الخليج أونلاين
تصدير المادة
المشاهدات : 2721
شـــــارك المادة
لا تزال إيران تحاول فرض نفوذها في المنطقة عبر سياسة ممنهجة تمارس من خلالها أبشع صور القتل والدمار وتخريب البنية التحتية في دول العالم العربي، بقيادة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، رغم التحذيرات الدولية والتقارير الأممية.
ولطالما حذرت دول الخليج من مخاطر انتشار السلاح بيد المليشيات التي تقودها وتمولها إيران لبسط نفوذها في المنطقة؛ من حزب الله بلبنان مروراً بمليشيات الحوثي في اليمن إلى مليشيات بشار الأسد، حتى مليشيا الحشد الشعبي في العراق.
عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، حذر يوم 26 ديسمبر/ كانون الأول، من المجازر التي تنفذها المليشيات الطائفية في العراق، معتبراً أنها تهدد وحدة البلاد وأمنها.
وأُسست قوات الحشد الشعبي بفتوى دينية من المرجع الشيعي علي السيستاني، عقب سيطرة تنظيم الدولة، في 10 يونيو/حزيران 2014، على مدينة الموصل ثاني أكبر مدينة في العراق.
وتُتهم قوات الحشد الشعبي، على نطاق واسع، بارتكاب انتهاكات كثيرة ضد المدنيين في المدن ذات الغالبية السنية في العراق، مثل تكريت والفلوجة وديالى وكركوك والموصل، بعد انتزاعها من يد تنظيم الدولة، الأمر الذي ينفيه "الحشد الشعبي" عادة.
وفي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، صوّت مجلس النواب (البرلمان) العراقي مؤيداً منح مليشيات الحشد الشعبي الشيعية صفة رسمية.
ولا توجد بيانات رسمية عن عدد تلك المليشيات وحجمها، ولكن بعض المصادر تشير إلى أن عددهم نحو 300 ألف مسلح، ينتمون إلى كتائب شيعية عراقية مسلحة.
ولا تخفي إيران ارتباط مليشيا الحشد الشعبي علناً بمرشد إيران الأعلى علي خامنئي؛ إذ أكد الأخير الشهر الماضي، لدى لقائه رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في العراق عمار الحكيم، حرص "المراجع الدينية" في إيران على مليشيا الحشد الشعبي، معتبراً أنه "حشد مقدس" ويعمل لنشر ما سماه "الثورة الإسلامية" الإيرانية في المنطقة. في حين أكد الجبير في مؤتمر صحفي مشترك من الرياض مع نظيره الأردني، أن "الحشد الشعبي مؤسسة طائفية ترتكب مجازر في العراق بدعم من ضباط إيرانيين، على رأسهم قاسم سليماني"، مستدركاً: "لا مكان لـ(الحشد) إذا أردنا أن يكون العراق موحداً".
وعقب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، تحوّل قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، إلى اسم لا يعكس سوى الدم والحرب في بقع غير دولته إيران، فالقائد سيئ الصيت، يتجول في بلدان سوريا والعراق، وتُشارك مليشياته في المعارك هناك، إضافة إلى دوره الخفي في اليمن ودول أخرى تتعرض لهجمات تحمل البصمات الإيرانية؛ منها الكويت والمنامة. وأصبح سليماني أيقونة حرب تحفها انتهاكات حقوق الإنسان والإدانات الدولية، توّجها مؤخراً بـ"جيش التحرير الشيعي"، الذي ادعى مسؤول إيراني أن الهدف الرئيس له "تحرير القدس، وإنهاء وجود إسرائيل خلال فترة أقصاها 23 عاماً"، زاعماً أن هذا الجيش موجود بالفعل على الحدود مع إسرائيل، ويحارب بقيادة قاسم سليماني على ثلاث جبهات، هي: العراق، وسوريا، واليمن.
يسلط قسم الملتيميديا في "الخليج أونلاين"، الضوء من خلال الفيديو المعلوماتي التالي، على أبرز مهام سليماني ودوره في السياسة الخارجية الإيرانية.
ففي العراق، كان سليماني حاضراً في معظم معارك الجيش العراقي لاستعادة مدنٍ كان يسيطر عليها تنظيم الدولة، وأثار وجوده استياءً شعبياً واسعاً، قبل أن تغلق الحكومة العراقية المقربة من إيران، الأفواه بإعلان سليماني مستشاراً عسكرياً لديها. وبدأ سليماني بتشكيل جهاز استخبارات لمليشيا الحشد الشعبي العراقية على غرار جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري، والذي يسمى "حفاظت إطلاعات"، بحسب ما كشفت عنه مصادر عراقية، في 20 سبتمبر/ أيلول من عام 2016.
وفي سوريا، تشدّ قوات إيرانية، بتوجيه وحضور متقطع لسليماني (معلن وسري)، عضد النظام السوري في الانقضاض على المعارضة المعتدلة، إلا أن قواتها هناك مُنيت بخسائر دامية، تسببت في قتل المئات من مقاتليها، كما خسرت العشرات من قيادات "الحرس الثوري" الذي يمثل الذراع العسكرية الأقوى لطهران، وكلف ذلك إيران ميزانيات طائلة سببت تذمراً داخلياً.
ويتصل بتدخل إيران في سوريا ارتباطها ودعمها اللوجيستي لحزب الله اللبناني، أقدم أذرعها في المنطقة، وهو على التصاق بصولاتها المشبوهة في اليمن والعراق وسوريا. وفي 20 ديسمبر/ كانون الأول، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جون كيربي، أن بلاده تعتزم طرح قضية وجود سليماني بمدينة حلب السورية في مجلس الأمن، مؤكداً أن سفره ينتهك القرارات الدولية التي تحظر عليه ذلك.
وقال كيربي: "لقد قلنا مراراً إن على إيران أن تختار ما إذا كانت ستلعب دوراً إيجابياً بحل الصراعات كتلك الدائرة في سوريا أو ما إذا كانت ستقرر إطالتها. سفر سليماني ينتهك قرار الحظر، نحن أمام خطوة تخالف قرار مجلس الأمن رقم 2231 ونحن سنطرح القضية بالتأكيد أمام المجلس". ومع أن الولايات المتحدة تصنف سليماني بأنه "إرهابي"، وفرضت عليه عقوبات في عام 2005؛ لدوره في دعم الإرهاب بالشرق الأوسط، ولكون الفيلق يعمل تحت إشراف مباشر من المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي، إلا أنها لم تتخذ أي إجراء فعلي من شأنه أن يمنع تدخله في شؤون دول المنطقة.
العربية نت
العربي الجديد
الأناضول
أسرة التحرير
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة