..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

اللاذقية: انقساماتها الطائفية تمنع انتفاضتها.. والنظام يعتبرها ملاذه الأخير

الشرق الأوسط

٢١ يناير ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 14399

اللاذقية: انقساماتها الطائفية تمنع انتفاضتها.. والنظام يعتبرها ملاذه الأخير
631.jpeg

شـــــارك المادة

يزداد التوتر يوما بعد يوم في أحياء محافظة اللاذقية الساحلية، فالمعارك الدائرة في ريف المدينة بين الجيش النظامي وكتائب الجيش السوري الحر ترخي بظلالها على المدينة التي تعيش انقساما طائفيا وسياسيا منذ بداية الانتفاضة. ويرتفع منسوب الاحتقان بين السكان مع ورود أنباء عن سقوط عدد من القتلى في صفوف الطرفين نتيجة المعارك المندلعة في الجبال القريبة.

 

ووفقا لناشطين معارضين «تؤيد الأحياء العلوية في مدينة اللاذقية نظام الرئيس السوري بشار الأسد وترفع صوره، فيما تتركز الثورة في الأحياء التي تقطنها غالبية سنية». وتعاني هذه الأحياء من «حصار أمني خانق من قبل الأجهزة الأمنية لمنع خروج أي مظاهرة منها». ويشير أحمد، وهو ناشط سوري يتحدر من المدينة، لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «اللاذقية انتفضت على نظام الأسد بعد محافظة درعا مباشرة، لكن حجم القمع الذي نالته من مجازر واقتحامات وقصف واعتقالات أجهض الثورة فيها ومنع تمددها». ويؤكد أن «هناك سببا أكثر أهمية منع تجذر الثورة في المدينة، وهو وقوف نصف السكان ضد الانتفاضة وإعلان تأييدهم الكلي للنظام الحاكم»، معتبرا أنه «لو وقف العلويون مع الثورة لكانت المدينة شبه محررة من قوات الأسد».

ويعيش في اللاذقية موزاييك طائفي معقد، فهناك المسلمون السنة والعلويون والمسيحيون وأقليات كردية وتركمانية وإسماعيلية مسلمة، إضافة إلى أقليات أرمنية. ورغم أن المسلمين السنة يتركزون في الأحياء القديمة للمدينة مثل «الصليبة» و«الشحاذين» و«مار تقلا» و«الكورنيش الجنوبي»، والتيتعدّ أحياء في وسط البلاد، فإن العلويين يزيدونهم عددا بسبب انتشارهم في الضواحي الجديدة والمشاريع السكنية المستحدثة كضاحيتي بسنادا وسقوبين، إضافة إلى «المشروع السابع» و«حي الزراعة» المعروف بولائه المطلق للنظام السوري. ويتركز حضور المسيحيين في حي «الأميركان» وسط المدينة إضافة إلى انتشارهم في مختلف أحياء المحافظة التي تبلغ مساحتها 58 كيلومترا مربعا. كما تضم المدينة مخيما للاجئين الفلسطينيين تعرض للقصف من القوات البحرية النظامية بعد انضمامه إلى الثورة المندلعة ضد نظام الرئيس بشار الأسد. أما في الريف، فإن العديد من القرى السنية والتركمانية تقع في مناطق محاذية للحدود التركية، مثل منطقة سلمى وما يحيطها، مما جعلها مكان مثاليا وأحد أهم معاقل الجيش الحر، حيث يوجد مئات المقاتلين المعارضين فيها. ويقول مصدر في «الجيش الحر»، من الموجودين في المنطقة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذا الريف السني المعارض محاصر بعدد كبير من القرى العلوية الموالية للنظام السوري»، مشيرا إلى أن «التماس الطائفي بين القرى يمنع الجيش الحر من التحرك بسبب التخوف من حدوث صراعات طائفية». ويوضح المصدر أن «الجيش الحر يسيطر على مناطق كبيرة من الريف منها منطقة جبل الأكراد وجبل التركمان ومنطقة سلمى وما يجاورها». وبحسب المصدر فإن «مناطق نفوذ مقاتلي المعارضة غير متصلة، إذ يفصل بينها الكثير من القرى العلوية الموالية التي وزع النظام على سكانها الكثير من الذخيرة والأسلحة ليلعب بالورقة الطائفية ظنا منه أنه يستطيع أن ينقذ نفسه».

وفي حين تشهد بعض مناطق ريف اللاذقية معارك ضارية، تعيش أحياء المدينة استقرارا نسبيا، الأمر الذي دفع العديد من سكان حمص وحلب ودمشق إلى الانتقال إليها. وفي سياق متصل، يقول ناشطون معارضون إن «النظام السوري يمهّد للانسحاب إلى اللاذقية، في حال سقطت العاصمة تحت ضربات الجيش الحر». وتفيد معلومات تتداولها مصادر في المعارضة السورية ومستقاة من مسؤولين نظاميين، بأن «النظام السوري سيعمد إلى إنشاء محطة لتزويد مدينة اللاذقية بالكهرباء بدعم إيراني، إضافة إلى تأسيس مكاتب حكومية لإنجاز المعاملات التي تتعلق بالسفر مثل مكتب وزارة الخارجية، هذا عدا عن الوحدات العسكرية الموجودة في المحافظة». ويستبعد ناشطون علويون هذا الخيار، حيث يقول أحد الناشطين العلويين ويدعى مصعب كينج، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «من المستبعد أن تتحول مدينة اللاذقية إلى ملاذ أخير للنظام السوري»، مؤكدا أن «العلويين هم أكثر المتضررين من هذا النظام ولن يسمحوا له بالتمترس واتخاذهم دروعا بشرية». ويعزو كينج خفوت شرارة الثورة في مدينته إلى «الانقسام الطائفي بالدرجة الأولى إضافة إلى القمع الذي تعرضت له».

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع