الجزيرة نت
تصدير المادة
المشاهدات : 2696
شـــــارك المادة
استهل روبرت فيسك مقالته في صحيفة إندبندنت البريطانية عن الشأن السوري بأن الغرب مرتاع من ذبح الأطفال الآن، لكنه سرعان ما سينساهم. وسينجو الرئيس بشار الأسد بفعلته في مجزرة الحولة كما نجا من درعا وحمص. وبالتالي ستنجو المعارضة المسلحة بالإضافة إلى تنظيم القاعدة وأي جماعات أخرى تنضم إلى المأساة في سوريا. وقد تكون هذه هي اللحظة الحاسمة، نقطة اللاعودة، للهول عندما يصير انهيار البعث حتميا وليس محتملا. وحينها قد يرتاع وزير الخارجية البريطاني السيد هيغ، والأمم المتحدة أيضا.
وأشار فيسك إلى أن الشرق الأوسط مليء بمئات "الحُولات"، حيث أعداد الأطفال القتلى تفوق الحصر. وتساءل ماذا لو أن جنود الأسد تركوا مليشياتهم العلوية تقوم بهذا العمل القذر؟ واستشهد بأحداث مماثلة قال إنها قامت بها جبهة التحرير الوطني في الجزائر في التسعينيات وأسفرت عن مقتل 200 ألف نفس، مقارنة بعشرة آلاف في الحرب السورية حتى الآن. وما فعله الموالون للقذافي في ليبيا، وبلطجية مبارك في مصر ضد المعارضين لنظامه، وما قامت به إسرائيل باستخدامها عملاء الكتائب اللبنانية لإرهاب وقتل خصوم لبنان. كل هذا كان حكما من خلال القتل.
وأعاد إلى الذاكرة سعي (النظام) الجزائري الحثيث في التسعينيات -في مواجهة العصيان المسلح- بحثا عن دول يمكن أن تقدم له المشورة حول هذا الوضع، واختاروا حافظ الأسد وأرسلوا وفدا عسكريا إلى دمشق ليتعلم كيف دمر النظام السوري حماة عام 1982. والآن الأميركيون -الذين كانوا قبل ستة أشهر يصفون بشار الأسد بأنه رجل ميت يمشي- يفضلون نهاية للحرب السورية على الطريقة اليمنية، كما لو أن أزمة اليمن لم تكن دموية بما فيه الكفاية. لكن استبدال الأسد بسفاح من نفس العينة (حل صنعاء) ليس هو ما سيقبل به السوريون.
وقال فيسك إن ما يحدث في سوريا حرب أهلية، وقد تكون الحولة هي نقطة التحول التي تشهد عليها الأمم المتحدة. لكن حزب البعث له جذور أعمق من الدماء، وسل أي لبناني عن ذلك. وقال إننا في الغرب سرعان ما سننسى الحولة عندما نرى مشهدا آخر للموت على شاشاتنا من الريف السوري أو من اليمن أو من الثورة القادمة.
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة