بهاء الحلبي
تصدير المادة
المشاهدات : 2960
شـــــارك المادة
منذ بدء انطلاق الثورة السورية ومنذ اندلاع المظاهرات الاحتجاجية، كان لابدَّ من وجود مشافٍ ميدانية لا يعلم بها النظام، إذ إنَّ معالجة الجرحى والمصابين جريمة يعاقب عليها النظام السوري.
أُنشِئت هذه المشافي بجهود فردية من الثوار وبمعدات أولية بسيطة، إلى أن تمكنت بعد دخول الجيش الحر من جلب معدات ربما يُوصَف بعضُها بالمتطور نسبياً، إلا إن استهداف النظام لهذه المشافي حال دون تقدمها وتطورها، فكثير من المعدات الجراحية والاسعافية دُمِّرت بعد قصفها من قبل القوات النظامية عدا عن الكوادر الطبية التي نزحت ولم يتبقَّ منها إلا القليل. (عثمان الحاج عثمان) طبيب سوري مقيم مع عائلته في ألمانيا ذكر لنا عدة أسباب لرحيل الأطباء كان أبرزها المضايقات من قبل تنظيم (داعش)، عندما قال: "لقد هددتني داعش وأعدموا غيري، ومثلي الكثير"، وتابع الدكتور عثمان قائلاً: "الأطباء في الخارج يعملون بشكل جيد بالإضافة لإكمال دراستهم، معظمهم سيحصل على جنسية في الفترة القادمة من الدولة التي يقيم فيها". أوضاع الأطباء هذه لطالما أثَّرت سلباً على كثير من الحالات الإسعافية حتى على جبهات القتال مع قوات النظام، فمعظم هذه الجبهات تعاني من عدم وجود فرق إسعافية تقوم على إطالة عمر المصاب بالطرق الصحية اللازمة حتى وصوله إلى المشفى، (أبو بكر) أحد عناصر الجبهة الإسلامية تحدث عن استشهاد خمسة من أصدقائه في إحدى المعارك نتيجة عدم وجود طاقم طبي. وبدورها لا تزال المشافي الميدانية أيضاً إلى الآن تعاني من نزوح الكوادر المتخصصة ومن قلة في الأجهزة الإسعافية الحديثة، فكثير من المرضى والمصابين يُنقلون إلى دول الجوار؛ نتيجة عدم توفر المعدات اللازمة لإنقاذ حياة هذا المصاب في الداخل السوري ومنهم من يُتوفى قبل وصوله. (سوار) مسعف ميداني في أحد مشافي مدينة حلب بادرنا بالقول: "هناك صعوباتٌ كبيرة نتعرض لها أثناء العمل أولها الدعم المادي، فالدعم الذي يأتي لايكفي لتأمين معدات أولية للمشفى ولا لتأمين رواتب بسيطة للأطباء"، وتابع قائلاً: "ومن ناحية أخرى هناك صعوبة في تأمين معدات طبية و أهمها جهاز تصوير أشعة (طبقي محوري)، هذا الجهاز غير متوفر في كثير من المشافي الميدانية الخاضعة لسيطرة الثوار". وختم (سوار) حديثه بأن: "هناك عدداً كبيراً من المصابين لم يتم إسعافهم لعدم توفر أجهزة طبية، والعديد منهم يُنقلون إلى تركيا ومنهم من تنتهي حياته قبل وصوله المشفى. خمسة عشر موقعاً طبياً في حلب وريفها طاله قصف طيران النظام منذ مطلع العام الجاري حسبما أفاد المعهد السوري للعدالة. قصف النظام للمشافي الميدانية سبَّب شللاً في عمل الأطباء وفي إعادة تأهيل تلك المشافي بالمعدات الطبية الحديثة، الجدير بالذكر أن المشافي الميدانية في الآونة الأخيرة باتت تعاني من شبه عجز عن معالجة كثير من الحالات الحرجة نتيجة عدم توفر المعدات اللازمة.
أورينت نت
العصر
صحيفة الحياة
أسرة التحرير
عبسي سميسم
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة