ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ
تصدير المادة
المشاهدات : 2793
شـــــارك المادة
ﻻ ﻣﺎﻧﻊَ ﻣﻦ ﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻋﻠﻮﻡ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺧﺒﺮﺍﺗﻬﻢ، ﻟﻜﻦَّ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﻳﻜﻤُﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺧﺬ ﻣﻨﻬﻢ ﺩﻭﻥ ﺗﻤﺤﻴﺺ ﻭﺗﺪﻗﻴﻖ. ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﺼﻄﻠﺢ "ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ"، ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﻟﻪ ﺃﺻﻼً ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻻ ﻟﻔﻈًﺎ ﻭﻻ ﻣﻌﻨﻰً، ﺑﻞ ﺍﻟﺘﺄﺻﻴﻞ ﺍﻟﻌﻘﺪﻱُّ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲُّ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻓﻪ. ﻟﻘﺪ ﺑﺤﺜﺖُ ﻋﻦ ﻟﻔﻆ "ﺍﻟﺜﻘﺔ" ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻠﻢ ﺃﺟﺪ ﺇﻻ ﻧﻜﺮﺍﻥ ﺍﻟﺬﺍﺕ، ﻭﺍﻟﺘﺒﺮﺅ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﻝ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ. (ﻭﻣﺎ ﺗﻮﻓﻴﻘﻲ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻠﻪ ) ، (ﻻ ﻗﻮﺓ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻠﻪ ). ﺇﻥَّ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔَ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﻘﻮﻡُ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻧﻔﺦ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺗﻀﺨﻴﻢ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺿﻤﻮﺭ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻴﻪ. ﻓﻤﺎ ﻣﻌﻨﻰ "ﻻ ﺣﻮﻝ ﻭﻻ ﻗﻮﺓ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻠﻪ" ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻛﻨﺰ ﻣﻦ ﻛﻨﻮﺯ ﺍﻟﺠﻨﺔ؟ ﻭﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ: "ﻳﺎ ﺣﻲُّ ﻳﺎ ﻗﻴﻮﻡُ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﺃﺳﺘﻐﻴﺚ، ﺃﺻﻠﺢ ﻟﻲ ﺷﺄﻧﻲ ﻛﻠﻪ ﻭﻻ ﺗﻜﻠﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﻃﺮﻓﺔ ﻋﻴﻦ"؟ ﺛﻢ ﻫﻞ ﺗﺄﻣَّﻞ ﺍﻟﻘﻮﻡُ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ:.. "ﻭﺃﻧَّﻚَ ﺇﻥ ﺗﻜﻠﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﺗﻜﻠﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺿﻌﻒٍ ﻭﻋَﻮﺭﺓٍ ﻭﺫﻧﺐٍ ﻭﺧﻄﻴﺌﺔٍ، ﻭﺇﻧِّﻲ ﻻ ﺃﺛﻖُ ﺇﻟَّﺎ ﺑﺮﺣﻤﺘِﻚ"؟ ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ.. ﻫﻞ ﺭﺃﻳﺖ؟ ﻻ ﺃﺛﻖُ ﺇﻻ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ " ، ﻓﺄﻳﻦ ﻣﻮﻗﻊُ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻫﻨﺎ؟ ! ﻭﻣﺜﻠﻬﺎ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻘﺪﺳﻲ : " ﺃﻧﺎ ﻋﻨﺪ ﻇﻦّ ﻋﺒﺪﻱ ﺑﻲ ." ﺇﻧَّﻪ ﺣﺴﻦُ ﺍﻟﻈﻦّ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻭﻻ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﺤُﺴﻦِ ﺍﻟﻈﻦّ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ. ﻟﻘﺪ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﺃﻋﻈﻢَ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﺠﺪُ ﺃﻋﻈﻢَ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻧﺠﺎﺣًﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣَّﺔ ﻭﻣﻨﺬ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﻳﻤﺎﺭﺳﻮﻥ ﻭﻳُﻌﻠّﻤﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻧُﻜﺮﺍﻥَ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺗﺄﺩﻳﺒﻬﺎ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﻗﺪﺭﻫﺎ ﻭﺣﺠﻤﻬﺎ. ﻟﻘﺪ ﺗﻤﺎﺩﻯ ﺍﻟﻤﺪﺭّﺑﻮﻥ ﻓﻲ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﻣﺎ ﻳﺴﻤّﻮﻧﻪ "ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ" ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﻭﺍﻟﻐﺮﻭﺭ، ﺑﻞ ﺧﺪﺍﻉ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺇﺫﺍ ﻛﺮَّﺭ ﺍﻟﻔﺎﺷﻞُ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ " ﺃﻧﺎ ﻧﺎﺟﺢ " ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻴﻨﺠﺢ!! ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺭﺳَّﺨﺖ ﻓﻴﻨﺎ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔُ ﺃﻥ ﻧﻜﺮّﺭ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ " ﺇﻳﺎﻙ ﻧﻌﺒﺪ ﻭﺇﻳﺎﻙ ﻧﺴﺘﻌﻴﻦ." ﻧﺴﺘﻌﻴﻦُ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺫﺍ؟ ﻋﻠﻰ ﻛﻞّ ﺷﻲﺀٍ ﺑﻼ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ . ﻟﻘﺪ ﺍﻃﻠﻌﺖُ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻣَّﺔِ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺪﻟّﻮﻥ ﺑﻪ ﻓﻮﺟﺪﺗُﻪ ﺑﻌﻴﺪَ ﺍﻟﻤﺨﺮَﺝ، ﻣُﺘﻜﻠَّﻒ ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺞ، ﻓﻼ ﻳﺮﻭﻱ ﻏﻠﻴﻼ ﻭﻻ ﻳﺸﻔﻲ ﻋﻠﻴﻼ. ﺇﻥَّ ﻣَﻦ ﻻ ﺻﻠﺔَ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤُﻠﺤﺪﻳﻦ ﻭﺿﻌﻔﺎﺀ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺭﻓﻊ ﻫﻤَّﺘﻪ ﺑﺘﻜﺮﻳﺲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻟﻴﺪﻓﻊ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﻌﺠﺰ َ ﻭﺍﻟﻔﺸﻞ ﻭﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻋﻨﺪﻫﻢ. ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻋﺮﻑ ﺭﺑَّﻪ ﺑﻜﻤﺎﻟﻪ ﻭﺟﻼﻟﻪ ﻭﺟﻤﺎﻟﻪ، ﻭﻋﺮﻑ ﻧﻔﺴَﻪ ﺑﺠﻬﻠﻪ ﻭﻋﺠﺰﻩ ﻭﻓﻘﺮﻩ، ﻓﻘﺪ ﺣﺴُﻦ ﺗﻮﻛُّﻠﻪ ﻭﺗﻔﻮﻳﻀُﻪ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺛﻘﺘﻪ ﺑﺘﻮﻓﻴﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻮﻧﻪ ﺃﻗﻮﻯ ﻓﻲ ﺭﻓﻊ ﻫﻤﺘﻪ ﻭﺣﺼﻮﻝ ﻣﻘﺼﻮﺩﻩ، ﻭﺻﺪﻕ ﺗﻔﺎﺅﻟﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺮَّ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﺑﺘﺮﻙ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻧﻮﻉٍ ﺁﺧﺮَ ﻣﻦ ﺍﻟﺨُﺬﻻﻥ، ﻭﻫﻮ ﺳﺒﻴﻞ ﻋﺠﺰٍ ﺁﺧﺮ ﻳﺘﻤﺜﻞُ ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﺟﺰﺓ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﺔ. ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻧﺤﻦ ﻧﺮﻳﺪ ﺑﺎﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥَ ﺑﺎﻟﻘُﺪُﺭﺍﺕ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﻮﺍﺛﻖَ ﺛﺎﺑﺖَ ﺍﻟﺠَﻨﺎﻥ ﺭﺍﺳﺦ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ. ﻓﺄﻗﻮﻝ: ﻫﻮ ﺫﺍ ﻋﻴﻦُ ﺍﻟﺨﺬﻻﻥ، ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﺧﻄﻴﺐٍ ﻣﻔﻮَّﻩٍ ﻭﺛﻖ ﺑﻘﺪﺭﺍﺗﻪ ﻓﺘﻠﻌﺜﻢ ﻭﺍﺭﺗُﺞَّ ﻋﻠﻴﻪ؟ ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺫﻛﻲٍّ ﻣﺘﻔﻮّﻕٍ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻓﺸﻞ ﻓﻲ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭ؟ ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺗﺎﺟﺮٍ ﺣﺎﺫﻕٍ ﺧﺒﻴﺮٍ ﻓﻲ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﻖ ﺧﺴﺮ ﻓﻲ ﺗﺠﺎﺭﺗﻪ؟ ﻭﻛﻢ .. ﻭﻛﻢ .. ﻭﻛﻢ؟ ﺇﻥَّ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻫﻲ ﻋﻮﻥُ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﻮﻓﻴﻘﻪ. ﻓﺎﻟﺜﻘﺔُ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﻫﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺛﻘﺔٌ ﺑﻤﺨﻠﻮﻕ، ﻓﻼ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻣﻊ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﻮﺍﻫﺐ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﻭﺧﺎﻟﻘﻬﺎ، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﺴﻠﺒﻬﺎ ﺳﻠﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﻓﺔ ﻋﻴﻦ، ﻓﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭُ ﻋﺎﺟﺰًﺍ ﻓﻲ ﻃﺮﻓﺔ ﻋﻴﻦ.
ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻮﻥٌ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﻔﺘﻰ ﻓﺄﻭَّﻝُ ﻣﺎ ﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩُﻩ .
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ: ﺩﻉ ﻋﻨﻚ ﺗﺄﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﻤﺒﻄﻠﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺰﺧﺮﻓﻮﻥ ﺍﻟﻘﻮﻝ، ﻭﺍﺑﺮﺃ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻚ ﻭﻗﻮﺗﻚ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﻻﻙ، ﻓﺜَﻢَّ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡُ ﻭﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻭﺍﻟﺴﺪﺍﺩ. ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺟﺎﺀﺗﻚ ﻭﺳﻮﺳﺔُ ﺍﻟﻤﺪﺭّﺑﻴﻦ ﻓﻘﻞ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ: "ﻭﻣﺎ ﺗﻮﻓﻴﻘﻲ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻠﻪ".
صفحة الكاتب على فيسبوك
طه جابر العلواني
مهدي الحموي
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة