..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

لا تحزنوا إن الله معنا

رابطة خطباء الشام

٦ مايو ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 12985

لا تحزنوا إن الله معنا
تحزن 00.jpg

شـــــارك المادة

مقدمة:
أمر عظيم غفلنا عنه كثيرا, في الوقت الذي نحن فيه بأمس الحاجة إليه ليكون مصدر قوتنا وعزنا, ونعيد به توازن الحياة المنهار، إنه الثقة بالله وعدم الحزن على مافات أو مما هو آت.

1- النهي عن الحزن
إن الحزن أمر طبيعي في الإنسان  وهو من الأحوال الثمانية التي تعتريه وتعترضه ولكنها لا تدوم،  ويجمعها قول من قال:
ثمانية تجري على المــرء دائما  ****  وكل امرئ لا بد يلقى الثمانية
سرور وحـزن واجتمــاع وفرقــة  ****   وعسر ويسر ثم سقم وعافية

وإن هذا الحزن يصيب المسلم كما يصيب الكافر، فلقد حزن نبي الله يعقوب لفراق ابنه يوسف،
قال الله تعالى: {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يَا أَسَفى عَلى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} [يوسف:84].
وحزن النبي صلّى الله عليه وسلّم لموت ابنه إبراهيم، فَقَالَ وعيناه تذرفان: (إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلا نَقُولُ إِلا مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ).[1]
والحزن هو ألم يشعر به الإنسان ويتعلق بما مضى من أفعال ندم على ارتكابها بعد فوات الأوان، وهو مقرون بالخوف والوهن في القرآن الكريم كما هو مقرون في الحديث بالهم والغم، والخوف يتعلق بأمور مستقبلية يتوجس منها الإنسان وينتظر وقوعها، فيكون مهموما فيؤذي به ذلك إلى الضعف والوهن.
ومن كان الله معه لا ينبغي أن يحزن على ما فات، ولا أن يخاف على ما هو آت، يقول الله تعالى: {يَا عِبَادِي لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} [الزخرف:68].
ويقول سبحانه: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس:62]،
ويقول سبحانه: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} [الأعراف:49]،
ومن كان الله معه لا ينبغي أن يناله هم ولا وهن، يقول الله تعالى: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الاعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، ويقول: {فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الاعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ} [محمد:35]
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله فيقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ)[2]
{لا تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا}، إن هذه الآية الكريمة تحكي حالة النبيﷺ مع صاحبه في الغار، حيث تبعهما المشركون حتى وقفوا بمقربة منهما وقد انكشفا أمام أعين عدوهما، لا يفصلهم عن الوصول إليهما إلا بضعة أمتار، وهنا يحزن أبو بكر ويرتعش، ليس بسبب خوف متجذر في نفسه؛ بل من أجل الخوف على مصير دينه وعقيدته، وهنا يعالج النبي صلى الله عليه وسلم الحال، وينفث بنفحاته في قلب أبي بكر ليهدأ ويتماسك، فيقدم له قاعدة لا يجوز لمن يعيش في ظلها أن يتسرب الحزن إلى قلبه أبدا، هذه الكلمة الجميلة الشجاعة قالها صلى الله عليه وسلم وهو في الغار مع صاحبه أبي بكرٍ الصديق وقد أحاط بهما الكفّار، قالها قويةً في حزمٍ، صادقةً في عزمٍ، صارمةً في جزمٍ: لا تحزن إن الله معنا.
فما دام الله معنا فلِمَ الحزن؟ ولِمَ الخوف؟ ولِمَ القلق؟ اسكنْ، اثبتْ، اهدأْ، اطمئنَّ؛ لأنّ الله معنا. لا نُغلب، لا نُهزم، لا نضلّ، لا نضيع، لا نيأس، لا نقنط؛ لأن الله معنا. النصر حليفنا، الفرج رفيقنا، الفتح صاحبنا، الفوز غايتنا، الفلاح نهايتنا؛ لأن الله معنا.
لو وقفتِ الدنيا كلّ الدنيا في وجوهنا، لو حاربنا البشر كلّ البشر، ونازلنا كلُّ مَن على وجه الأرض، فلا تحزن؛ لأنّ الله معنا.
مَن أقوى منّا قلباً؟ مَن أهدى منّا نهجاً؟ مَن أجلّ منّا مبدأً؟ مَن أحسن منّا مسيرةً؟ مَن أرفع منا قدراً؟ لأنّ الله معنا.
ما أضعفَ عدوَّنا! ما أذلَّ خصمَنا! ما أحقرَ مَن حاربنا! ما أجبن مَن قاتلنا! لأنّ الله معنا.
لن نقصد بشراً، لن نلتجئ إلى عبدٍ، لن ندعوَ إنساناً، لن نخاف مخلوقاً؛ لأنّ الله معنا.
نحن أقوى عدةً، وأمضى سلاحاً، وأثبتُ جَناناً، وأقوم نهجاً؛ لأنّ الله معنا.
نحن الأكثرون الأكرمون الأعلون الأعزّون المنصورون؛ لأنّ الله معنا.
يا أبا بكرٍ! اهجرْ همّك، وأزلْ غمّك، واطردْ حزنك، وانسَ يأسك؛ لأنّ الله معنا.
يا أبا بكر! ارفعْ رأسك، وهدّئْ من روعك، وأرحْ قلبك؛ لأنّ الله معنا.
يا أبا بكر! أبشرْ بالفوز، وانتظر النصر، وترقّب الفتح؛ لأنّ الله معنا.
غداً سوف تَعلو رسالتنا، وتَظهر دعوتنا، وتُسمع كلمتنا؛ لأنّ الله معنا.
غداً سوف نُسمع أهلَ الأرض روعةَ الأذان، وكلامَ الرحمن، ونغمةَ القرآن؛ لأن الله معنا.
غداً سوف نُخرج الإنسانيّة، ونحرّر البشريّة من عبوديّة الوثنيّة؛ لأن الله معنا.
هذه عناها رسولنا صلى الله عليه وسلم بقوله لأبي بكر الصديق وهما في الغار وقد أحاط بهما الكفار من كل ناحية، وطوّقهما الموت من كل مكان، وأُغلقت الأبوابُ إلا باباً واحداً، وقطعت الحبالُ إلا حبلاً واحداً، وعزّ الصديق والقريب، وغاب الصاحب والحبيب، وعجزت الأسرة والقبيلة، وبقي الواحد الأحد الفرد الصمد، حينها قالها عليه الصلاة والسلام: {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}.
إذن معنا الركن الذي لا يُضام، والقوة التي لا تُرام، والعزة التي لا تُغلب. وما دام الله معنا فمِمّنْ نخاف؟ ومن نخشى؟ ومن نرهب؟ فهو القوي العزيز، وهم الضعفاء الأذلاّء، ما دام الله معنا فلا تأسفْ على قِلّةٍ من عدد، أو عوزٍ من عتاد، أو فقرٍ من مال، أو تخاذلٍ من أنصار.
إن الله معنا وكفى، معنا بحفظه ورعايته، بقوته وجبروته، بكفايته وعنايته، وإن أعظم كلمة في الخَطْب وأشرف جملة في الكرْب هي هذه الكلمة الصادقة الساطعة: لا تحزن إن الله معنا.
وسرّ هذه الكلمة في مدلولها وعظمتها في معناها يوم تذكر معية الله عزّ وجلّ وهو الذي بيده مقاليد الحكم، ورقاب العباد، ومقادير الخلق، وأرزاق الكائنات واليوم وقد نزل بنا ما ترون، فما الحيلة؟
الحيلة رفع ملفّ القضية، وأوراق الفاجعة، وسجلّ الكارثة إلى مَن على العرش استوى؛ ليقضي فيها بما يشاء، ولكن صاحب الرسالة ذا القلب المشرق الفيّاض أرسل لصاحبه أبي بكر رسالةً رقيقةً هادئةً حانيةً نَصّها: لا تحزن، إن الله معنا، فصار الحزن سروراً والهمّ فرجاً، والغمّ راحةً، والكرب فرجاً، والهزيمة نصراً عزيزاً.
عنايةُ الله أغنتْ عن مضاعفةٍ *** من الدروعِ وعن عالٍ من الأطُمِ
وكلمة «لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا» يحتاجها المسلم كلّ آن؛ فإذا تكاثف همّك، وكثر غمّك، وتضاعف حزنك فقلْ لقلبك: {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}. وإذا غلبك الدَّين، وأضناك الفقر، وشواك العدم، فقل لقلبك: {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}، وإذا هزّتْك الأزمان، وطوّقتْك الحوادث، وحلّت بك الكُرُبات، فقل لقلبك: إن الله معنا.
وذهاب الحزن نعمة عظيمة يجب أن نحمد الله عليها كما حمده أهل الجنة: يقول الله تعالى: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر:34].
ولهذا كان أحبَّ شيء إلى الشيطان أن يُحْزن العبد المؤمن ليقطعه عن عمله، ويوقفه عن فعل الخير فيزين له التناجي بالغيبة والنميمة, قال الله تعالى: {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيُحْزنَ الَّذِينَ آَمَنُوا} [المجادلة:10].
2- معنى معية الله تعالى للإنسان:
ومعية الله تعالى للإنسان تكون على نوعين اثنين:
الأولى: المعية الشاملة العامة التي تكون مع كل شيء في كل زمان ومكان، وتكون مع الإنسان مسلما أو كافرا أيا كان، يرانا يعلم بوجودنا، ويرى أفكارنا ويعلم ما توسوس به نفوسنا، وما تخفي صدورنا، {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد:4].
يقول  الله تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلا هُوَ مَعَهُمْ}[المجادلة:7].
الثانية: المعية الخاصة وهي معية الحفظ والعناية، معية الجزاء والثواب، معية الفضل والإكرام، معية الرحمة والرأفة والإنعام، وهذه إنما تكون مع من كان مع الله في سره وعلانيتة، يراقب الله تعالى في سريرته وفي سيرته وفي صورته، فتكون سريرته مليئة بمقامات اليقين: من الإيمان والمحبة والصدق والإخلاص والخوف والرجاء والشكر والصبر والتوبة والزهد والتوكل والرضا، كما تكون سيرته في معاملاته وعباداته وعاداته وفق سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر الله تعالى معيته في القرآن الكريم مع المؤمنين ومع المتقين ومع المحسنين ومع الصابرين أما مع المؤمنين ففي قوله تعالى: {وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ}[الأنفال:19]،
أما مع المتقين ففي قوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [البقرة:194].
وأما مع الصابرين ففي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة:153]. وقوله تعالى: {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال:46] وأما المحسنين فقوله: {وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت:69].
واستمع إلى هذه البشائر:
قال تعالى: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}[الصف:8-9]،
وقال سبحانه: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}[الصافات:171-173]،
وقال عز وجل: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}[النور:5].
فهذه كلها وعود جازمة بالنصر والتمكين، وعدنا بها من بيده ملك السماوات والأرض، وعدنا بها من قلوب العباد، وعقولهم، ونواصيهم، وقواتهم، وأسلحتهم، وتخطيطاتهم، بيده وحده لاشريك له.. فهل تنكر من ذلك شيئا؟..
ثم لا تنبهـر عينك من كثرة الكافرين وتألبهم على المسلمين، ولا تخش من أسلحتهم، وتطورهم، وظهورهم، فإن كيدهم مهما عظم فهو ضعيف: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا} [الطارق:15-17]،
نعم أمهلهم رويدا.. وقد يكون هذا الرويد سنة أو سنتين أو عشراً أو أكثر.. لكنه رويد مهما طال، وهم مع اجتماعهم، واتفاقهم على حربنا، إلا أنهم والله يوشكون أن يختلفوا ويقتتلوا، ويكفي الله المؤمنين القتال، {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} [الحشر:14].
وعن سعد بن أبي وقاص أن وسول الله قال: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لايضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك)[3]
هل تعلم؟!! سوف نقاتل اليهود! نعم اليهود، الذين يجري البعض الآن وراءهم يستجديهم السلام! سوف نقاتلهم، بل سوف نقتلهم، ويقاتلهم معنا كل شيء حتى الحجر والشجر!.
عن أي هريرة أن رسول الله قال: (لاتقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبأ اليهودي من وراء الحجر والشجر! فيقول الحجر أو الشجر: يامسلم! ياعبدالله! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود)[4]
3- أحسنوا الظن بالله ولا تقنطوا:

إن حسن الظن بالله تعالى واجب وهو أنس للعبد في حياته, ومنجى له بعد مماته, ولقد قال أحد العلماء :كلما كان العبد حسن الظن بالله تعالى حسن الرجاء له صادق التوكل عليه فإن الله لا يخيب أمله فيه البتة، فإنه سبحانه لا يخيب فيه أمل آمل ولا يضيع عمل عامل ولا أشرح للصدر ولا أوسع له بعد الإيمان من ثقته بالله ورجائه له وحسن ظنه به.

فيا أيها المجاهدون: تبرؤوا من حولكم وقوتكم وتوكلوا على ربّكم وثقوا به سبحانه وأحسنوا الظنّ به وكونوا على يقين بأنه إذا كان معنا فحن الأعلون بإذن الله، وماهذه الضوائق والمحن الشديدة التي نمر بها إلا بشائر من عندالله عزوجل للفرج القريب.

-------------------------------
1 - رواه البخاري ومسلم
2 - البخاري/5425
3 - رواه مسلم
4 - رواه البخاري ومسلم

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع