فتحي محمد أحمد اسماعيل
المرفقـــات
تصدير المادة
المشاهدات : 7735
شـــــارك المادة
الغلو والتطرف والتشدد والتعصب والعنف والتكفير والإرهاب، كلمات ومصطلحات لأمور نهى الإسلام عنها وحذر منها، ولا أدل على ذلك من قول الله تعالى واصفا هذه الامة : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [سورة البقرة:143] فالوسطية والاعتدال هو الوصف الذي اختاره الله تعالى لهذا الدين وهذه الأمة، ولا عبرة بعد ذلك بأوصاف المغرضين والحاقدين.
قال ابن تيمية: (الغلو مجاوزة الحد بأن يزاد في الشيء في حده على ما يستحق ونحو ذلك) لقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الغلو والتشدد في الدين فقال: (هلك المتنطعون) قال النووي: أي المتعمقون المغالون المجاوزون الحدود بأقوالهم وأفعالهم . وفي حديث أنس رضي الله عنه في قصة الثلاثة الذين سألوا عن عبادة الرسول صلى الله عليه وسلم فكأنهم تقالوها, ثم ذكروا غلوهم في العبادة والدين، فقال صلى الله عليه وسلم ( إني أخشاكم لله وأتقاكم له ولكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ). بعد هذا التمهيد بدأ الباحث بالفصل الأول: الذي عالج فيه أسباب الغلو والتطرف، وهو أمر في غاية الأهمية، فعادة ما يهاجم الغلو والتطرف دون معرفة الأسباب التي أدت إليه ومعالجتها، وهذا ما يفعله أعداء الإسلام اليوم، يمارسون الظلم والتفقير والتجهيل على الأمة العربية الإسلامية، فإذا ما أدى ذلك إلى ظهور بعض ردود الأفعال العنيفة تجاه ذلك، وصفوا الإسلام بالتطرف والتشدد دون معالجة الأسباب التي صنعت هذا الغلو والتطرف، والتي كانت من عمل أيديهم . ذكر الباحث جملة من الأسباب التي تؤدي إلى الغلو والتطرف، الأسباب الدينية المتمثلة بعدم الإيمان بالبعث والنشور والتقليد الأعمى، والأسباب العلمية التي يتصدرها الجهل وقلة العلم، التي تجعل بعض الناس يطلق أحكاما دون علم أو معرفة، ويقوم بأفعال يظنها حسنة وهي غلو وتطرف، كما حصل مع الثلاثة الذين سألوا عن عبادة الرسول في الحديث السابق، أما الأسباب النفسية فعادة ما تظهر في الأنانية والأثرة وحب النفس، وكذلك الحسد الذي قاد أبو جهل للتطرف في معاداة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن الأسباب العملية للغلو والتطرف الخشونة والغلظة والشدة في غير محلها، فقد علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم كيف نتعامل مع بعض الحوادث التي ربما تسبب ظهور الخشونة والغلو والتطرف، وخير مثال على ذلك حديث الأعرابي الذي بال في المسجد فأمر النبي أن يهريقوا على بوله سحلا من ماء ثم قال: (إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين). أما مسألة التطرف في التكفير فقد ذكر الباحث بعض القواعد التي تحكم هذه المسألة لأهميتها في عصرنا اليوم، أولها أن الإنسان يدخل في الإسلام بالنطق بالشهادتين باللسان والظاهر والله يتولى السرائر، والثانية أن المعاصي والكبائر لا تخرج المسلم من دينه، أما إنكار شيء معلوم من الدين بالضرورة أو الاستهزاء به فهو ردة وكفر صريح . أما أهداف الغلو والتطرف فهي وصف هذا الدين بالإرهاب والتشدد وتنفير الناس منه لعدم الدخول فيه، وهو ما تسعى من أجله كل القوى المعادية للإسلام من اليهود والنصارى وغيرهم، رغم أن الأحاديث النبوية التي تدعو لليسر وعدم العسر أكثر من أن تحصى، قال صلى الله عليه وسلم: (إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا). أما نتائج الغلو والتطرف فهي أكبر مما يطيقه الناس ويتحملونه، ترويع الآمنين وزعزعة الاستقرار، والتشكيك في الدين والتمرد على أهله من قبل عامة الناس، وذلك نتيجة لزرع فكرة ربط الإسلام بالغلو والتطرف والتشدد، ومن المعلوم أن من أكبر المؤثرات في الشعوب الإسلامية هو الدين وعلماء الدين، ولعل الإرهاب الممارس في بلادنا العربية والإسلامية أحد نتائج الغلو والتطرف .
إبراهيم السكران
عماد الدين خيتي
أبو أحمد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة