نور سورية بالتعاون مع المكتب الإعلامي لهيئة الشام الإسلامية
تصدير المادة
المشاهدات : 3489
شـــــارك المادة
باريس تقترح توسيع الدور العربي والخليجي في مؤتمر جنيف، وروسيا ستساعد في تفكيك الترسانة السورية للأسلحة الكيماوية، بينما يصرح العديد من مسؤولي نظام الأسد ببقاء بشار حتى نهاية ولايته منتصف العام القادم.
أعداد القتلى: قتل نظام الأسد 76 شخصا في سوريا، منهم 28 في درعا و17 في دمشق وريفها و10 في إدلب و9 في حلب و4 في حمص و4 في حماه و4 في دير الزور، وبينهم 8 نساء و5 أطفال و5 تحت التعذيب. (1) حالات القتلى: هذا وكان معظم القتلى في درعا، حيث قتل منهم 9 خلال الاشتباكات في محيط ثكنات التظام في مدينة طقس بدرعا و3 خلال الاشتباكات في بلدة البكار بريف درعا الغربي، وبين الشهداء رائد منشق وملازم منشق وناشط إعلامي. (2) مناطق القصف: هذا وقد وثقت لجان التنسيق المحلية 463 نقطة للقصف في سوريا، منها 34 نقطة استهدفتها غارات الطيران الحربي، بينما ألقيت البرميل المتفجرة على 3 قرى في ريف حماه الشرقي، وعين السودا بإدلب، واستهدفت صواريخ أرض - أرض منطقة السفيرة بحلب، والقنابل الفراغية ألقيت في داريا بريف دمشق، بينما سجل القصف المدفعي في 161 نقطة، والقصف الصاروخي في 139 نقطة، والقصف بقذائف الهاون في 125 نقطة في سوريا. (1)
في 110 نقاط اشتبك الثوار مع قوات الأسد فحقق الثوار عددا من الانتصارات، منها: عشرات القتلى في صفوف النظام: في دمشق وريفها قتل المجاهدون أكثر من 40 عنصراً من قوات النظام ودمّروا مدرعتين وغنموا عدداً من الأسلحة والذخائر بالاشتباكات مع قوات النظام في حي برزة، واستهدفوا تجمعات لقوات النظام في الزمانية.(1) وكان الثوار قد لغّموا الطرق المؤدية إلى حي برزة ما أدى لتفجير ثلاث مدرعات وقتل من يستقلها من الجنود. وجدير بالذكر أن الجيش النظامي حشد ثلاث فرق عسكرية من قواته بهدف اقتحام الحي في قلب الأسبوع الماضي لمنع تقدم الثوار من الغوطة وبرزة تجاه قلب العاصمة دمشق.(3) استهداف مبنى الدفاع المدني، ومعركة اقتحام المجاهدين: أعلن الجيش السوري الحر في منطقة جسر الشغور والفصائل المشاركة معها عن بدء معركة اقتحام المجاهدين الحي الشمالي في مدينة جسر الشغور. هذا وقد دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر وقوات النظام في محيط المنطقة. (3) وفي حلب أيضا، سجلت اشتباكات في حي الأشرفية والسيد علي، بينما قال المرصد إن انفجارات ضخمة دوت في مطار كويرس إثر قصف صاروخي من الجيش الحر. (4) واستهدف الثوار مبنى الدفاع المدني وأحد تجمعات قوات النظام في حي الخالدية، ومطار كويرس العسكري بعدد من الصواريخ. وفي حماه استهدف الثوار حاجز المغير، ودمّروا عدداً من الآليات والمدرعات بمناطق مختلفة من سوريا. وفي درعا استهدف المجاهدون تجمعات لقوات النظام في كتيبة الهجانة.(1) واستهدف الجيش السوري الحر حاجز الفقيع في ريف درعا وحقق إصابات مباشرة في صفوف قوات النظام وسيطرة على ذخائره. في حين اشتبك الجيش السوري الحر مع قوات النظام في بلدة البكارة وسط قصف قوات النظام بالمدفعية الثقيلة للمنطقة.(3)
الائتلاف لم يحصل على تأكيدات واضحة لا من النظام ولا من المجتمع الدولي: وصف الناطق الرسمي للائتلاف الوطني السوري لؤي صافي تصريح الأخضر الإبراهيمي الذي اتهم خلاله الائتلاف بالتلكؤ بالذهاب إلى جنيف "بعدم الدقة"، لافتا إلى "أن الائتلاف يعاني من شحّ بالمعلومات الأساسية لأي تفاوض يحقق أهداف جنيف، وأن الائتلاف مازال بانتظار أيّ من هذه المعلومات القادرة على إنجاح هذا المؤتمر". هذا وشكك الناطق الرسمي باسم الائتلاف بجدية نظام بشار الأسد تجاه سعيه للوصول إلى حل سياسي وتخليه عن السلاح الذي رفعه بوجه الشعب السوري منذ ما يزيد عن السنتين". واصفا النظام "بأنه يناور المجتمع الدولي والشعب السوري ويسعى لخداعهما ويتعامل مع جنيف2 باستهزاء وكلعبة سياسية يهدف من خلالها لكسب الوقت". وأضاف صافي تعليقا على تصريح الإبراهيمي "أنه حتى الآن لم يحصل على تأكيدات من جانب نظام بشار الأسد وحلفائه الروس حول قبول النظام لبيان جنيف بنقاطه الست المنبثقة من المبادرة العربية الأممية، وقبوله البنود الخاصة القاضية بتشكيل حكومة انتقالية بكامل الصلاحيات التنفيذية". كما أنه انتقد تصريحات وزير خارجية النظام وليد المعلم التي أصرّ فيها على بقاء بشار الأسد ما اعتبره صافي "تفريغا لمضمون جنيف وأولوياتها الضامنة لحقن الدماء". (3) الائتلاف يرد على تصريحات النظام، وانتقاد للجربا: بينما يصرح مسؤولون في النظام الأسدي ببقاء الأسد في منصبه حتى نهاية ولايته، أثير غضب المعارضة السورية، حيث أعربت في بيان صادر عن الائتلاف ردا على تصريحات المعلم أن «هذا الكلام لن يخدع العالم ويجب اتخاذ خطوات تضمن أن النظام جدي في التزامه بحضور مؤتمر جنيف». واعتبر الائتلاف أنه «إذا كان النظام صادقا في نواياه بالذهاب إلى مؤتمر سلام، فعليه أن يتعاون مع المجتمع الدولي وينهي الحصار على المدن والقرى في سوريا كالغوطة وحمص ودير الزور ويسمح للعاملين في المجال الإنساني بالوصول إلى ملايين الناس ممن في حاجة ماسة للمساعدة». وفي حين كان لافتا عدم إتيان بيان «الائتلاف» على ذكر المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» ومسألة تنحي الأسد، شن عضو «الائتلاف» سمير نشار هجوما على رئيس الائتلاف أحمد الجربا وفريقه والقوى المتعاونة معه، متهما إياهم «بالتسويق لفكرة الذهاب إلى مؤتمر جنيف 2 من دون الحصول على ضمانات حول تنحي الأسد».(5)
تجديد التعهد والالتزام بتسهيل التفتيش: تعهدت دمشق بالامتثال لقرار مجلس الأمن بشأن مخزونها الكيميائي، وهو التعهد الذي كرره الرئيس السوري بشار الأسد مرارا في مقابلات صحفية. وجدد وزير الخارجية السوري وليد المعلم في الجمعية العامة للأمم المتحدة التزام بلاده بوضع السلاح الكيميائي تحت المراقبة الدولية، والانضمام إلى الاتفاقية الدولية للحد من انتشارها. من جهتها أعلنت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري للشؤون السياسية والإعلامية أن بلادها تبذل ما بوسعها لتسهيل عمل بعثة مفتشي الأسلحة الكيميائية الدوليين في سوريا. وقالت شعبان لقناة (روسيا اليوم) إن دمشق تبذل الجهود القصوى لتسهل للبعثة إجراء تحقيق موضوعي وشفاف. وأضافت أن هناك "موجة إعلامية لتشويه صورة دمشق، بدأت حتى قبل وصول مفتشي الكيميائي الدوليين إلى الأراضي السورية". ورأت أن هناك جهات بدأت تتحدث عن تجاوزات بهذا الشأن وتتهم الحكومة السورية بأشياء لا أساس لها من الصحة. وقالت "نتمنى أن تقوم اللجنة بدورها بشكل شفاف وأن تتمكن من التوصل للحقائق من دون أي ضغوط عليها، وأن يتبنى المجتمع الدولي الحقائق التي تتوصّل إليها اللجنة على الأرض من دون أي تشويه وترويج إعلامي معاكس". وأضافت شعبان أنه ليس من المفيد الحديث عن برنامج زيارة المفتشين لسوريا، وذلك حرصا على سلامتهم.(4) الأسد باق حتى نهاية ولايته: جدد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي الإشارة إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد باق في السلطة حتى نهاية ولايته منتصف العام المقبل. وأشار الزعبي خلال ندوة إعلامية بأحد فنادق دمشق، إلى أن «سوريا باقية، الدولة والوطن والشعب والرئيس. وهذا خيار السوريين»، مؤكدا أن «كل الشعب السوري الشريف والمناضل والقوي والوطني في قواتنا المسلحة ومدنيينا وكل الناس، يطالبون بأن يكون الرئيس بشار الأسد رئيسا لهذه الدولة، شاء من شاء وأبى من أبى من المعارضة، ومن الأميركيين ومن الخونة ومن العملاء». وقال الزعبي إنه من «حق رئيس الجمهورية أن يتخذ القرار الذي يريد في هذا الوقت»، ردا على سؤال حول إمكانية ترشحه بعد انتهاء ولايته، معربا عن اعتقاده أن معارضي النظام السوري «لا يملكون الجرأة للذهاب إلى صناديق الاقتراع، ولو ملكوا هذه الجرأة لما وصلنا إلى هنا».(5)
لجنة الصليب الأحمر تتلقى ألف طلب لمعرفة أحوال المفقودين ومعلومات موثوقة تفيد باعتقالهم من قبل النظام: أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان لها "أنها تلقت منذ بداية العام ألف طلب من أشخاص يريدون المساعدة لمعرفة ما حدث لأقاربهم المفقودين في سوريا، والذي يعتقد أن معظمهم معتقل لدى سلطات النظام. كما أفادت اللجنة أنها ضمنت حصول 1.5 مليون شخص في وسط البلاد على مياه للشرب، وسط تجاهل النظام لتقديم الخدمات في المناطق التي تسودها ثورات شعبية احتجاجا على القمع الممارس ضد السوريين والمطالبة بالحرية وإسقاط النظام. هذا وقد قدمت اللجنة حصصاً غذائية إلى 320 ألف شخص في سوريا خلال الشهر الماضي. وقالت إنها قامت بـ «تنظيم جمع النفايات من جسر الحج شرق حلب من أجل تحسين الأوضاع الصحية لنصف مليون نسمة وواصلت رش المبيدات في حلب من أجل سكان المدينة الذين يفوق عددهم ثلاثة ملايين نسمة»، إضافة إلى مواصلة تأهيل منشآت المياه والسكن والصحة في أكثر من 23 موقعاً عاماً في ثماني محافظات تستضيف 4800 نازح مع إتمام العمل في 29 موقعاً آخر في ثماني محافظات تستضيف 5800 نازح. (3) كارثة إنسانية في المعظمية: حذر الائتلاف الوطني السوري المعارض في بيان من كارثة بمعضمية الشام بريف دمشق في ظل الحصار الخانق والحملات العسكرية التي تشنها قوات النظام هناك. واتهم الائتلاف في بيان النظام السوري بالقيام بحملة تجويع وتهجير ممنهجة ضد السكان من خلال قطع سبل التموين عن البلدة، وتدمير عدد كبير من الأبنية فيها. وأشار البيان إلى وفاة أربعة أطفال وثلاث سيدات جوعا في ظل الحصار المستمر منذ 280 يوما، كما أشار إلى مقتل 700 من أبناء البلدة بنيران قوات النظام، وإلى تدمير المستشفيات والمساجد فيها.(4)
خبراء دوليون في دمشق: وصل خبراء دوليون في نزع الأسلحة إلى دمشق لبدء مهمة التخلص من الأسلحة الكيميائية السورية، وذلك بعد يوم من مغادرة مفتشين دوليين كانوا يحققون في هجمات كيميائية محتملة بسوريا. وعبر الفريق المؤلف من عشرين خبيرا تابعين لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في قافلة من نحو عشرين عربة نقطة المصنع الحدودية في شرق لبنان، وكان وصولهم لبدء تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي المتعلق بتدمير الترسانة السورية من الأسلحة الكيميائية. وقال رئيس مركز الحد من الأسلحة ومنع انتشارها الجنرال روبرت كارد إن المفتشين الذين وصلوا إلى سوريا لن يحتاجوا إلا لشهرين لتعطيل قدرة النظام السوري على تصنيع أسلحة كيميائية.(4) توسيع الدور العربي والخليجي في جنيف باقتراح فرنسي: كشفت مصادر فرنسية مطلعة عن رغبة الدبلوماسية الفرنسية في دور خليجي - عربي في المؤتمر. وحسب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، فإن اجتماع «جنيف 2» الذي كان مقررا في البدء ثلاثيا، أي بحضور وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، تحول إلى خماسي بعد ضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن زائد الأمين العام للأمم المتحدة، وذلك بناء على طلب فرنسي صريح، وهو ما قبله الطرفان الروسي والأميركي. وبدورها كشفت المصادر الفرنسية لـ«الشرق الأوسط» أن باريس تشدد على الحاجة أيضا إلى الحوار مع الأطراف الأخرى المعنية في حل الأزمة السورية، وعلى رأسها البلدان الخليجية والعربية ومجموعة الـ11 الضيقة من «أصدقاء الشعب السوري».(5) تشكيك روسي بإمكانية الغرب إقناع المعارضة: شكك وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بإمكانية الدول الغربية في إقناع الثوار والسياسيين السوريين المناهضين لنظام بشار الأسد بالذهاب إلى مؤتمر جنيف.(3) روسيا ستشارك في تدمير الترسانة السورية: أكد ميخائيل باغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي أن خبراء من بلاده سيشاركون في عملية تدمير الترسانة السورية، وذلك مع تأكيد وزير الخارجية سيرغي لافروف استعداد بلاده للمساهمة بالمال والأفراد في عملية تدمير تلك الأسلحة. بدوره أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن نزع الأسلحة الكيميائية السورية سيمهد الطريق أمام التعامل مع مشكلة أصعب تتثمل في الوصول إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. (4)
صحيفة: أشفقوا على أطفال سوريا: دعت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية -بمقال لطبيبة متطوعة في سوريا- المجتمع الدولي إلى الإشفاق على حال الأطفال السوريين، وكتبت عما وصفتها بأجواء الرعب التي شاهدتها في المناطق الخارجة عن سيطرة نظام الأسد في سوريا. وقالت الصحيفة في مقال للطبيبة البريطانية صالحة إحسان -المتطوعة ضمن فريق طبي دولي للعمل في مستشفيات في شمالي سوريا- إن الأطفال السوريين يتعرضون لإصابات بالغة جراء الحرب الدائرة في البلاد. وأضافت الطبيبة المتطوعة في سوريا تحت مظلة "يدا بيد من أجل سوريا" أنها شاهدت مناظر مرعبة تقشعر لها الأبدان، وتتمثل في الأشكال المختلفة للإصابات التي يتعرض لها الأطفال. وأوضحت الصحيفة أن بعض الأطفال وصلوا إلى المستشفى بجراح غائرة، وأن البعض الآخر كانت أجزاء من جلودهم تكاد تتساقط من على أجسادهم جراء الحروق التي تعرضوا لها. وأضافت أن الطبيبة زارت موقع مدرسة في المنطقة سقطت عليها قذيفة حارقة، وأنها وجدت رائحة الأجساد المحترقة للطلاب لا تزال عابقة في المكان، كما تحدث الطبيبة عن أطفال قضوا حتفهم وأن بعضهم كانوا وحيدي آبائهم وأمهاتهم. يشار إلى أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد متهمة باستخدام الأسلحة الكيميائية على نطاق واسع، وذلك في الهجمات على مدن ريف دمشق يوم 21 أغسطس/آب الماضي والتي أسفرت عن مقتل المئات وإصابة الآلاف، معظمهم من الأطفال.(4) كتب عبد المنعم سعيد مقالا تحت عنوان: سيناريو لم يخطر على بال أحد!: منذ أسابيع، حال إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما عن نيته القيام بضربة «محدودة» لسوريا كنوع من العقاب على ما قامت به السلطات السورية بقصف مواطنين سوريين بالأسلحة الكيماوية سقط فيها 1400 من الضحايا؛ كتبت في هذا المكان عن «أسوأ السيناريوهات الممكنة»، الذي كان تحول الضربة الأميركية إلى حرب إقليمية شاملة. لم أكن واثقا أن مثل ذلك سوف يحدث، ولكن القارئ أحيانا، وكذلك صانع القرار، يحب أن يعرف ما هو أسوأ الاحتمالات المتاحة؛ لأن أفضلها معروف، وهو أن تنتهي الأزمة من دون مواجهة أو مواجهات، وما بين هذا السيناريو وذاك يمكن النظر في سيناريوهات أخرى، مثل أن تجري الضربة وتنتهي وتتحملها القيادة السورية وتمضي في مسيرتها، أو أن تجد القيادة الأميركية أنه لا مفر من توجيه ضربات «محدودة» أخرى على فترات متفرقة حسب حالة العمليات العسكرية وتوازن القوي. لم يخطر على البال ساعتها أن تأتي صفقة تتجاوز الموقف الذي قاد إلى فكرة الضربة «المحدودة»، وتقوم بتغيير توازنات القوى في المنطقة من دون أن يكون هناك حرب إقليمية. كان واضحا أن أوباما يواجه مأزقا لدى الرأي العام الأميركي الذي بات يعارض الضربة «محدودة» أو ممتدة؛ ولم يكن الحال أفضل في الكونغرس الذي تحالف فيه ديمقراطيون وجمهوريون على رفض الضربة؛ لأن بعضا لا يحب العمل العسكري من أي نوع، ولأن بعضا آخر يرى أن الضربات المحدودة ليس فيها الكفاية، ومن ثم فإن عدم القيام بها أفضل للولايات المتحدة. وكان واضحا أيضا أن بشار الأسد قد ضبط هذه المرة وهو يقوم بجريمة بشعة، وكانت الساعة تدق حتى يصدر تقرير للأمم المتحدة ينوه بأن القوات الحكومية هي التي قامت بالقصف الكيماوي. الحالة الوحيدة التي كان يمكن فيها للمعارضة أن تقوم بهذا العمل الإجرامي كان أن تخترق القوات الحكومية في دمشق، وتقيم قاذفاتها ومقذوفاتها داخلها، ومن هناك تقصف المتحالفين معها من السكان! الاحتمال بعيد عن المنطق، والأرجح أن روسيا لم تكن على استعداد للدفاع عنه، كما أنها لم تكن على استعداد للذهاب إلى أسوأ السيناريوهات ونتائجه الوخيمة، ولكن يمكن إنقاذ الموقف إذا ما كان بشار على استعداد لدفع الثمن. قصة الصفقة بعد ذلك معروفة من أول تصريح جون كيري وزير الخارجية الأميركي في لندن الذي أجاب فيه عن سؤال افتراضي عن السيناريو الذي يمكن من خلاله أن تتجنب سوريا الضربة الأميركية، ورده متشككا بأن ذلك يمكن أن يحدث إذا ما تخلت عن أسلحتها الكيماوية؛ وانتهاء بالإعلان عن قبول روسيا وسوريا لصفقة لم تكن معروضة بصورة رسمية. المسألة بدت كلها نوعا من الصدف التاريخية غير المتوقعة والتي من جودتها لا يمكن تصديقها؛ وفي التاريخ عندما يحدث ذلك فإنه إما أن الأخبار ليست طيبة أصلا، أو أن تصديقها هو نوع من الخلل العقلي، وكلاهما ليس متوافرا في حالتنا. فالمرجح أن لقاء أوباما وبوتين في قمة الدول العشرين تضمن الاتفاق الذي تم وفق السيناريو الذي سار عليه، فليس سرا على أحد أنه يستحيل عدم قدرة المخابرات الأميركية والروسية على معرفة صاحب الضربة الكيماوية، فخبراء الأمم المتحدة يعتمدون في تحليلاتهم على معلومات مخابرات الدول وصور أقمارها الصناعية، والقدرات التكنولوجية لتحليل التربة وهكذا التي لا يمكن إلا لدول عظمى أن توفرها. فإذا سلمنا أن المخابرات في واشنطن وموسكو كانتا تعلمان عن يقين من صاحب الضربة الكيماوية، فإن أوباما الذي كان يتحرق إلى تجنب الصدام مع الرأي العام كان على استعداد لقبول صفقة معقولة قدمها بوتين لتجنب الإحراج الدولي بعد كشف الحقيقة. ما جرى بعد ذلك كان أشبه بعملية إخراج لرقصة أميركية - روسية مشتركة قام فيها وزراء الخارجية وغيرهم بالتحرك بامتياز، حتى بدا الموضوع في النهاية وكأنه تجنب للحرب والسيناريو الأسوأ نتيجة مصادفات تاريخية محمودة. الغريب في الأمر، وربما كان ذلك أيضا جزءا من الصفقة، أن أحدا لم يذكر شيئا عن التغير الحاد في موازين القوى الاستراتيجية الذي جرى في الشرق الأوسط. لقد جرى التوقيع على خروج لاعب أساسي (سوريا) من توازنات المنطقة، فلم يكن سرا أن الدول العربية، مصر وسوريا والعراق، حاولت موازنة عدم توقيع إسرائيل على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية وامتلاكها سرا للسلاح النووي برفض التوقيع على معاهدة الأسلحة الكيماوية وامتلاك أسلحة كيماوية. لم يكن مثل هذا الردع كافيا، ويعاني من عدم التكافؤ، ولكنه كان يوفر قدرا من الردع إزاء دولة محدودة المساحة وقليلة السكان. والغريب أن العراق خرج من الساحة بعد أن قام صدام حسين بضرب حلبجة بالأسلحة الكيماوية قاتلا عراقيين أكرادا، وها هو بشار يخرج من المعادلة بعد ضرب ريف دمشق قاتلا مواطنين سوريين، ومن يعلم متى سوف يخرج من السلطة، ولكن بقاءه فيها سوف يكون مفيدا في إضعاف جماعات المعارضة المنتمية إلى جبهة النصرة و«الإخوان المسلمين» وكل من تحالف معهم من الراديكاليين. الاتفاق الروسي - الأميركي هنا لا يبدو أنه سوف يخص الأسلحة الكيماوية فقط، فالمرجح أن موسكو وواشنطن لديهما إغراء كاف للمضي قدما لتحقيق اتفاقيات أكبر بعد نجاح هذه الخطوة الاستراتيجية الكبرى. وهنا فإن إشارات التواضع القادمة من طهران إزاء واشنطن، وقبول علي خامنئي القائد الأعلى لدولة إيران الإسلامية بالمنطق المعتدل للرئيس الجديد روحاني في التعامل مع الموضوع النووي يجعل سيناريو الأسلحة الكيماوية السورية يمتد إلى منع إيران من امتلاك الأسلحة النووية أو تأجيله على أقل تقدير، ليس من خلال صفقة مهينة مماثلة لما جرت لسوريا حينما تفاوضت باسمها روسيا، وجرى فرض شروط فورية عليها سارعت إلى قبولها. فإيران لديها من الوسائل السياسية والدبلوماسية والعسكرية ما يجعلها تحصل على ظروف أفضل تجعل من السلاح النووي إمكانية في أوقات أخرى. ولعل ذلك هو سر الغضب الذي ألم بنتنياهو الذي بات يرى أن طهران في طريقها إلى الخروج من المأزق الدولي من دون ضربة عسكرية تؤدي إلى إزالة الخطر النووي الإيراني إلى الأبد. وكان ذلك ما كان يراهن عليه نتنياهو خلال الفترة القصيرة الماضية، بحيث يدفع الولايات المتحدة دفعا لكي تكون في مقدمة القلقين من الخطر الإيراني الذي جسدته كلمات الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد الملتهبة، والتلاعب بعمليات تخصيب اليورانيوم الذي لم يعد أحد يقتنع أنه يتناسب مع البرامج السلمية الإيرانية. تغير الشرق الأوسط، وتغيرت توازناته نتيجة سيناريو لم يكن بين الأوراق، ويخرج عن السيناريو الأسوأ والأفضل معا!!(5)
بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)(6) حسام اليعقوب - درعا - محجة محمد موفق أبو الكاس - درعا - سحم جولان رشا أحمد شباط - درعا - الشيخ مسكين أحمد الخطيب - درعا - تل شهاب ياسر عمر الكراد - درعا - حي طريق السد أحمد غسان المطرود - درعا - سحم جولان مؤيد عبد الرحيم المطر - درعا - انخل أيهم نعيم الخطيب - درعا - تسيل ضياء إسماعيل الهيمد - درعا - الصنمين ياسين محمود العميان - درعا - تل شهاب سميرة جلال القطيفان - درعا - درعا البلد عبدو خالد النذير - درعا - الجبيلية عيد جريدة - القنيطرة - خان أرنبة إبراهيم سلوم - دمشق - الزاهرة محمد علي النمر - درعا - جباب قصي خالد كنهوش - درعا - جباب مريم محمد البطال - ادلب - كفرنبل فاطمة صالح الدرويش - حماه - لطمين مهند عبد الكريم الجمعة - حماه - طيبة الإمام أحمد حسين ظاهر - ريف دمشق - مخيم خان الشيح حيدر حسين الكردي - ريف دمشق - مخيم خان الشيح محمد إسماعيل السمحي - دير الزور - الموحسن صافي محمد القاق - ادلب - دركوش سليمان غريب عجيني - ادلب - كورين محمد صالح الرمان - درعا - انخل مؤيد جدعان البردان - درعا - طفس مالك يونس الزعبي - درعا - طفس عمر أبو دحلوش - درعا - طفس أحمد عبد الله الرواشدة - درعا - طفس جهاد وليد أبو شنب - درعا - طفس ياسر عسكر - درعا - طفس فادي السوفاني - درعا - طفس محمد نور البردان - درعا - طفس عمار محمود عطية - ريف دمشق - دوما عامر محمد قبلان - ريف دمشق - الغوطة الغربية: قرية دير ماكر محمود محمد القاسم - ادلب - كفرنبودة محمد وليد اليوسف - ادلب - كفرنبودة ماهر حجازي - ادلب - جسر الشغور المصادر: 1- لجان التنسيق المحلية. 2- الهيئة العامة للثورة السورية – المكتب الإعلامي. 3- الائتلاف الوطني السوري – المكتب الإعلامي. 4- الجزيرة نت. 5- الشرق الأوسط. 6- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.
أسرة التحرير
الشرق الأوسط
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة