الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 2965
شـــــارك المادة
رحبت روسيا أمس بالبيان الذي أصدره مجلس الأمن الدولي أول من أمس بشأن الوضع في سوريا، كما أعلنت عن زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى موسكو الاثنين القادم لمناقشة الأزمة في بلاده والعلاقات الثنائية بين البلدين. وقالت الخارجية الروسية إن موسكو ترحب ببيان المجلس الذي أعرب عن الدعم لطلب المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان بأن توقف دمشق الهجمات العسكرية وأن تبدأ في سحب القوات من المدن والبلدات بحلول 10 أبريل (نيسان) الجاري.. مع إلزام المعارضة بمثيل ذلك.
وقالت الخارجية الروسية في بيان إن تطبيق مقترحات أنان «يفتح فرصة حقيقة لإطلاق حوار شامل في سوريا وإعادة الوضع إلى المسار السلمي، بشرط التعاون البناء بين كل أطراف النزاع».
من جهة أخرى، ذكرت الخارجية الروسية أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيقوم بزيارة نادرة إلى موسكو الأسبوع المقبل لمناقشة الأزمة في بلاده والعلاقات الثنائية بين البلدين. وجاء في بيان للوزارة نشرته على موقعها أن المعلم سيصل إلى موسكو الاثنين في زيارة ستشتمل على محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، مشيرا إلى أن المحادثات ستجري الثلاثاء.
وحول رؤيته للأزمة السورية من وجهة النظر الروسية، أكد كبير الباحثين في معهد الدراسات الشرقية في روسيا ألكسي بودتسيروب لـ«الشرق الأوسط»، أن الأزمة السورية «أمام خيارين لا ثالث لهما، إما المفاوضات وإما الاقتتال الطويل الأمد»، معربا عن اعتقاده أن «فشل مبادرة الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان، يعني مواصلة القتال»، داعيا الدول التي تجري اتصالات مع المجلس الوطني السوري إلى «حثه على القبول بوقف إطلاق النار، بينما نواصل عملنا مع النظام السوري لوقف إطلاق النار والموافقة على مبادرة أنان».
وحول اشتراط الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان التزام النظام السوري بوقف إطلاق النار تطبيقا لمبادرته، قال بودتسيروب، الذي شغل منصب سفير فوق العادة في وزارة الخارجية الروسية قبل تقاعده، إنه «من الضروري أن يتم وقف إطلاق النار من الجانبين، لأن التزام طرف واحد بوقف إطلاق النار يعني استسلامه»، موضحا أن الجيش النظامي يحصل على أمر وقف إطلاق النار من قياداته، بينما الجهات الأخرى لو لم تلتزم وواصلت هجومها، فسيقوم الجيش برد فعل، مضيفا «وهنا تكمن الصعوبة الأساسية في تحقيق وقف إطلاق النار».
وردا على أن المتظاهرين يدافعون عن أنفسهم ويقوم بعضهم بإطلاق النار كرد فعل على قمع النظام، قال بودتسيروب: «ذلك ليس دقيقا، لأن ما أعرفه أنهم يقومون بحرق الدبابات ويستخدمون الصواريخ.. والمتظاهرون المسالمون لا يقومون بهذه الأعمال المسلحة، وهذا يثبت أن هناك طرفين مسلحين يتبادلان إطلاق النار».
ويشير بودتسيروب إلى أن عدم الالتزام بوقف إطلاق النار، هو مكمن الخطورة، وأنه «يجب أن تنصب الجهود الآن بشكل رئيسي على قيام الدول الأعضاء في مجلس الأمن، التي تربطها اتصالات بالمجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر، بالتأثير على هذا المجلس ليعطي الأمر الواضح بوقف إطلاق النار. ونحن من جانبنا عملنا ولا نزال نعمل مع نظام حزب البعث على الموافقة على وقف إطلاق النار والموافقة على مبادرة كوفي أنان».
وأوضح بودتسيروب أن فشل المبادرة سوف يؤدي إلى استمرار القتال، متابعا أن «المعارضة لا تمتلك الإمكانات المادية للانتصار على الجيش، كون الجيش النظامي أقوى بكثير من ناحية التجهيزات والإنفاق العسكري.. ولكن الجيش النظامي يواجه حرب العصابات، وهو أمر معقد للغاية.. وتواصل القتال يعني إراقة دماء وخسائر مادية».
وقال بودتسيروب، إن «تكرار السيناريو الليبي في سوريا يتطلب اتخاذ الدول مثل الولايات المتحدة وأوروبا وتركيا لقرار، وهو ما لا يملك إجابة عنه الآن، موضحا أن هناك واحدا في المائة من سكان ليبيا قُتلوا أثناء الحرب، لذلك من المهم أن نتجنب هذا السيناريو؛ لأن عدد سكان سوريا أكثر بكثير من سكان ليبيا، وذلك كي نتجنب المصير نفسه».
وعما يشاع حول التأييد الروسي للرئيس السوري بشار الأسد، قال بودتسيروب «نحن في الواقع نؤيد التسوية السلمية في سوريا، وأن يختار الشعب السوري بنفسه من سيكون الرئيس المقبل والحكومة المقبلة، لذلك من الضروري أن يتم وقف إطلاق النار واللجوء إلى المفاوضات»، موضحا أن الموقف الروسي يقول «لا للشروط»، (في إشارة إلى عدم اشتمال أي تسوية للحل على رحيل نظام الرئيس الأسد)، لكن «الشعب (السوري) هو من يقرر ما إذا كان يؤيد بقاء الرئيس أم لا، وما إذا كان مستقبله مع حزب البعث أو من دونه، وهذا الشأن داخلي، ولا يمكن فرض أي قرار من الخارج».
وتابع بودتسيروب أن الوضع السوري مختلف بدوره عن الوضع اليمني، الذي تضمنت فيه التسوية مغادرة الرئيس صالح السلطة، لأن الوضع في اليمن كان نزاعا بين القبائل.. في حين تعني مغادرة الأسد للسلطة في مثل هذه الظروف «استسلام الأسد وحزب البعث مع جميع النتائج السلبية لمثل هذا القرار».
ويرى بودتسيروب أن «سوريا أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الاقتتال الطويل الأمد، وإما المفاوضات بين النظام والمعارضة، وهو ما يحبذ البعض تسميته الحوار الوطني. ونحن نعمل في اتجاه المفاوضات بين الطرفين لحل الأزمة، وقد كانت هناك محاولة للحوار بين أطراف المعارضة في الداخل مع النظام»، مضيفا أن أفق الحل تتمثل بالحوار، وأنه يمتلك انطباعا شخصيا بأن «الدكتور برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري المعارض ما زال يأمل بالحل الليبي، لذلك يرفض الحوار مع النظام».
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة