محمد إدلبي
تصدير المادة
المشاهدات : 3387
شـــــارك المادة
مع استمرار نظام الأسد بمعاقبة السوريين في الخارج بعدم منحهم أوراق ثبوتية، ومع عدم قدرة الائتلاف والأمم المتحدة على إيجاد حل لهذه المشكلة، بات آلاف الأطفال المولودون حديثاً في تركيا لا يملكون أوراق ثبوتية بما فيها جواز السفر ما شكل عائقاً كبيراً أمام الأهالي وجعل موضوع خروجهم من تركيا أمراً مستحيلاً.
صعوبة استخراج جوازت سفر: أشار جمال ناشط سوري في مدينة اسطنبول "أن الأوراق التي تطلبها قنصلية نظام الأسد لاستخراج جوازات سفر للأطفال في تركيا، تتضمن جواز سفر الأب والأم ودفتر العائلة وعقد الزواج مصدق من سوريا أو من أحد سفارات نظام الأسد، إضافة لشهادة الولادة من الولاية التي تمت بها الولادة مع صور شخصية ورسوم مالية. واعتبر جمال: "أن آلاف السوريين المتواجدين في تركيا لا يملكون جوازات سفر نتيجة دخولهم بشكل غير نظامي، أو رفض نظام الأسد تجديد جوازات السفر للعديد من الأشخاص المطلوبين أو المتخلفين عن خدمة الجيش في الداخل، ما يجعل استخراج بيان ولادة للطفل ومن ثم استخراج جواز سفر أمراً مستحيلاً. وتحدث أحمد أحد الأشخاص الذين يعانون من المشكلة قائلاً: "منذ عام تقريباً تزوجت في مدينة اسطنبول زواج شرعي ولم أثبت زواجي في قنصلية نظام الأسد على اعتبار أني مطلوب لأفرع الأمن داخل سوريا، وبعد مرور 9 أشهر رزقني الله بطفل، وأنا حالياً عاجز عن استخراج جواز سفر له.
وبالتالي لم يعد بإمكاني مغادرة تركيا أبداً، فكيف بإمكاني معالجة هذه المشكلة ونظام الأسد الوحيد القادر على حلها، فالائتلاف الوطني واجب عليه تأمين هذه الأمور للسوريين في الخارج فإلا ما الهدف من إنشائه". وتابع أحمد: قمت بتسجيل طفلي في النفوس التركية بعد الحصول على بيان ولادة وهذا أقسى ما أستطيع فعله في الوقت الراهن مع انتظار الفرج في المستقبل. وأكد جمال أن قنصلية نظام الأسد في اسطنبول قامت أكثر من مرة بتمزيق جوازات سفر لأشخاص مطلوبين في الداخل دون أن يقوم أحد بمحاسبتهم، فمن واجب الأمم المتحدة تأمين هذا الأمر لأنه حق لكل إنسان على هذه الأرض أن يملك جواز سفر ووثائق رسمية والأمم المتحدة مسؤولة عن استخراج هذه الوثائق في حال وجد ظرف استثنائي. الاستعانة بالجوازات المزورة: لجأ قسم كبير من الأهالي إلى الحصول على جوازات سفر مزوره لأطفالهم مقابل مبلغ مالي يقارب ألف دولار تقريباً، وقالت أم محمود: "عندي طفل يبلغ من العمر 8 أشهر ولا يملك جواز سفر ونريد أنا وزوجي مغادرة تركيا إلى بلد آخر فالخيار الوحيد أمامنا كان الحصول على جواز سفر مزور عبر أحد الأشخاص مقابل 1200 دولار. وأكد لنا أن هذه الجواز يؤمن عبورنا إلى العديد من بلدان العالم باستثناء لبنان والتي يتواجد في مطارها أرقام تسلسلية لجوازات السفر ما قد يعرضنا للاعتقال، ونحن حالياً ننتظر الحصول على الجواز وتجربته على أحد النقاط الحدودية. في المقابل يحاول العديد من السماسرة استخراج جوازات سفر نظامية من قبل الدوائر الحكومية التابعة لنظام الأسد في الداخل عبر طلب مبالغ خيالية تصل إلى 3 آلاف دولار دون وجود ضمان كافي أن هذا الجواز المستخرج نظامي أو مزور.
وهو ما أكده مصطفى والذي أشار أنه استخرج جواز سفر لطفله من داخل سوريا عن طريق أحد الأشخاص المقربين من نظام الأسد مقابل 3200 دولار أمريكي، ولكن اشترط عليه قبل دفع المبلغ تجربة الجواز على أحد المعابر البرية في تركيا والنتيجة كانت أن الجواز مزور وتمت طباعته بورق سيء في أحد المطابع. تساهل بالمشافي الحكومية التركية: وقررت إدارة المشافي العامة في تركيا قبل عام من الآن قبول الأطفال السوريين المولودين في تركيا في أحد مشافيها من أجل المعاينة والتصوير والعمليات في حال عدم حيازة الطفل على جواز سفر أو بطاقة تعريفية يتم القبول بجواز سفر الأب أو الأم أو تقرير المشفى الذي ولد فيه الطفل. وأشارت أم محمود أنها تأخذ طفلها شهرياً إلى المشفى من أجل المعاينة وأخذ اللقاحات المطلوبة وتطلب إدارة المشفى بيان ولادة الطفل أو جواز سفر الأب والأم ما سهل الأمر عليها كثيراً وخاصة بموضوع اللقاح الذي يتطلب في الأحوال العادية أوراقاً رسمية للطفل. كما يتم التساهل مع الأطفال الذين لا يملكون جوازات سفر في حال تسجيلهم في أحد المدارس الحكومية حيث يتم طلب جواز سفر الأب وفي بعض الأحيان يتم طلب الإقامة دون الحاجة لأوراق رسمية أخرى.
أورينت نت
الأناضول
الشرق الأوسط
عدنان أحمد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة