الحياة
تصدير المادة
المشاهدات : 3039
شـــــارك المادة
يرى خبراء أن "النظام السوري المتكتل حول الرئيس بشار الأسد ما زال على الأرجح متماسكاً وقادراً في الوقت الراهن على تكذيب التكهنات الغربية بقرب سقوطه"، رغم نجاح المقاتلين المعارضين في تنفيذ هجمات في قلب دمشق وسيطرتهم على أجزاء واسعة من البلاد. ويعتبر هؤلاء أن "التصريحات الغربية الأخيرة عن وصول النظام إلى أيامه الأخيرة، والتصريح الروسي المفاجئ عن احتمال انتصار المعارضة على الأرض، دلائل على أن هذه الأخيرة تعزز مواقعها، لكنهم يرون أن سقوط الأول يتطلب أكثر من هذه الضربات الصغيرة".
ويقول براء ميخائيل، الباحث في المعهد الجيوسياسي الاسباني، أن النظام السوري "لا يمكن أن يسقط سوى بانقلاب أو تدخل خارجي أو من خلال زيادة هائلة في الدعم اللوجستي الذي تقدمه الدول الأجنبية للمقاتلين المعارضين في سورية". ويضيف هذا الخبير في شؤون الشرق الأوسط أن ثمة "تصريحات دبلوماسية قوية لكن لا يجدر تقديرها بأكثر مما هي عليه لان النظام ما زال يحافظ على الهيكلية العسكرية والمؤسساتية رغم انه يفاجأ في بعض الأحيان" بهجمات من المقاتلين المعارضين، كالتفجير الأخير في غرب دمشق الذي أدى إلى إصابة وزير الداخلية السوري محمد الشعار. وكانت مواقف دولية عدة ألمحت إلى قرب سقوط نظام الرئيس الأسد. فقد أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي انديرس فوغ راسموسن الخميس أن النظام "قريب من الانهيار الذي هو ليس سوى مسألة وقت". ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى أن تحدد الأسرة الدولية هدفا لها هو "دفع الأسد إلى الرحيل في أسرع وقت ممكن"، بينما اعتبرت واشنطن أن "يأس النظام" يزداد. ويضع مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن سلسلة فرضيات لهذا السيل من التوقعات. ويقول "إما أنها بداية إجماع دولي لوضع حد للنظام أو أن الدول الغربية على تواصل مع مجموعة مهمة ومؤثرة في الجيش النظامي يمكن أن تنقلب على الأسد، أو أنهم يزيدون من ضغطهم لدفع الأسد إلى المغادرة لتفادي انهيار تام للدولة". لكن مدير المرصد الذي يتخذ من لندن مقراً له ويعتمد على شبكة واسعة من الناشطين في كافة المناطق السورية، يؤكد ان "الجيش النظامي ما زال قويا وقادرا على حماية أجزاء واسعة من الأراضي الممتدة من دمشق إلى المناطق الساحلية"، حيث تتركز الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس الأسد. ويشير خبير عسكري غربي في بيروت إلى أنه "من المؤكد أن المقاتلين المعارضين حققوا تقدماً ويبدون جريئين لكن في الوقت الراهن ما زال الجيش النظامي يحافظ بشكل عام على تماسكه ويدافع عن المدن الكبرى". ويضيف "رغم الانشقاقات وأعداد الجنود القتلى، يضم الجيش النظامي أكثر من مائتي ألف عنصر من كل الطوائف، وهو لم يزج بكل وحداته في النزاع. ما زال يتصرف كجسم واحد لديه مهمة لتنفيذها". ويشير إلى أن "الجيش النظامي كان في وضع غير مريح مع بداية النزاع عندما طلب منه إطلاق الرصاص على مدنيين عزل، لكن الأمر بات أسهل في مواجهة مقاتلين مسلحين". وتحول الرئيس الأسد الذي كان قبل عامين يقدم على انه البديل العصري للبلاد، الى شخص منبوذ من المجتمع الدولي، بينما يحظى معارضوه في الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة بمزيد من الاعتراف، ولا سيما بعد مؤتمر "أصدقاء الشعب السوري" الذي عقد في مراكش قبل أيام. لكن النظام ما زال يعتمد على دعم ثلاثة حلفاء هم إيران وروسيا والصين، علما أن الأخيرتين استخدمتا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن للحؤول دون صدور أي قرار يدينه. وكانت موسكو أكدت بعد التصريحات المفاجئة لبوغدانوف، أن موقفها من الأزمة السورية لم ولن يتغير. ويعتبر خبير فضل عدم ذكر اسمه نظرا إلى تردده الدائم على دمشق، إن "كل هذه التصريحات تشير إلى إن المفاوضات بدأت فعلا بين الولايات المتحدة وروسيا للتوصل إلى حل للازمة. يتعلق الأمر بفرض ضغوط نفسية لإرغام النظام على توقع مساومات مؤلمة".
يضيف "لكن الإعلان على الملأ أن النظام سيسقط قريبا قد يكون غير منتج، لأنه في حال عدم حصول ذلك في الأيام أو الأسابيع المقبلة، يمكن النظام أن يقول أنه أقوى من أن يكون مضطرا إلى تقديم تنازلات".
عبسي سميسم
الجزيرة نت
أحمد مصطفى
المرصد الاستراتيجي
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة