تركيا لحاجتها إلى حليف يقلل من حصار الغرب لها: دهاء معاوية الثاني.
أرادوها دولة علمانية تفصل الأتراك عن العرب وتدق إسفينا بين الأتراك والأكراد لتفتيت تركيا تكراراً لما فعلوه بالعرب عندما ادعوا تكون دولة لهم ضد الخلافة. لكن ما كل مرة تسلم الجرة. لم يعد الأتراك والعرب على الأقل من يمثلون مستقبلهم (الجيش الحر وثوار سوريا) بالغفلة التي استغلت سابقا.
وآمل أن يتمكن العرب والأتراك والخلص من أبناء الشعب الكردي من إتمام المهمة بالقضاء على أصحاب الفتنة الصغرى الذين لا يكتفون بالاستحواذ على حق الأكراد في المساواة التامة مع إخوتهم من العرب والأتراك بل يريدون أيضاً أن يخرجوهم من الإسلام باسم علمانية من جنس من يدعون إليها في الخليج.
يعلم الإخوة الأكراد أني من المدافعين الشرسين على حقوق الشعب الكردي وهم عندي لا يختلفون منزلة ودورا في الإسلام عن العرب والأتراك والأمازيغ وكل من لم يركب الطائفية والعرقية نكوصا دون قيم الإسلام الذي لا يتفاضل الناس فيه إلا بالتقوى. لكن هؤلاء المغتربون مجرد خدم للاستعمار.
ويذكر بعض الإخوة الأكراد ممن كانوا يدرسون في الجامعة الإسلامية كيف أني عارضت أحد الإخوة العراقيين الذي يستنكر مطالبة الأكراد بحقهم في المساواة مع العرب وكيف بينت أنهم لا يقلون عراقية وإسلامية عن غيرهم من أهل العراق وأنهم ذو فضل على الأمة ويكفيهم فخرا صلاح الدين.
وقد يفهم المرء مرارة ما عانوا منه من نتائج سايكس بيكو الذي فتت وحدتهم بأن قسمهم على أربع دول تحولت إلى دول مبنية على القومية وهي أمر جديد في رؤية العالم الإسلامية فحصل ما جعل ذلك يتحول إلى استثناء من الأساس الجديد لتكون الدول يعارض أساس الأخوة الاسلامية والإنسانية.
كما أني اعتبرت أن العرب (العراق وسوريا) والاتراك والإيرانيين عليهم أن يختاروا إما الاعتراف بنفس الحق في الدولة الوطنية لغيرهم وفي هذه الحالة للأكراد أو أن يتخلوا عما اعتبره جرثومة غربية بدأ الغرب نفسه يتحرر منها فيعودوا إلى ما صار مستقبلا بتجاوز الدولة الوطنية دون نفيها.